مباحثات هامة بين وزير الخارجية الأمريكى والدفاع الإسرائيلى لمنع الحرب مع لبنان
مباحثات هامة بين وزير الخارجية الأمريكى والدفاع الإسرائيلى لمنع الحرب مع لبنان


جهود دولية مكثفة لمنع «الانفجار الوشيك» على الحدود اللبنانية؟

الأخبار

السبت، 29 يونيو 2024 - 05:58 م

نوال سيد عبدالله
فى وقت تتصاعد فيه المخاوف والتحذيرات من اتساع رقعة المواجهات جنوبى لبنان بين حزب الله وإسرائيل، تتواصل المساعى الدبلوماسية للدفع باتجاه حل سياسى لتجنب حرب قد تشعل منطقة الشرق الأوسط بأكمله.

وزادت حركة الطيران على خط بيروت- تل أبيب لوقف التصعيد بين حزب الله بقيادة حسن نصرالله وحكومة بنيامين نتنياهو المتعطش لمزيد من الدماء فى محاولة بائسة منه للهرب من المساءلة القانونية فى إسرائيل فى قضايا فساد ورشوة. وسبق أن حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من مخاطر التصعيد وعدم تحويل لبنان إلى غزة أخرى.

فى خضم التوترات المتزايدة بين إسرائيل وحزب الله، تجرى محاولات دولية متعددة لوقف التصعيد العسكرى المحتمل بين الجانبين تعكس المخاوف من العواقب المحتملة التى قد تنجم عن تصعيد عسكرى جديد فى المنطقة.

الوضع الحالى يجعل من السهل اندلاع حرب واسعة النطاق، خاصة فى ظل الدعم من قوى إقليمية لحزب الله واستمرار العدوان الإسرائيلى على غزة.

وفى الوقت الذى تزداد فيه التوترات الخارجية، يواجه نتنياهو ضغوطاً سياسية داخلية تدفعه نحو خيار الحرب. اذ تعانى حكومته المتطرفة من انقسامات داخلية ومشاكل اقتصادية، مما يدفع بعض السياسيين إلى البحث عن طرق لتوحيد الصف الداخلى من خلال التصعيد العسكرى وفتح جبهة جديدة للقتال مع العدو اللدود. ويرى بعض المراقبين أن نتنياهو قد يستخدم خيار الحرب كوسيلة إلهاء عن مشاكله الداخلية وتعزيز موقفه السياسى.

تزامنت الجهود الدولية مع زيارة وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت للولايات المتحدة بهدف حشد الدعم الأمريكى لإسرائيل ولضمان استمرار تدفق الأسلحة وإمدادات الذخيرة.

وتسعى الولايات المتحدة، التى تلعب دورًا رئيسيًا فى منطقة الشرق الأوسط، إلى منع تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله. وتدرك الإدارة الأمريكية أن اندلاع حرب جديدة فى المنطقة سيؤدى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمى ويؤثر على المصالح الأمريكية. لذلك، تعمل واشنطن على التوسط بين الأطراف المختلفة وتشجيع الحلول الدبلوماسية لتجنب التصعيد. لكن فى الوقت نفسه، تواصل واشنطن تقديم الدعم العسكرى والاقتصادى لإسرائيل لضمان التفوق العسكرى الإسرائيلى فى المنطقة.

وفى وقت سابق، أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أن فرنسا والولايات المتحدة ستكثفان جهودهما لمنع تصعيد أوسع فى المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على تهدئة الوضع بين إسرائيل وحزب الله.

جاء هذا الإعلان خلال زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى فرنسا قبل أسابيع قليلة، حيث أصدر الجانبان بيانًا مشتركًا يؤكدان فيه التزامهما بالعمل معاً لتجنب انفجار إقليمى، خاصة فى لبنان. وأشار ماكرون إلى أن الجانبين يعملان على «تقديم معايير» لتخفيف التوترات وإنهاء الفراغ المؤسساتى فى لبنان. وقدمت فرنسا فى الأشهر الأخيرة مقترحات مكتوبة إلى كلا الجانبين بهدف وقف التصعيد.

وإلى جانب جهود الولايات المتحدة وفرنسا، تعمل العديد من الدول الأوروبية والعربية على منع اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله. تسعى هذه الدول إلى التوسط بين الأطراف المختلفة وتشجيع الحوار والتفاوض لحل النزاعات القائمة. كما تعمل الأمم المتحدة على تعزيز جهودها فى المنطقة لضمان التزام جميع الأطراف بالقوانين الدولية والاتفاقات السابقة.

فى حالة اندلاع حرب بين إسرائيل وحزب الله، ستكون العواقب وخيمة على المنطقة بأسرها. سيؤدى القتال إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وتدمير البنية التحتية، مما سيزيد من معاناة السكان المحليين. كما سيؤدى التصعيد العسكرى إلى زعزعة الاستقرار الإقليمى وتفاقم الأوضاع الإنسانية فى لبنان، الذى يعانى بالفعل من أزمات اقتصادية واجتماعية حادة.

تشير كل هذه التطورات إلى أهمية الحلول الدبلوماسية فى منع اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله. يجب على المجتمع الدولى تكثيف جهوده لتشجيع الحوار والتفاوض بين الأطراف المختلفة، والعمل على بناء الثقة وتخفيف التوترات. ويمكن أن تلعب المنظمات الدولية والإقليمية دورًا مهمًا فى هذا السياق من خلال تقديم المبادرات والدعم اللازم لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.

ورغم الجهود الدولية المكثفة لمنع التصعيد العسكرى، يبقى الوضع هشًا وقابلاً للانفجار فى أى لحظة. التحديات التى تواجه المنطقة تتطلب تعاملاً حذراً واستراتيجيات طويلة الأمد لضمان تحقيق الأمن والاستقرار. من الضرورى أن تواصل الأطراف المختلفة التزامها بالقوانين الدولية والعمل على تجنب الأعمال الاستفزازية التى قد تؤدى إلى التصعيد.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة