الكاتب الصحفي طارق الطاهر
الكاتب الصحفي طارق الطاهر


طارق الطاهر يكتب| حدث فريد.. الكاريكاتير فى الأزهر الشريف

بوابة أخبار اليوم

السبت، 12 يونيو 2021 - 03:14 م

لأول مرة فى تاريخ الأزهر الشريف؛ يقيم ملتقى دوليًا لفن الكاريكاتير، هذه الخطوة من قبل فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، تضاف بلاشك، لأحاديثه المتوازنة التى استمعتُ إليها طوال شهر رمضان فى القناة الفضائية المصرية، منحازا فيها لقيم التجديد، مفرقا بين التشريع السماوى، والفقه الذى يتجدد مع الزمن وما يحمله من معطيات، كما انحاز الطيب فى أحاديثه السابقة إلى آراء الشيخ محمد عبده ومذهبة التجددى، مشيرا فى ذات الوقت إلى أن للتجديد قواعده وأصوله.

كل ذلك كان ينبئ بخطوات جادة – على أرض الواقع – فى سبيل التجديد الدينى، من هذا المنطلق لابد أن أشيد بحدث فريد، وهو تنظيم الأزهر الشريف – حاليا – لملتقى دولى لفن الكاريكاتير، يعد بلاشك، سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخه، أن يعترف هذا الصرح الدينى الكبير، الذى ينحاز لقيم الوسطية، بفن من الفنون، ويفتح له أبوابه، بل وأن يصاحب ذلك تنظيم مسابقة "الأزهر العالمية لفن الكاريكاتير فى دورتها الأولى"وهى مسابقة تنقسم لقسمين، الأول: للرسم الكاريكاتيرى عن وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام والعيش المشترك، وما يندرج تحت هذا الشعار من قيم: التسامح، الأخاء، وقبول الآخر.. إلى آخره، أما القسم الثانى: فهو مسابقة بورتريه غير الكاريكاتيرى لعمل يجمع بين فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب وقداسة بابا الفاتيكان، أى أن الأزهر هنا يقر بفنين معا: الكاريكاتير والبورتريه، وسيتم الإعلان عن الفائزين فى 17 أغسطس من العام الحالى.

بلاشك أننا أمام تاريخ جديد يكتب للأزهر الشريف، تاريخا ينحاز فيه إلى الفنون، باعتبارها وسيلة من وسائل التقارب بين الشعوب، وباعتبار أن مصر – على مدار تاريخها – تتميز بقواها الناعمة، وثقافتها وفنونها التى اخترقت قارات العالم أجمع.

إننى أنظر إلى ما يحدث الآن، باعتباره خطوة واضحة وعملية، نحو تجديد الخطاب الدينى، برؤى منفتحة، تقدر الثقافة والفنون، وتضعها فى موضعها، الذى يليق بها، باعتبارها أداة من الأدوات التى يلجأ إليها الأزهر الشريف فى تقريب رسالته.

تحية واجبة للشيخ د. أحمد الطيب، لما يفعله بهدوء وثقة، لتجديد خطاب دينى يليق بالأزهر الشريف ومكانته، ويليق – قبل ذلك – بالوطن، وما يخوضه من تحديات، تتطلب منا الوقوف بكل قوة، للتعبير عن الوجه الصحيح للدين الإسلامى الحنيف.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة