كريستين هانا
كريستين هانا تكشف عن الرحلة الاستثنائية فى «الرياح الأربع»
الثلاثاء، 09 مارس 2021 - 01:52 م
بعد أن أمضت الكاتبة الأمريكية كريستين هانا عامًا فى البحث وكتابة مسودة أولى لروايتها الجديدة، أدركت أنها ضلت الطريق.
تدور أحداث رواية «الرياح الأربع» فى ولاية تكساس تزامنًا مع الكساد الكبير وكارثة «قصعة الغبار» البيئية. على هامش رواية هانا، فى مسودتها الأولى، ظهرت شخصية إلسا، امرأة شابة نشأ وكبر معها شعور بأنها غير محبوبة وغير جديرة بالاهتمام، ووجدت معنى لحياتها فقط كأم لطفلين صغيرين.
لا يمكن تخيل كتابة «الرياح الأربع»، التى صدرت فى أول فبراير الجاري، بأى طريقة أخرى، نظرًا لقوة شخصية إلسا وتطوراتها أثناء حربها من أجل البقاء، حيث تجد قوتها ذاتها فى حكاية تمتد أحداثها من بدايات كارثة قصعة الغبار وحتى الحياة اليومية فى معسكرات المهاجرين، بـ سنترال فالى بكاليفورنيا فى منتصف ثلاثينيات القرن الـ 20.
تقول هانا: «لقد عملت على مسودة لمدة عام أو أكثر، وكانت إلسا شخصية هامشية نوعًا ما، زوجة راف، شخصية غير مؤثرة وليس لها صوت فى السرد. لم تكن القصة قصتها بأى حال. مع تقدم أحداث الرواية، زاد اهتمامى بـ إلسا، ورحلتها الصعبة، من شعور ملازم بعدم الأمان وافتقاد الحب إلى امرأة تجد صوتها الخاص». وهكذا، تضيف هانا، ارتدت درعها الفولاذى ثم بدأت من جديد.
"بعد عام، استسلمتُ وتخلصت من معظم ما كتبت، وأعدت كتابة الرواية كقصة لـ إلسا. أعتقد أنى عثرتُ حينها على القصة التى من المفترض أن أرويها، القصة التى أريد أن يقرؤها الناس"، تقول هانا وتفصل: «فى جولاتى بعد إنهاء الكتاب، وعند الحديث إلى الناس، بدأت أدرك الصدى الذى تُحدثه قصة شجاعة امرأة وتاريخ النساء المفقود. حاولتُ حقًا كتابة رواية أمريكية ترتكز إلى قصة من التاريخ الضائع وأعتقد أنها ستكون مؤثرة وملهمة مثل العندليب».
برأى هانا، يثبت هذا صِحة قرارها بوضع إلسا فى صدارة أحداث الرواية التى تركز على قصة ملحمية لنضال النساء على خلفية أحداث تاريخية، مثل روايتها «العندليب»، الأكثر مبيعًا فى 2015، وهى رواية عن نساء المقاومة الفرنسية خلال الحرب العالمية الثانية تُرجِمَت إلى 43 لغة وبيع منها أكثر من مليونى نسخة.
فى بحثها المبكر حول أحداث «قصعة الغبار» والكساد العظيم، أدركت أنها امرأة ولدت فى جنوب كاليفورنيا، ونشأت هناك شمال المحيط الهادئ، حيث تعيش اليوم، وتجهل الكثير عن الصراعات التى واجهها الناس فى ذلك الزمان والمكان. تقول هانا: «مشقة البحث، رائعة وملهمة. أعتقد أنها أحدثت أثرًا حقيقيًا فى ما وصلتُ له اليوم».
أجرت هانا بحثًا مكثفًا لتحرى الدقة قدر الإمكان فيما يخص التاريخ والأشخاص الذين خططت للكتابة عنهم، قبل البدء فى الكتابة. زارت دالهارت، وتكساس، المدينة التى بدأت فيها قصة إلسا، وأمضت وقتًا فى مخيم للمهاجرين بالقرب من أرفين، لمعرفة الظروف التى وضعت فيها إلسا وأطفالها فيما بعد. كما ساعدت مصادر اطلعت عليها فى جامعة تكساس بأوستن، بما فى ذلك كتابات الروائية سانورا باب ومذكرات العديدين ممن عاصروا أحداث قصعة الغبار والهجرة غربًا، كما تقول هانا. فى صلب العديد من هذه النصوص يكمن الارتباط بالأرض والعائلة الذى يمثل الموجِه الرئيسى لرواية «الرياح الأربع».
تقول: «بالمعنى المجرد، إنه جوهر الأمر. أنا من سكان الساحل الغربي، وتنقلت كثيرًا، لذا فأنا لا أنتمى إلى إحدى تلك العائلات المرتبطة بمكان ما بشكل أساسى. لذا كنت دائمًا مفتونة بفكرة الأشخاص الذين يُبقون على الأرض وُيورثونها لأجيال، مَن تمثل هذه الأرض لهم جزءًا كبيرًا من هويتهم. أحد الأشياء التى أدهشتنى للغاية أثناء إجراء البحث هو الغالبية العظمى من هذه العائلات التى كانت تمتلك مزارع عند وقوع كارثة قصعة الغبار، وبقيت فى المنطقة رغم كل شىء. قَدْر الأمل والصمود وحب الأرض الذى ظهر لى كان مصدر إلهام».
من المستحيل عدم ملاحظة أوجه التشابه بين الماضى الخيالى والحاضر الواقعى عند قراءة «الرياح الأربع». كارثة المناخ تشكل تهديدا خطيرًا، فى الماضى والحاضر. غالبًا ما يقارن الانهيار الاقتصادى الناجم عن وباء كورونا بما حدث أثناء فترة الكساد العظيم. قضايا مثل الهجرة، سواء بين الولايات أو الدول، وعدم المساواة فى الدخل، تعد أيضًا من عناصر تلك المقاربة.
«بدأتُ هذه العملية منذ أربع سنوات، لكن لم أحسم أبدًا مدى ملاءمة الإعلان عن الرواية فى هذه اللحظة. ما أسمعه وما أعتقد أنه حقيقى أنه كتاب مناسب للقراءة فى الوقت الحالي، لأنه تذكير بقوة الروح البشرية وقدرتنا على النجاة»، تقول المؤلفة.
فى 3 فبراير 2021، أطلقت شبكة نتفليكس مسلسلاً مقتبساً من رواية هانا «درب اليراع»، وهى رواية صدرت عام 2008، عن الصديقتين تُولى وكيت بطولة كاثرين هيجل وسارة تشالك. إنها أولى روايات هانا للتلفزيون الأمريكى أو السينما الأمريكية، رغم أنه بحلول نهاية العام من المتوقع إطلاق فيلم عن روايتها «العندليب»، بطولة إيل وداكوتا فانينج.
تأمل هانا أن يحب القراء إلسا كما أحبتها.
بدأت الرواية بإلسا وهى تعتقد أنها ضعيفة، جاهلة وغير محبوبة. ثم، ومن خلال زواجها الذى يتضح أنه معقد، تطوق أهل زوجها وأمومتها وتصبح زوجة مزارعة، تخوض هذه الرحلة لتصبح محاربة وشجاعة. إنها تشعر بقوة كافية فى آرائها وفى إحساسها بذاتها للنضال، ليس فقط من أجل أطفالها ونفسها، ولكن من أجل الآخرين أيضًا. لقد اكتشفت أن رحلة امرأة تسعى لاكتشاف صوتها الخاص تحمل قوة لا تصدق.
ولدت كريستين هانا فى كاليفورنيا. وبعد حصولها على ليسانس الاتصالات من جامعة واشنطن، عملت فى وكالة إعلانات فى سياتل. كتبت هانا روايتها الأولى مع والدتها التى كانت تحتضر بسبب السرطان فى ذلك الوقت. لم تنشر تلك الرواية مطلقًا. كريستين هانا من الكاتبات الاكثر مبيعًا فى الولايات المتحدة، لها أكثر من عشرين رواية. صُنِفت روايتها «درب اليراع» بين أكثر الكتب مبيعًا فى عام 2009، كما أُعلِنت العندليب، كأفضل كتاب لعام 2015 من قبل أمازون وفاز الإصدار الصوتى لها بجائزة الكتاب الصوتى لنفس العام فى فئة الأدب الروائى.ش
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة