بريجوزين بزيه العسكرى بصحبة مقاتليه أمام مقر القيادة الجنوبية للجيش الروسى فى روستوف أون دون
بريجوزين بزيه العسكرى بصحبة مقاتليه أمام مقر القيادة الجنوبية للجيش الروسى فى روستوف أون دون


بعد عام من التمرد.. «فاجنر» تحت السيطرة

الأخبار

السبت، 29 يونيو 2024 - 06:03 م

سميحة شتا

بينما تستمر روسيا فى التعامل مع تداعيات الحرب الأوكرانية المستمرة، يراقب العالم عن كثب، مدركًا أن أصداء التمرد الذى قاده يفجينى بريجوزين فى 23 يونيو 2023، سوف يتردد صداها لسنوات قادمة، فبعد مرور عام، لا يزال إرث تمرد فاجنر يتكشف ويذكر بتعقيدات القانون والنظام داخل روسيا، وقبضة بوتين القوية على السلطة، والطبيعة التى لا يمكن التنبؤ بها للسياسة الروسية.

لكن بعد مرور 12 شهراً، يبدو أن قبضة الرئيس الروسى على السلطة أقوى من أى وقت مضى، ففى نفس السنة التى فاجأت فيه مجموعة فاجنر العالم بتمرد ضد حكومة الرئيس بوتين، فككت روسيا بالفعل مجموعة فاجنر.

كان يفجينى بريجوزين-القائد الراحل للقوات شبه العسكرية والمعروف باسم «طباخ بوتين»-قد عَبرَ الحدود من أوكرانيا فى 23 يونيو 2023 واستولى على مدينة روستوف الجنوبية بعد أشهر من التوترات المتزايدة بينه وبين قادة عسكريين فى موسكو.

وبدأت قواته آنذاك فى الزحف للعاصمة موسكو دون أن تواجه أى مقاومة تقريباً. وانتهت «المسيرة من أجل العدالة» -كما سماها بريجوزين-بشكل مفاجئ فى اليوم التالى بعد أن أمر بوقف التقدم.

وبعد شهرين فقط، تحطمت طائرة بريجوزين، مما أدى إلى مقتله هو وعدد كبير من قيادات المجموعة، مما جعل مستقبل المجموعة فى مهب الريح وسط حالة من انعدام اليقين.

يرجح الخبراء أن عمليات فاجنر فى أوكرانيا نُقلت إلى وحدات من الجيش النظامى الروسى وقوات شبه عسكرية تابعة للدولة فى الوقت الحالى. وقال أحد القادة السابقين فى فاجنر لبى بى سى إن المرتزقة تلقوا أوامر «بالانضمام للقوات التى تسيطر عليها وزارة الدفاع» أو المغادرة.

ورجحت تقارير مخابراتية بريطانية أن بعض وحدات المشاة التابعة لفاجنر ضُمت للحرس الوطنى الروسى «روسجفارديا». وأطلق على هذه الوحدة-التى شُكلت فى 2016-«الجيش الخاص» لبوتين بقيادة الحارس الشخصى السابق فيكتور زولوتوف.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن عناصر من مجموعة فاجنر بدأت تخضع لسيطرة الحرس الوطنى فى أكتوبر 2023. وكان من المقرر أن يتم نشر هذه الوحدة، المعروفة باسم «التشكيلات التطوعية»، فى أوكرانيا بموجب عقود مدتها ستة أشهر، وفى مناطق فى إفريقيا بعقود مدتها تسعة أشهر.

وظهر أنطون يليزاروف، وهو أحد عناصر فاجنر منذ فترة طويلة الذى يُقال إنه قاد العمليات الدموية للمرتزقة فى باخموت، ليؤكد هذا الاندماج بعد أيام.

كما انضمت قوات أخرى من فاجنر السابقة إلى القتال مع رجل فلاديمير بوتين القوى فى الشيشان رمضان قديروف، وقوات أخمات التابعة له. وهناك أيضاً مثال واضح على تراجع مجموعة المرتزقة الروسية، وهو إزالة شعارها من أعلى البرج الذى كانت تشغله فى مدينة سان بطرسبرج، ثانى أكبر مدينة فى روسيا.

وبعد التمرد بأيام قليلة، قالت تقارير إن بريجوزين أبرم صفقة مع بوتين لتركيز عمليات مجموعته فى إفريقيا، ودعم الأنظمة وتأمين الموارد لروسيا. لكن بعد وفاته، قيل إن نائب وزير الدفاع يونس بك يفكوروف قام بجولة فى العواصم الأفريقية، مؤكدا للمسئولين هناك أن الخدمات التى تقدمها المجموعة لن تتوقف.

وفى فبراير الماضى، حصلت بى بى سى على وثائق تكشف أن موسكو تعرض «حزمة بقاء النظام» مقابل الوصول إلى الموارد الطبيعية ذات الأهمية الاستراتيجية، وهو النهج الذى كانت تفضله مجموعة فاجنر فى السابق.

وقدم هذه الخطة ما يسمى بـ «المجموعة الاستكشافية» الروسية-الملقبة بفيلق إفريقيا»-والتى يقودها الجنرال السابق فى المخابرات العسكرية الروسية أندريه أفريانوف- وسبق لهذا القائد الروسى الإشراف على عمليات سرية متخصصة فى استهداف القتل وزعزعة استقرار الحكومات الأجنبية.

وقال خبراء لبى بى سى إن الفيلق الإفريقى حل فعليا محل فاجنر فى غرب إفريقيا. وعلى تطبيق تلجرام، تتباهى هذه الوحدة بتقديم رواتب للمجندين تصل إلى 110 آلاف روبل شهريا «1٫250 دولارا» علاوة على الخدمة «تحت قيادة قادة أكفاء يتمتعون بخبرة قتالية واسعة».

وقال رسلان طراد، المحلل الأمنى فى المجلس الأطلسى، إن فاجنر «أصبحت فى الواقع الفيلق الإفريقى وتخدم الآن الأهداف الكاملة للمخابرات، ووزارة الدفاع».

وأشار المعهد البولندى للشئون الدولية إلى أن الهدف من الفيلق الإفريقى هو استخدامه «بشكل أكثر صراحة» مما كانت عليه فاجنر فى القارة بهدف استبدال النفوذ الغربي-وخاصة الفرنسي-فى إفريقيا.. وأكد المحللون أن مجموعة فاجنر لا تزال تعمل بشكلها السابق فى جمهورية إفريقيا الوسطى فقط، وسط مزاعم بأن بافيل، نجل بريجوزين، هو من يسيطر عليها. وقال مصدر كان يعمل مع يفجينى بريجوزين لبى بى سى: «لقد أعطت موسكو الوريث الضوء الأخضر لمواصلة القيام بما كان يفعله والده فى إفريقيا، بشرط ألا يتعارض ذلك مع مصالح روسيا».

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة