د. محمد الضويني - د. شوقى علام
د. محمد الضويني - د. شوقى علام


الانتصار فى معركة الوعي: تجديد الخطاب الديني.. مواكبة لواقع متغير

الأخبار

السبت، 29 يونيو 2024 - 09:36 م

لم تكن قضية تجديد الخطاب الديني بالمعركة السهلة، حيث كان مقصد الرئيس منها بيان الوجه الحقيقى للأديان وهى السماحة وقبول الآخر، وإظهار معانى الرحمة مصداقا لقوله تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، والعودة إلى الينابيع الصافية للأديان، التى تدعو جميعها للتعاون والتآلف بين البشر، واستعادة الأديان من مختطفيها، والذين حاولوا نشر الفرقة بين الناس عبر تصنيفهم لفئات قائمة على الانتماء لجماعة أو حزب أو طائفة أو حتى فصيل سياسي.

كما كان الهدف من التجديد التأكيد على أن الأديان قادرة على التطور ومواكبة المستجدات، وكانت الاستجابة من المؤسسات الدينية كل فى مجاله، حيث تعاون الأزهر والكنيسة فيه وكان النتاج بيت العائلة المصرية، القائم على فكرة ترسيخ أن المصريين كلهم أبناء وطن واحد، وكل المصريين متساوون فى الحقوق والواجبات.

وكان النتاج عالميا متمثلا فى التعاون مع كبرى الكنائس عبر لقاءات واتفاقيات أبرزها ما جمع ما بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان ومن بينها توقيع اتفاقية الإخوة الإنسانية وإلقاؤهما خطابا مشتركا فى مجلس الأمن تحت عنوان :«أهمية قيم الأخوة الإنسانية فى تعزيز السلام والحفاظ عليه».

تمت ترجمة تجديد الخطاب الدينى عبر تعاون الأزهر ومختلف الوزارات والمؤسسات وخاصة الشباب والرياضة والجامعات للوصول إلى الشباب فى أماكن تجمعهم، لتحصينهم من أفكار التطرف والاقتراب منهم والتعرف على ما يفكرون فيه، والإجابة على تساؤلاتهم.

الوصول إلى الشباب من أكبر وأهم التحديات خاصة مع اختلاف طرق تفكيرهم، والوسائل التى يعتمدون عليها للتواصل، فكان يجب مجاراة ذلك، واستحداث منابر تستطيع الوصول إليهم، ليس فى مصر فحسب ولكن فى مختلف أنحاء العالم فكان مرصد الأزهر العالمى لمكافحة التطرف، والذى يضم علماء متخصصين بمختلف اللغات، وكان مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، الذى اقتحم أهم القضايا التى تؤرق المجتمع ومنها ارتفاع نسب الطلاق، فكان من بين مهامه تأهيل المقبلين على الزواج بما يضمن بناء أسرة غير قابلة للتفكك بسهولة، كما أن من بين مهامه إعادة الوئام للأسر المهددة بالفرق عبر وحدة يضمها هدفها لم الشمل تعمل بفلسفة :«فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها».

يوضح د. محمد الضوينى وكيل الأزهر أن الأزهر الشريف أنشأ «مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية»، والذى يعمل على نشر الفتاوى المنضبطة، ويرصد الفكر المنحرف ويتصدى له، وذلك إيمانا من الأزهر برسالته وأداء لدوره، وحرصا على إيصال الفتوى الصحيحة إلى طالبها، وقطعا للطريق على غير المؤهلين.

ويشير الضوينى إلى أن الأزهر الشريف اتخذ خطوات عدة من أجل تجديد الفكر والعلوم الإسلامية، فى إطار مهمته لنشر صحيح الدين الإسلامى فى ربوع العالم، وعلى رأسها القرارات الصادرة لتجديد الخطاب الدينى بدءًا من عام ٢٠١١، عقب تولى الدكتور أحمد الطيب منصب الإمام الأكبر.
وظهر ذلك فى العمل على تطوير المناهج الأزهرية، وتنقيحها من النصوص والأقوال التراثية التى قيلت فى سياقات مختلفة لا تتناسب والواقع المعاصر، وأيضًا إنشاء الهيئات والقطاعات الجديدة التى تُعنى بالفكر الإسلامى وقضاياه المعاصرة، وتُسهم فى تجديد الفكر الدينى ونشر الفهم الوسطى للإسلام، وفى ٢٠١١ أيضًا.

التفاعل بكل لغات العصر، وبكل الوسائل الممكنة، سمة مميزة لدار الإفتاء التى اتسمت بقدرة كبيرة على استشراف المستقبل، ومواكبة المستجدات، فكانت مؤتمراتها العالمية، وأمانة دور الإفتاء العالمية التى تحاول إيجاد أسس مشتركة لخطاب إفتائى يهدف لضمان سلام المجتمعات، وعدم استغلال الدين لنشر التطرف والفرقة، ورصد التشدد ومواجهته، وتكثيف تواجد على وسائل التواصل الاجتماعى واستحداث آليات للرد على الاستفتاءات وسرعة التفاعل مع طالبى الفتوى، فضلا عن مراكز ومراصد دراسة ورصد وتحليل أنشطة وفتاوى التنظيمات المتطرفة والرد عليها.

يؤكد د. شوقى علام مفتى الجمهورية أنه منذ دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتجديد الخطاب الدينى انخفضت بشكل كبير جدا وتيرة الفتاوى الشاذة، وهذا يؤكد ثقة الناس فى المؤسسات الدينية.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة