مسلسل الكتيبة 101
مسلسل الكتيبة 101


«المتحدة» درة التاج الإعلامي.. أعادت الانضباط للمشهد وأنتجت دراما وطنية واعية

السيد عيسى

السبت، 29 يونيو 2024 - 10:03 م

قبل ثورة 30 يونيو لم يكن الإعلام يرقى لأن يكون ممثلاً للشعب، مجرد خيبات، وانتكاسات، انعكست على ما يُقدم على الشاشة وسط خرائط برامجية هزيلة وأعمال درامية مسفة لا تقدم قيمة ولا رسالة  إلا أن التغيير الذى أحدثته الثورة، كان له بالغ الأثر فى تغيير الكثير من أوجه الحياة في مصر سياسياً واجتماعياً وفنياً، وبمثابة ثورة صححت مسار الإعلام ليستعيد عافيته ..

وتدريجياً عادت خريطة الإعلام العالمي كخطوة في طريق إعادة ثقل القوى الناعمة المصرية التي غابت لسنوات، لتتحول النكسات والخيبات إلى إنجازاتٍ إعلامية تديرها شركات إنتاج وطنية  أنتجت دراما قوية مؤثرة وبرامج لاكتشاف المواهب  وقناة  إقليمية قادرة على إيصال صوت مصر للعالم.

حالة من الانفلات الإعلامى عاشتها القنوات الفضائية، غاب فيها الضبط والربط واصبح الهواء مستباحاً لكل من هب ودب، بدون مؤهلات يخرج على الشاشة ويدلى بدلوه فى أى مسألة دون تخصص ودون دراية.

ومع اندلاع ثورة 30 يونيو بدأ التفكير فى ضبط المشهد الإعلامى عن طريق إنشاء شركات وطنية تمتلك مجموعة من القنوات، كالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية و التى تعد واحدة من أكبر الكيانات الإعلامية فى المنطقة العربية بأكملها، فهى تمتلك أكثر من 40 شركة رائدة فى مختلف المجالات تتنوع ما بين إعلام مرئي، ومسموع، ومطبوع، وإلكتروني، ودرامي، ودعاية وإعلان، وخدمات إعلانية مباشرة وغير مباشرة و أيضاً خدمات الحقوق الرياضية و تسويقها. 

تمكنت المتحدة من أن تعيد للشاشات المصرية رونقها حيث كانت بداية الشركة بقناة دى ام سى التى أنشأتها فى 2017 كما استحوذت على قنوات الحياة وسى بى سى وأون، وأطلقت أول قناة إخبارية إقليمية مصرية وهى: قناة «القاهرة الإخبارية» وأيضاً أول قناة وثائقية  ..

ومن خلال تلك القنوات استطاعت المتحدة أن تبنى كياناً قادراً على إعادة هيبة الفضائيات المصرية التى تمكنت من تقديم إعلام مؤثر من خلال قنوات أكثر مشاهدة وأكثر تفاعلاً مع الجمهور.. كما حرصت المتحدة على إنشاء مجموعة من القنوات المتنوعة منها: مصر قرآن كريم، القاهرة الإخبارية، الوثائقية، ولم تهمل الراديو حيث حرصت على تقديم مادة إذاعية متميزة من خلال مجموعة من الإذاعات منها : راديو النيل و 9090 وغيرها  ، كما حرصت على الاندماج مع مجموعة من الكيانات الإنتاجية منها: سينرجى وميديا هوب، ما نتج عنها مجموعة متميزة من الأعمال الدرامية.

دراما عودة الوعي

وعانت الدراما المصرية عبر سنوات كثيرة من الغياب بفعل أعمال دون المستوى بعيدة عن القيمة لتختفى دراما مصر من الشاشات العربية ويحل محلها دراما لجنسياتٍ أخرى سواء عربية أو أجنبية.

عودة الوعى هو العنوان الغالب على الدراما المصرية خاصة الأعمال التى تقدمها الشركة المتحدة، لتصبح محاربة الأفكار المتطرفة أول اهتمامات صناع الدراما، ما ظهر جليا هذا العام من خلال مسلسل «الحشاشين» العمل الذى استعرض كيف نشأت بذرة الإرهاب وكيف يستطيع أتباع الشيطان أن يجدوا مدخلاً لعقول الشباب وإيهامهم أن طريق القتل والدمار يوصلهم للجنة، ليؤرخ المسلسل لفترة تركت رواسب ما زلنا نعانى منها ومن المنتسبين لهذه الجماعات حتى الآن. 

 قدمت الدراما المصرية مجموعة من الأعمال المتنوعة خلال السنوات القليلة الماضية  ، حيث تعدى  عدد الأعمال التى تم إنتاجها خلال السنوات العشر الماضية الـ 300 مسلسل بتكلفة تجاوزت الـ 20 مليار جنيه. وكانت الدراما الوطنية حاضرة بقوة من خلال مسلسل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة الذى رصد الكثير من بطولات رجال الشرطة والجيش فى التصدى لكثير من الإرهابيين والمخربين ودور الكثير من الوطنيين فى إعادة استقرار وأمن الوطن مروراً بمسلسلات «العائدون» ، «ملف سرى»، «هجمة مرتدة»  وصولاً لمسلسل «الكتيبة 101» الذى عُرض رمضان الماضى ورصد العمل كيفية نجاح «الكتيبة 101»  فى التصدى للتكفيريين الموجودين فى سيناء واستعرض المسلسل بطولات القوات المسلحة فى الحفاظ على الوطن من الأعداء والتضحيات المُقدمة من أجل سلامة وأمن الوطن.

كما شهدت السنوات الماضية تنوعاً ملحوظاً فى الدراما واهتماماً بكل القوالب الدرامية من اجتماعى  وكوميدى و حتى الدراما الدينية التى غابت عن الشاشة لسنواتٍ كان الجمهور على موعد معها من خلال مسلسل «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوى .. وتدور أحداث المسلسل فى إطار تاريخى حول حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعى أحد أشهر علماء الفقه والتفسير .. ويتناول العمل السنوات الأخيرة من حياته  والتى قضاها فى مصر..

وجاءت الدراما الكوميدية مميزة لتعيد للأسرة الالتفاف حول الشاشة وهو تقليد افتقدناه لسنواتٍ بعيدة .. ومن أهم الأعمال التى تنتمى إلى هذه النوعية  مسلسلات «الكبير اوى» بطولة احمد مكى و مسلسل «بابا جه»  لأكرم حسنى.. وأيضاً تجربة الفنان أحمد أمين فى مسلسل «الصفارة» الذى قدم دراما كوميدية بعيداً عن الإسفاف .. وأيضاً كانت الدراما الاجتماعية مميزة خلال السنوات الماضية لعل من أهمها مسلسل: «عتبات البهجة» ليحيى الفخرانى  ومسلسل «جزيرة غمام» بطولة طارق لطفى وأحمد أمين و فتحى عبدالوهاب تأليف عبدالرحيم كمال وإخراج حسين المنباوى.. المسلسل الذى نال إشادات واسعة واستطاع ان يبرز قيمة الدراما وأهميتها من خلال أعمال تصل الى المشاهدين باختلاف أعمارهم وثقافاتهم وأيضاً دراما الفانتازيا من خلال مسلسل «جودر» بطولة ياسر جلال.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة