جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

جلال عارف يكتب: عاصفة اليمين المتطرف.. تجتاح فرنسا!!

جلال عارف

الإثنين، 01 يوليه 2024 - 08:35 م

بعد أمريكا.. ها هى فرنسا على أبواب مرحلة من الفوضى السياسية والرعب من سقوط الحكم فى قبضة اليمين المتطرف. الرئيس الفرنسى ماكرون بدا كأنه صدم من نتيجة انتخابات البرلمان الأوروبى، حيث فاز اليمين الفرنسى المتطرف بقيادة «مارى لوبان» بأكثرية الأصوات مع تراجع كبير للتحالف الوسطى الذى يقوده ماكرون. وبدلاً من استغلال سيطرته الكاملة على الحكومة والبرلمان الفرنسى لمواجهة الموقف وتقديم إصلاحات مطلوبة، قرر «المقامرة» بحل البرلمان وإجراء الانتخابات خلال أسابيع، لتكون النتيجة تكراراً للفشل، وليتصدر حزب لوبان اليمينى المتطرف نتائج الجولة الأولى بجدارة مع ٣٤٪ من أصوات الناخبين يليه تحالف اليسار، ثم تحالف الوسط بقيادة ماكرون مع ٢٠٪ فقط من أصوات الناخبين.. لتدخل فرنسا مرحلة جديدة من عدم الاستقرار السياسى مهما كانت نتائج الجولة الثانية للانتخابات الأحد القادم!!

المخاوف تزداد من احتمال أن يحصل حزب لوبان اليميني المتطرف على الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة، والدعوات تتصاعد لتشكيل جبهة من أحزاب الوسط واليسار لمواجهة هذا الاحتمال، لكن المصاعب كثيرة والموقف معقد، والكثيرون فى الوسط (ومنهم ماكرون) يستبعدون - حتى الآن - التحالف مع أقوى حزب فى جبهة اليسار (حزب فرنسا الأبية) ويعتبرونه خطراً على فرنسا مثل خطر حزب لوبان أو أكثر!!

في الأغلب.. ستكون فرنسا مع برلمان بلا أغلبية، وهى وصفة مجربة عند الفرنسيين للفوضى السياسية وشل القدرة على الحكم فى ظل صعود متزايد لليمين المتطرف الذى يجيد استغلال الأزمات التي ستتصاعد حتماً مع انتقال مركز الثقل السياسى إلى يمين يتشدد فى عدائه للمهاجرين ولا يرى خيراً فى اتحاد أوروبا، ولا يقدم حلولاً لأزمة اقتصادية تتصاعد وأوضاع مجتمعية مأزومة.

فشلت «مقامرة» ماكرون، وزادت الموقف تعقيداً، ووضعت اليمين المتطرف على أبواب الحكم - ولا سبيل أمامه الآن إلا أن يقبل بشراكة حقيقية مع قوى اليسار، وأن يقنع شركاءه فى تحالف الوسط بذلك. ولا يمكن مع تأييد شعبى لا يتجاوز الـ ٢٠٪ أن تحارب ضد الجميع وفى كل الاتجاهات.

لدى فرنسا خبرة طويلة فى التعامل مع مثل هذه المواقف الصعبة. أياً كانت النتائج فى جولة الانتخابات الحاسمة الأحد القادم، ستبقى الحقيقة الأساسية هى أن أكثر من ثلث الناخبين أعطوا أصواتهم لليمين المتطرف، وأن على الجميع (في فرنسا وخارجها) أن يقرأوا المشهد جيداً، وأن يواجهوه كما ينبغى!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة