نتنياهو
نتنياهو


«أمريكا».. أكبر عقبة أمام السلام

آخر ساعة

السبت، 29 يونيو 2024 - 06:26 ص

■ كتبت: دينا توفيق

حصدت الحرب في غزة أرواح عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمرت 67% من البنية التحتية للقطاع، ورغم الخسائر البشرية الفادحة وتحذيرات المجتمع الدولى ووكالات الإغاثة، فإن جيش الاحتلال يواصل قصفه الوحشى وسط وجنوب غزة، حتى الخيام التى تؤوى نازحين غرب رفح لم تسلم من جرائمهم، فيما يعانى الشمال من مجاعة. إنها حرب طويلة يشنها الكيان الصهيونى بدعم أمريكي لأطماعهم السياسية، والتداعيات الإنسانية للصراع الدائر بين إسرائيل وغزة عميقة ومدمرة، ولكن للأسف يمكن لإسرائيل أن تفلت من جرائم القتل الجماعى لأن الولايات المتحدة تدافع عنها وتعفيها من المساءلة.

استمر الصراع بين إسرائيل وفلسطين لعقود من الزمن، واتسم بالعنف والنزاعات الإقليمية والأزمات الإنسانية. وفى خضم الجهود الدولية للتوسط فى عملية السلام، لعبت الولايات المتحدة فى كثير من الأحيان دورًا مركزيًا، حيث مارست نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا. ومع ذلك، بدلاً من العمل على إرساء السلام، يرى الكثيرون أن السياسات والإجراءات الأمريكية أعاقت الوصول إلى أى اتفاق وأدت إلى استمرار الصراع، حتى أصبحت الولايات المتحدة العقبة الرئيسية أمام السلام فى غزة وإقامة الدولة الفلسطينية، وفقًا لموقع «Common dream» الأمريكي.

◄ اقرأ أيضًا | نتنياهو يبحث عن طوق النجاة في لبنان ويتطلع لمغامرات ببؤر جديدة

لم يتم بعد الإعلان عن التفاصيل الكاملة للاقتراح الأمريكي، الذى أعلن عنه الرئيس «جو بايدن» مؤخرًا وتنفيذه على ثلاث مراحل، والذى يستلزم إطلاق حماس سراح جميع الرهائن مقابل وقف دائم لجرائم الكيان الصهيوني في غزة.

 

ولكن لا يزال رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» يصر على التصعيد من الهجمات الإسرائيلية الشرسة فى وسط وجنوب غزة. إن الخلاف الأساسى الذى لا يمكن أن يخفيه بايدن ووزير الخارجية الأمريكى «أنتوني بلينكن» هو أن حماس، مثل كل فلسطيني، تريد نهاية حقيقية للإبادة الجماعية، فى حين أن الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية لا تريدان ذلك.

ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي»، فإن حركة حماس تعاملت بإيجابية مع المقترح الأخير وكل المقترحات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ولكن فى المقابل ترى الحركة أنه «بينما يواصل بلينكن الحديث عن موافقة إسرائيل على الاقتراح الأخير، لم يسمعوا أى مسئول إسرائيلى يعرب عن موافقته». وقال بلينكن مرارًا وتكرارًا إن إسرائيل قبلت اقتراح وقف إطلاق النار الذى قدمه الرئيس بايدن فى 31 مايو الماضي. ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية ذلك رسميًا، على الرغم من أن الخطة الإسرائيلية شكلت الأساس لإعلان بايدن.

ويمكن للرئيس الأمريكى أو رئيس الوزراء الإسرائيلى إنهاء المذبحة بسرعة كبيرة إذا أرادوا ذلك؛ حيث يمكن لنتنياهو الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار، أو بايدن من خلال إنهاء أو تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل؛ نظرًا لأن الأخيرة لا تستطيع شن هذه الحرب دون الدعم العسكرى والدبلوماسى الأمريكي. لكن بايدن يرفض استخدام نفوذه، على الرغم من اعترافه فى مقابلة بأن نتنياهو يطيل أمد الحرب من أجل مصلحته السياسية.

ولا تزال الولايات المتحدة ترسل الأسلحة إلى إسرائيل لمواصلة المذبحة فى انتهاك لأمر وقف إطلاق النار الصادر عن محكمة العدل الدولية. ودعا زعماء أمريكيون من الحزبين الجمهورى والديمقراطى نتنياهو لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونجرس، حتى فى الوقت الذى تراجع فيه المحكمة الجنائية الدولية طلبًا من المدعى العام فيها بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية.

ويبدو أن الولايات المتحدة عازمة على مشاركة إسرائيل فى العزلة التى فرضتها على نفسها عن الأصوات الداعية إلى السلام فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك أغلبية كبيرة من الدول فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن. وتتحمل الولايات المتحدة قدرًا كبيرًا من المسئولية عن تلك العزلة، مع الدعم غير المشروط لإسرائيل منذ عقود، واستخدام حق النقض فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عشرات المرات لحماية إسرائيل من المساءلة الدولية.

لقد مكنت الولايات المتحدة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة من اتباع سياسات إجرامية صارخة والتغاضى عن الغضب المتزايد لدى الشعوب والدول فى جميع أنحاء العالم. كانت الولايات المتحدة أول دولة تمنح إسرائيل الاعتراف الفعلى فى 14 مايو 1948، ولعبت دورًا رائدًا فى تصويت الأمم المتحدة عام 1949 للاعتراف بدولة إسرائيل الجديدة داخل حدودها التى تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني.

إن الدعم الأمريكى غير المشروط للاحتلال الإسرائيلى غير القانونى وضم المزيد والمزيد من الأراضى على مدى السنوات الماضية قد أفسد السياسة الإسرائيلية وشجع الحكومات الإسرائيلية المتطرفة والعنصرية على الاستمرار فى توسيع طموحاتها الإقليمية للإبادة الجماعية.

ووفقًا لمجلة «ذى نيشن» الأمريكية، فإن حزب الليكود بزعامة نتنياهو يتبنى خطة إسرائيل الكبرى لضم كل فلسطين المحتلة وأجزاء من البلدان الأخرى، أينما ومتى ظهرت فرص جديدة للتوسع.

ويرى الباحث الأمريكى والصحفى المستقل «نيكولاس ديفيز»، أنه تم تسهيل توسع الكيان الصهيوني فى وحشيته واحتلاله للأراضى الفلسطينية من خلال احتكار واشنطن للوساطة بين إسرائيل وفلسطين، والتى عارضتها بقوة ودافعت عنها ضد الأمم المتحدة ودول أخرى. إن التناقض بين الأدوار التى تلعبها الولايات المتحدة باعتبارها الحليف العسكرى الأقوى للكيان الصهيونى والوسيط الرئيسى بين إسرائيل وفلسطين واضح للعالم أجمع. ويضيف ديفيز قائلًا إنه كما نرى، حتى فى خضم الإبادة الجماعية فى غزة، فشل بقية العالم والأمم المتحدة فى كسر هذا الاحتكار الأمريكى وإقامة وساطة مشروعة ومحايدة تحترم حياة الفلسطينيين وحقوقهم الإنسانية والمدنية.

تستخدم الولايات المتحدة باستمرار حق النقض ضد جميع المقترحات باستثناء مقترحاتها بشأن إسرائيل وفلسطين فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حتى عندما تكون مقترحاتها بلا معنى أو غير فعالة أو تؤدى إلى نتائج عكسية.

ووفقًا للباحث الأمريكي، فإن الجمعية العامة للأمم المتحدة موحدة فى دعم فلسطين، وتصوت بالإجماع تقريبًا عامًا بعد عام للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

ولقد اعترفت 144 دولة بفلسطين كدولة، ولا يحرمها سوى الفيتو الأمريكى من العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة.

وحتى أن الإبادة الجماعية التى ارتكبتها إسرائيل فى غزة جلبت العار لمحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، ودفعتهما إلى تعليق انحيازهما المتأصل المؤيد للغرب ومواصلة القضايا ضد إسرائيل.

لقد حان الوقت للأمم المتحدة والدول المحايدة لدفع واشنطن شريك الكيان الصهيونى فى الإبادة الجماعية إلى الجانب، ولكى تتحمل السلطات الدولية الشرعية المسئولية عن فرض القانون الدولي، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين وإحلال السلام فى الشرق الأوسط.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة