البنك الفيدرالي الأمريكي
البنك الفيدرالي الأمريكي


العالم يترقب الفيدرالي| «العريان» يحذر من مخاطر عدم خفض الفائدة

محمد صابر

الإثنين، 24 يونيو 2024 - 08:14 م

تترقب الأوساط الاقتصادية فى العالم أجمع لاسيما الاقتصادات الناشئة، مثل مصر، الخطوات التى سيتخذها البنك الفيدرالى مستقبلًا فيما يخص أسعار الفائدة، وهو القرار الذى تتردد موجات ارتدادية منه إلى بقية أنحاء العالم.. وكانت البيانات الأخيرة فى الولايات المتحدة قد كشفت تراجع التضخم بنسبة بسيطة لكنها تشير إلى احتمال بدء الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة الفترة المقبلة.

أكد الخبير الاقتصادي العالمي د.محمد العريان على ضرورة الانتباه لتوقيت التحرك، ودعا العريان مسئولى الاحتياطي الفيدرالي للتحرك على الفور فيما يخص معدلات الفائدة.

وفي مقال نشرته صحيفة الفاينانشال تايمز، قال العريان إنه استمع إلى الحجج التي تسلم بأنه «لا يهم متى يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة، بل إن ما يهم هو متى ينتهى الفيدرالى من خفض الفائدة».

وكتب العريان، رئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج، إن هذه الرؤية تتجاهل أهمية توقيت بدء الفيدرالى فى خفض الفائدة لأنه فى الظروف الحالية، يشكل التوقيت أهمية بالغة للحفاظ على رفاهية وقوة الاقتصاد.

وقال العريان إن الحجة المعتادة حول أهمية التوقيت تفترض أن التخفيض الأول لسعر الفائدة يسمح للأسواق بتسعير دورة التخفيض بأكملها بثقة أكبر.

وقال العريان إن عدم وضع استراتيجية واضحة كان سبباً فى تقلبات بأسواق الدخل الثابت ويكمن هذا فى سلوك عوائد سندات الخزانة الأمريكية، سواء كانت السندات ذات أجل عامين الحساسة للسياسة النقدية، أو السندات لأجل 10 سنوات التى تلتقط اتجاهات السوق الأكثر شمولاً لدورة سعر الفائدة بأكملها بالإضافة إلى التضخم والنمو.

وتابع: «فى الأسابيع الأربعة التى سبقت اجتماع سياسة بنك الاحتياطى الفيدرالى الأخير، تقلبت عائدات السندات لأجل عامين بشكل كبير: حيث ارتفعت إلى ما يقرب من 5 فى المائة، ثم انخفضت بنسبة 0.26 نقطة مئوية، وارتفعت بمقدار 0.18 نقطة، ثم انخفضت مرة أخرى بمقدار 0.22 نقطة إلى أدنى مستوى عند 4.67 فى المائة، وأظهر العائد على السندات لأجل 10 سنوات تقلبات مماثلة، ولكن بمقادير أكبر.

حالة الاقتصاد

وقال العريان «تتعلق الحجة الأقوى لأهمية التوقيت بحالة الاقتصاد».. وتشير البيانات المتزايدة، إلى الضعف الاقتصادى، بما فى ذلك تدهور مؤشرات النمو الاقتصادى وقد تزامن ذلك مع تآكل كبير فى الاحتياطيات التى تحتفظ بها الشركات الصغيرة والأسر ذات الدخل المنخفض.

ووفقا للعريان، تأتى نقاط الضعف، التى من المرجح أن تزداد مع ظهور المزيد من الآثار المتأخرة لدورة التشديد الطويلة، وسط تقلبات اقتصادية وسياسية دورية كبيرة، بالإضافة إلى التحولات فى مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة المستدامة وإدارة سلسلة التوريد والتجارة.

وقال العريان إن هناك أيضًا منظورا تاريخيا يشير إلى أن خفض أسعار الفائدة فى الوقت المناسب يساهم فى تحقيق نتائج اقتصادية أفضل.

وأضاف «وكما أكد بوب ميشيل من بنك جيه بى مورغان فى مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، فإن التخفيض السريع لأسعار الفائدة لعب دورًا مهمًا فى إحداث هبوط ناعم بعد دورة رفع أسعار الفائدة بمقدار 3 نقاط مئوية فى الفترة 1994-1995، وهو حدث نادر فى التاريخ.

ويشير العريان إلى أنه ينبغى لهذه السابقة التاريخية أن تغرس شعوراً بالتفاؤل، مما يشير إلى أن خفض أسعار الفائدة فى الوقت المناسب من الممكن أن يؤدى إلى نتيجة إيجابية مماثلة فى المشهد الاقتصادى الحالى حيث إن احتمال الهبوط الناعم الذى يتوقعه العريان هو بنسبة 50 فى المائة فى الوقت الحالي.

وأضاف أنه نظراً لمشكلة التضخم، فإن تأجيل التخفيض الأول لسعر الفائدة يزيد من احتمالية أن يحتاج بنك الاحتياطى الفيدرالى فى النهاية إلى خفض المزيد لتقليل مخاطر الركود.
ويشير فى هذا السيناريو إلى تصويب الخطأ الأولى الذى ارتكبه بنك الاحتياطى الفيدرالى فى سياساته خلال الفترة 2021-2022. ومن خلال سوء وصف التضخم آنذاك باعتباره «مؤقتا» وتأخير رد فعله، اضطر بنك الاحتياطى الفيدرالى إلى زيادة أسعار الفائدة بقوة بما يزيد على 5% بما فى ذلك أربع زيادات متتالية بنسبة 0.75 نقطة مئوية.

وقال: إذا اضطر بنك الاحتياطى الفيدرالى هذه المرة إلى الدخول فى دورة تخفيض كبيرة بسبب تأخر بدايته وتسارع نقاط الضعف الاقتصادية والمالية، فسيتعين عليه أيضاً أن ينتهى به الأمر إلى التخفيض بأكثر من اللازم.

ويشير العريان إلى أن الأسر والشركات الصغيرة ستكون أكثر عرضة لمثل هذا التجاوز حيث يؤدى انخفاض الفوائد المترتبة على انخفاض أسعار الفائدة إلى زيادة انعدام الأمن فى الدخل أو البطالة.

وكتب العريان أنه بدلاً من ذلك، يعتمد السعر النهائى لدورة تخفيض سعر الفائدة الفيدرالية القادمة على وقت بدايتها. وكلما طال انتظار الفيدرالى لبدء دورة خفض الفائدة، زاد خطر إلحاق الضرر غير ضرورى بآفاق نمو الاقتصاد واستقراره المالي، وهو ما من شأنه أن يلحق الضرر بالشرائح الأكثر ضعفا بشكل خاص.

واختتم العريان المقال بأنه يبدو أن بنك الاحتياطى الفيدرالى عالقاً مرة أخرى فى ردة فعل قائمة على البيانات بدلاً من رد فعل أكثر استراتيجية توجه الاقتصاد إلى الهبوط الناعم الذى يأمله كثيرون ويحتاج إليه العالم بشدة.

واتفق معه الخبراء الماليون فى شركة أليانز. أنه يجب على الاحتياطى الفيدرالى خفض أسعار الفائدة «فى أقرب وقت ممكن».

ويعتبر خفض أسعار الفائدة بشكل عام عاملاً إيجابياً يحفز أسعار الأسهم، لا سيما أسهم النمو التى تكتسب قيمتها من قدرة الشركات على تحقيق أرباح فى المستقبل.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة