مسجد عبد الرحمن كتخدا
مسجد عبد الرحمن كتخدا


«عبد الرحمن كتخدا».. مسجد وسبيل وكتاب

شيرين الكردي

الأربعاء، 26 يونيو 2024 - 05:38 م

أثناء مرورك بحى الأزبكية تجد مسجد عبد الرحمن كتخدا، وداخل حرم جامعة الأزهر تجد مسجد عبد الرحمن كتخذا، وفى منتصف شارع المعز لدين الله الفاطمى تجد سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخذا فما هى العلاقة بين هذه الآثار.

يعد مسجد عبد الرحمن كتخدا من المعالم الأثرية البارزة في القاهرة، حيث يعكس بعمق تاريخ المدينة الغني بالثقافة الإسلامية والفن المعماري الفريد، يُعَدُّ هذا المسجد مثالًا رائعًا على العمارة الإسلامية في فترة الدولة العثمانية، ويمثل شاهداً حياً على التطور الثقافي والديني الذي شهدته مصر في تلك الحقبة.

اقرأ أيضًا| الكشف عن مقابر عائلية لم تكن معروفة من قبل بأسوان | صور

 

يجيب خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار أن هذه الآثار لنفس المنشىء الأمير عبد الرحمن بن حسن جاويش القازدغلي «كتخدا مصر أي محافظ مصر» واشتهر باسم عبد الرحمن كتخدا، كان من أمراء المماليك في عصر علي بك الكبير، وقد عين بعد أن تدرج في المناصب العسكرية حتى أصبح مسئولًا عن الجيش، ورقى فى عام 1737م إلى رتبة جاويش ثم باش جاويش.

هو عبد الرحمن كتخدا ابن حسن جاويش القازدغلي، نسبة إلى قازداغ ومعناها جبل الأوز، نفاه علي بك الكبير لمدة 13 سنة ثم عاد في عام 1776م؛ وتوفي بعدها بقليل عن عمر يناهز السبعين عامًا.

اشتهر عبد الرحمن بما أدخله من زيادات في الجانب الشرقي من الأزهر ومن بينها ضريحه الخاص وجزء من المدخل وخمسون عمودًا من رواق القبلة ومنبر ومحراب جديدان وشيد مئذنتين وبابي الشوربة والصعايدة.

وأنشأ الأمير عبد الرحمن عند باب الفتوح مسجدًا وصهريجًا وكتابًا، وفي مدخل الأزهر أعاد بناء المدرسة الطبرسية وجعلها مع مدرسة الأقبغاوية المقابلة لها من داخل الباب الكبير من أحسن المباني فخامة وبهاء، كما أنه بنى المشهد الحسيني، وشيد مسجدًا بجهة الأزبكية وبنى مشهد السيدة زينب، ومشهد السيدة سكينة والمشهد المعروف بالسيدة عائشة بالقرب من باب القرافة، والسيدة فاطمة والسيدة رقية، وعمر المدرسة السيوفية كما جدد المارستان المنصوري وغير ذلك من المساجد والأسبلة.

ومن أجمل عمائره دار سكنه بحارة عابدين وكانت من الدور العظيمة المحكمة الإتقان والبناء، لم تماثلها دار بمصر في حسنها وزخرف مجالسها وبابها من النقوش والرخام والقاشاني، وبلغ عدد المساجد التي بناها أو جددها عبد الرحمن كتخدا 18 مسجد يضاف إليها الزوايا والأسبلة والسقايات والمكاتب والقناطر .

عظم شأن عبد الرحمن حتى استفحل أمر علي بك الكبير، فأخرجه منفيًا إلى الحجاز وذلك في أول ذي القعدة عام 1178هـ ،1764م فأقام بالحجاز 12 سنة حتى أحضره يوسف بك أمير الحج في عام 1190هـ ،1776م وتوفى فى نفس العام  ودفن بالمدفن الذي أعده لجثمانه بجوار باب الصعايدة بالأزهر .

مسجد عبد الرحمن كتخذا :

ويوضح الدكتور ريحان أن مسجد أو زاوية عبد الرحمن كتخدا بالأزبكية تعود إلى عام 1142هـ، 1734م، تخطيط المسجد من مستطيل يتوسطه فناء مربع مكشوف تحيط به الأروقة من جميع الجهات، ويحتوى كل رواق على صف واحد من البوائك المكونة من عقود مدببة ممتدة عددها خمسة تقوم على أربعة أعمدة رخامية، أما رواق القبلة فيحتوى على ثلاث بوائك. ويغطى المسجد سقف خشبى مكون من (خراطيم) ومربوعات مزخرف برسوم زيتية.

- مسجد عبد الرحمن كتخدا بالأزهر :

يقع جامع عبد الرحمن كتخذا داخل حرم جامعة الأزهر ويشتهر بجامع الغريب الأثر رقم 448 ، أنشأه الأمير العثماني عبد الرحمن كتخدا عام 1168هـ/ 1754م.

- سبيل وكتاب كتخدا:

وينوه الدكتور ريحان إلى أن سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا أثر هام يقع عند تلاقى شارعين أحدهما شارع المعز لدين الله الفاطمى  والآخر شارع تمبكشية يحمل أثر رقم 21، بُني بأسلوب يجذب انتباه زوار شارع المعز لدين الله، حيث نجد مبنى مفتوح من ثلاث جهات، ويتكون من شطرين، الشطر الجنوبي ذو طابقين ويحتوي السبيل والكُتّاب، والشطر الشمالي غير مُسجل ويُستخدم شُقق إسكان عادية.

- السبيل :

يقع مدخل السبيل في الواجهة المطلة على الشارع الجانبى وهو يحتل الركن الشرقي من الواجهة الجنوبية الشرقية ويبرز عنها قليلًا وهو في دخلة على جانبيها مسطبتان تعلوهما عضادتين خاليتين من النصوص أو الزخارف ويتوجها عقد مدائنى شغل جانباه من الداخل بحطات من المقرنصات ويحدد هيئة كتلة المدخل والمستطبتين جفت لاعب ذو ميمات ، ويتضمن السبيل كتابات تحتوي على اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء (1157هـ/1744).

ويوضح الدكتور ريحان أن السبيل يتكون من مساحة مربعة مع وجود دخلة بكل من أضلاعه الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية والشمالية الغربية معقودة بعقد نصف دائرى، بكل دخلة شباك للتسبيل من النحاس المسبوك بأرضيته حوض رخامى مستطيل، ويحوى الضلع الشمالي الشرقي باب الدخول لحجرة السبيل من الدركاه تجاوره خزانة حائطية يعلوها شباك يشرف على السلم المؤدى إلى الكتاب، يغطى جدران السبيل بلاطات خزفية عثمانية تتضمن لوحة خزفية تمثل الكعبة المشرفة، ويسقف غرفة التسبيل سقف خشبى ذو زخارف ملونة من الأطباق النجمية.

- الكتّاب :

يعلو الكتّاب حجره السبيل ويتوصل اليه من الدرج أمام الدركاه، ويتكون من مساحة مربعة، مع وجود بائكة بكل من أضلاعه الجنوبية الشرقية والجنوبية الغريبة والشمالية الغربية، تتكون كل بائكة من عقدى حدوة فرس يرتكزان على ثلاثة أعمدة رخامية، داخل كل عقد درابزين من خشب الخرط.

يسقف الكتاب سقف خشبى ذو زخارف ملونة،  خلف البائكات الثلاث يوجد ممر بسقف خشبى بنفس الزخارف السابقة له ثلاث واجهات كل واجهة عبارة عن بائكة خشبية تتكون من خمسة عقود نصف دائرية ترتكز على أعمدة خشبية ويغشى أسفل هذه الواجهات الخشبية الثلاث حجاب من خشب الخرط يعلوه صف من البائكات المعقودة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة