الرأس بـ 10 جنيه .. حلاق الخرفان« نجم الموسم»

هويدا أحمد

السبت، 03 سبتمبر 2016 - 03:00 م

المقص هو مصدر لقمة عيشه طوال 45 عاما قضاها فى هذه المهنة يجلس فى المدبح امام جامع زين العابدين.. عندما تسأل احد المارة عن عم سمير يرد بسرعة قائلا «حلاق الخرفان» يجلس عم سمير،  ممسكاً بمقص حديدى، مرتدياً جلبابا  ويحمل عدة العمل فى يده انتظارا للرزق.

عم سمير هو أقدم حلاق للمواشى فى « السيدة زينب » ، عمله يشهد ازدهارا كبيرا قبل عيد الأضحى بأسابيع قليلة، يجوب خلالها أسواق المواشى، ويتفق مع أصحابها على حلاقة اصواف الخراف، مقابل 10 جنيهات للخروف الواحد، تزيد أو تقل وفق الاتفاق وعدد الخراف التى ستتم حلاقتها.

يقول عم سمير: خلال موسم عيد الاضحى يزداد عدد الخرفان فى المدبح والشغل بيكون كل يوم.. ويضيف: لم أشعر يوما ما بملل من هذه المهنة، لأنها بتأكلنى عيش وفاتحة بيتى، رغم انى بشوف فى نظرات الناس استهزاء بالمهنة على الرغم من انها « صنعة نادرة «، لكنهم فى نفس الوقت لما ييجوا يشتروا خروف العيد بيطلبوا يحلقوا شعره، علشان الحشرات ويكون شكله نضيف.

يروى عم سمير قصة مهنته «النادرة» فيقول انه بدأ فى المهنة مع  ابيه وأجداده وخلال مرحلة التعليم جرح احد الخراف فضربه والده وضغط على يده وقال له «متخفش ثبت ايدك وركز فى الحلاقة علشان ما تقطعش لقمة عيشنا ومن هذة اللحظة قرر ان يتقن الصنعة، ويضيف: الشغل مش عيب ولو اتكسفنا هنموت من الجوع »..

ويقول عم  سمير ان سعر حلاقة رأس الخروف يتوقف على حجمه وكثافة شعره، وتبدأ من 10 ولا تزيد على 12 جنيها.. بعض الخراف جلدها طرى وهذه لابد ان أكون حذرا وانا أتعامل معاها، لأن الحيوان بيحس ويتألم، وده الفن والصنعة هنا، انك تقص شعره من غير ما تجرحه ولا تؤذيه، لأنه لو اتأذى أو اتجرح مش حيهدأ فى إيدك، ولا حتعرف تخلص قص شعره « بعد 5 ساعات».   

يضيف: «زمان كانت المهنة منتشرة، لأن تجارة الصوف كانت مربحة وتجلب أموالاً كثيرة، وعاصرت وقت ما كان كيلو الصوف بثلاثة جنيهات، أما الآن فأصبح ب40 قرشا  فقط « كل حاجة غليت والصوف رخص »..  يصمت قليلاً، محاولاً استكمال قص شعر أحد الخراف الذى وضع قدمه اليسرى على قدميها وأمسك المقص باليد الأخرى، ثم استكمل « منها لله شركات البلاستيك والألياف الصناعية، قضت على سوق الصوف وصناعته، وأى بنطلون دلوقتى مصنوع من الألياف أو البلاستيك تقرب منه سيجارة يتحرق» ولو استمرت اسعار الصوف على حالها كان زمانى اغنى واحد فى المدبح.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة