مسلسل الكبير أوي ومسلسل اللعبة
مسلسل الكبير أوي ومسلسل اللعبة


السر وراء ظاهرة موضة تعدد الأجزاء فى الدراما

أخبار النجوم

الأحد، 30 يونيو 2024 - 11:19 ص

محمد‭ ‬إسماعيل

أعلنت مؤخرًا بعض الأعمال الدرامية عن أجزاء أخرى جديدة بعد نجاح الأجزاء السابقة لها، ومن ضمن تلك المسلسلات، “اللعبة” و”البيت بيتي”، ومن قبلها مسلسل “الكبير أوي” و”المداح”، الذي عرض جزئه الأخير رمضان الماضي.. “أخبار النجوم” استطلعت أراء النقاد عن رأيهم في إنتاج الأعمال الدرامية متعددة الأجزاء؟، وما المعايير التي تحدد إنتاج أجزاء إضافية من عدمها؟، وأخيرًا متى يتخذ صناع تلك الأعمال القرار بالاكتفاء من تقديم أجزاء جديدة للعمل؟.

“بدون معايير”

في البداية يقول الناقد أحمد سعد الدين أن طريقة التفكير في إنتاج أعمال متعددة من نفس العمل لا تخضع في مصر لمعايير معينة، لكن تحدد بناءً على طلب نجم العمل أو المنتج نفسه، لكن بشكل عام الدراما مثلما كانت تحدث أيام “ليالي الحلمية” و”المال والبنون” و”يوميات ونيس”، كان المؤلفين متخذين القرار منذ البداية ومدركين تمامًا أنهم بصدد إنتاج أجزاء أخرى، وهو ما يظهر بوضوح في الأجزاء الأولى، ومثلما حدث مؤخرًا مع مسلسل “جودر” لياسر جلال، لأن الحبكة والخيوط الدرامية تحتمل إنتاج أجزاء أخرى، وهذا يرجع إلى ذكاء وموهبة المؤلف.

وأضاف: “هناك اتجاه آخر لاستغلال نجاح الأجزاء الأولى، وهذا استسهال من المنتج، ومن الممكن أن يؤدي إلى فشل هذا النجاح، لكن بشرط أن يحتمل هذا العمل الجديد خيوطًا درامية جديدة، وإلا سيقعون في فخ المط والتطويل، وأعجبني موقف محمد رمضان والمخرج محمد سامي عندما قررا الاكتفاء بنجاح (جعفر العمدة) دون إنتاج أجزاء أخرى تدمر الجزء الأول، واتفقا أن يقوما بمغامرة جديدة لأعمال فنية أخرى والاكتفاء بحالة نجاح (جعفر العمدة) دون تخريبه”.

وأوضح “سعد الدين”، أن هناك عوامل أخرى أيضًا تحدد إنتاج أجزاء متعدده من المسلسل من عدمه، ومنها تيمة العمل نفسه، فهناك بعض التيمات لا تتحمل على الإطلاق إنتاج جزء ثان من العمل، وليس أجزاء متعددة، ومنها على سبيل المثال مسلسل “العتاولة”، والذى تم الإعلان عن جزء ثان منه، وعلى الرغم من نجاح الجزء الأول إلا أنه كان به العديد من السقطات الساذجة، ومنها اختفاء فريدة سيف النصر ووفاتها بشكل غامض وغريب، وبعض الخطوط الدرامية بالمسلسل أيضًا كان السيناريو به مفكك وغير مترابط، وطريقة الإعلان عن جزء ثان خانهم فيه التوفيق، لأن هناك فرق كبير بين الإعلان والعمل الدرامي وليس كل ما هو جديد يمكن تنفيذه.

ويشير سعد الدين أن مسلسل “الكبير” وقع صناعه في العديد من الأخطاء الجسيمة، وحولوا نجاح العمل إلى فشل ذريع، فأفضل الأجزاء الأول والثاني وتقريبًا الخامس أو السادس، وغير ذلك لم تحقق الأجزاء الأخرى النجاح الذي يدفعهم لإنتاج أجزاءً إضافية، والدليل على ذلك فشل الجزء الأخير تمامًا، خاصة أن أحمد مكي يصر على نفس الشخصيات ونفس الطريقة أيضًا، وهي استغلال “التريندات الوقتية” التي حققت نجاحًا وتم استغلالها في المسلسل، وكان هذا يسمح بتقديم أجزاء في البداية، لكن تكرارها أصاب الجمهور بالملل، كما أن إنتاج هذا الكم من الأجزاء حصر “مكي” في شخصية “الكبير”، وهو نفس خطأ محمد سعد في شخصية “اللمبي”.

“استغلال النجاح والإعلانات”

يتفق الناقد رامي المتولي مع “سعد الدين”، في أن إنتاج مسلسلات متعددة الأجزاء ليس له معايير في مصر أو أسباب، والتي يمكن من خلالها تقييم العمل ومتى يجب الاكتفاء من تقديم أجزاء جديدة منه، أم يمكن أن يحتمل منه أجزاء إضافية، فدراما الأجزاء المتعددة سبق وأن توقفت مؤقتًا في فترة من الفترات، لكنها عادت من جديد منذ فترة، من ضمن الأشياء التي تجعل المنتجين ينتجون أجزاء جديدة هي رغبة القنوات الفضائية والتي تسعى لاستغلال النجاح والإعلانات في ملئ ساعات إضافية حتى وإن كانت على حساب جودة العمل والسيناريو، وعادة ما تقع في فخ التكرار والتطويل لأنه ليس هناك أساس قوي يستند علية صناع تلك الأعمال، وعلى الرغم من نجاح الجزئين الأول والثاني من مسلسل “البيت بيتي” لكريم محمود عبد العزيز ومصطفى خاطر، إلا أن نجاح الجزء الثالث ليس مضمون ولن يشفع للنجمين حب الجمهور لهما.

ويضيف “المتولي” أن هناك ميزة لابد أن يقوم المنتجين باستغلالها، وهي المنصات والأعمال ذات الـ7 و10 و15 حلقة، وأصبحت تلك النوعية من المنصات والأعمال لها جمهورها وشعبيتها، وهي تساعد المنتجين في إنتاج أعمالًا بأجزاء عديدة بعيدًا عن المسلسلات الطويلة الـ30 حلقة، وبذلك يبتعد تمامًا المؤلف عن خطر السقوط في المط والتطويل الذي يصيب الجمهور بالملل.

“روابط وخطوط عريضة”

أيضًا يقول الناقد محمود قاسم أن المعايير الأساسية في المسلسلات الدرامية أن يحتمل إنتاج أجزاء إضافية من عدمها، ومن الممكن أن يستغل المنتجين نجاح تلك الأعمال، خاصة أن كثير من الجمهور على السوشيال ميديا يطالبون المنتجين بأجزاء إضافية مثل مسلسل “البيت بيتي”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا، ومسلسل “ليالى الحلمية”، الذي قدم منه 6 أجزاء، لكن حتى الجزء الرابع كانت ناجحة، وبعد ذلك لم تنجح الأجزاء التالية، وهذا يعنى أن الدراما لابد من أن يكون لها روابط وخطوط عريضة للموضوع، وهذا مؤشر أيضًا للمنتجين على ضرورة التوقف عن إنتاج أجزاء أخرى من هذا العمل.

ويضيف “قاسم” أن هناك أعمالًا لا تتحمل أجزاء إضافية إلا بشروط معينة، وهي الأعمال التاريخية التي تعتمد على حقبة زمنية معينة، وهنا المؤلف يدرك تمامًا منذ البداية أنه سيتناول حقبة زمنية معينة على جزئين، لذلك من الصعب أن يقتنع المؤلف بضرورة إنتاج أعمالًا أخرى بشكل مفاجئ ودون تحضير مسبق، لأن الأعمال التاريخية تحتاج إلى خيوط درامية مترابطة ليس في الجزء الواحد فقط، لكن في الأجزاء كلها،  مع الوضع في الاعتبار أن أفضل الحلول لمسلسلات الأجزاء هي المسلسلات القصيرة بحد أقصى 15 حلقة، لأن المشاهد أصبح يمل من المسلسلات التي تصل حلقاتها إلى 120 حلقة فأكثر.

اقرأ أيضا : «المتحدة» درة التاج الإعلامي.. أعادت الانضباط للمشهد وأنتجت دراما وطنية واعية

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة