د. محمد العبد - د. أبواليزيد الشرقاوى - د. جودة مبروك
د. محمد العبد - د. أبواليزيد الشرقاوى - د. جودة مبروك


كشف عنها التحليل اللغوي لخطابات الرئيس| شخصية مصر القوية

عبدالهادي عباس

السبت، 29 يونيو 2024 - 07:57 م

تبرز شخصية مصر واضحة فى خطابات الرئيس السيسي المتتابعة منذ توليه مسئولية الوطن وحتى الآن؛ فى كل خطاب تكون هناك لغة خاصة للتواصل بين الرئيس وشعبه، فالخطاب الاحتفالى يختلف عن نظيره الاقتصادى، والأخير يختلف عن السياسى، مميزات واضحة فى الخطابات الرئاسية، منها التركيز على المستقبل وإبراز قوة الشعب وقدرته على التحمل وأنه البطل فى مواجهة التحديات الاقتصادية:

يؤكد د. محمد العبد، عضو مجمع اللغة العربية، والأستاذ بجامعة عين شمس، أن الخطاب الرئاسي قمة هرم التواصل اللغوى بين السلطة والجماهير، ومصدر مهم من مصادر تاريخ الأمة والمعبِّر عن إرادتها، والمسئول عن رسم الخطوط العريضة لسياسات الحاضر والمستقبل.

تتشابه لغة الخطاب بين مرحلتين أو أكثر، ولعل «التوازن اللغوى» هو السمة الأساسية لخطابات الرئيس منذ توليه المسئولية فى 2014 وحتى اليوم، توازن بين ما يمكن أن يقال أو يُصرَّح به وبين المسئولية الوطنية وحسابات المصالح العامة، وبين تقاليد الخطاب فى فضاء رسمى أو غير رسمى، والحفاظ للخطاب على نصه المكتوب أو الجمع بين النص المكتوب والكلام العفوى المرتجل، توازن بين السياسات والإمكانات على أرض الواقع، مثل: التوازن بين الإصلاح والاستقرار، والتوازن بين المصالح الوطنية والعلاقات الدولية.

 استحضار الأحداث 

ويتابع د. العبد أنه فى خطابات الرئيس المكتوبة أو المرتجلة سمة أخرى مهمة هى «تَرهين الخطاب» بمعنى الاستعانة بالعبارات التى تستحضر الأحداث «هنا» و«الآن». فى خطابات الرئيس المكتوبة نجد الترهين المكانى فى عبارات مثل: «نجتمع سنويًّا على هذه الأرض.. أرض مصر»، «أرحب بكم مجددًا فى أرض السلام سيناء»، «نحن هنا جميعًا سفراء للإنسانية» (من كلمة الرئيس فى الجلسة الختامية لمنتدى شباب العالم 18-9-2019م). ومن الترهين الزمانى: «أتحدث إليكم اليوم»، «نحتفل اليوم معًا»، «وأؤكد لكم اليوم»، «أعبِّر عن سعادتى البالغة وفخرى وأنا أشهد اليوم احتفالنا السنوى بالمرأة المصرية العظيمة» (فى غير خطاب من خطابات الرئيس فى عيد العمال والاحتفال بعيد الأم وتكريم الأم المثالية).

 النظرة المستقبلية 

ويشير إلى أنه من السمات الأولية لخطابات الرئيس السيسى غلبة النظرة المستقبلية التى يُعبَّر عنها بما قلَّ لفظه وزاد معناه من العبارات والشعارات الإيجابية، سواء فى ذلك فيما يوصف بـ «الأوقات العصيبة» أو «الأجواء الودية»، وما أعظم تلك الآثار مع عبارات احتشدت بها خطابات الرئيس فى مناسبات مختلفة.

 مشاهد وطنية 

ويوضح د. جودة مبروك محمد، العميد السابق لكلية الآداب، جامعة بنى سويف، أن الرئيس السيسى ظهر واضحًا فى مشاهد وطنية مرتبطة بما يسمَّى فى الآداب الشعبية بالمُخَلِّصِ، وهو مصطلحٌ يُطلق على البطلِ، ولقد تضمَّنت الخطابات الثلاثة عقب الانتخابات فى 2014، و2018، و2023م طبيعة الظروف التى تمر بها البلاد، حيث يبدأ حديثه بنداء عموم الشعب قائلًا: (شعبَ مِصْرَ العَظِيمَ)، ولم يختلف الرئيس الإنسان فى خطابه الأول عن الثانى عن الثالث، بل يذكر فى الأخير أنه: «رجل مصرى، نشأ فى أصالة الحارة المصرية العريقة»، مفتخرًا بأنه ابن المؤسسة العسكرية العريقة.
ويشير د. جودة إلى أن خطاب الرئيس قد تطور لاختلاف السياق السياسى والاقتصادى والتحديات المتنوعة، فقد جاء ذكرُ ثورتى 25 يناير والثلاثين من يونيو فى خطاب 2014، فيتحدث إلى المصريين واصفًا الانتخابات بقوله إنها: «ثانى استحقاقات خارطة المستقبل التى توافقت عليها القوى الوطنية المصرية، جاء كنتيجة مستحقة لما قدمتموه من تضحيات على مدار ثورتين مجيدتين فى 25 يناير، و30 يونيو»؛ ويحثُّ المواطنين على العمل والإنجاز، ما كانت الأمور تستدعيه بعد الثورات والمظاهرات التى قيدت وشلت حركة الاقتصاد.

 مسار وطني 

أما الناقد الكبير د. أبو اليزيد الشرقاوى، أستاذ تحليل الخطاب الأدبى بكلية دار العلوم، جامعة القاهرة، فيشير إلى تكرار البُعد العاطفى فى خطابات الرئيس، والإشادة بالمواطن الذى اعتبره بطل المرحلة، تحمل الإصلاح الاقتصادى وآثاره، وواجه الأزمات بثبـات ووعى وحِكمـة.
ويتابع د. الشرقاوى: إلحاح الرئيس يظهر فى إشراك فئات الشعب فى العملية النهضوية، فيذكر الشباب والمرأة على وجه الخصوص فيقول: «فى المقدمة كان شباب مصر، يعبر عن نفسه، وعن حيوية مصر ومستقبلها، وكالعادة والعهد، تثبت المرأة المصرية مرة أخرى، أنها صوت الضمير الوطنى، المعبر عن صمود وصلابة أمتنا».

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة