أبناء سوهاج
فرحة أبناء سوهاج بتوديع سنوات «التهميش»
السبت، 08 يناير 2022 - 11:43 ص
سوهاج - خالد حسن
تعتبر سوهاج واحدة من أولى المحافظات الأفقر على مستوى الجمهورية، فقد عاشت عهودًا طويلة تعانى تدنى الخدمات وتدهورًا فى البنية التحتية، وفيها أفقر قرى الصعيد، إلى أن جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأعطى تعليماته الحاسمة بانتشال الصعيد من الإهمال والتهميش والحرمان، وتغيرت ملامح سوهاج وأصبحت واحدة من جميلات الوجه القبلى.
كان لسوهاج نصيب الأسد من المشروعات القومية التى تنفذها الدولة حاليًا، وعلى رأسها ازدواج الطريق الشرقى الصحراوى اسوهاج - الغردقةب، وإنشاء عدة محاور وكبارٍ أعلى نهر النيل مرورًا بشريط السكة الحديد مثل محور كوبرى اطما - البدارىب، وكبارى اجرجا - دار السلامب، واالبليناب واجرجاب، وإنشاء أكبر مستشفى جامعى فى مصر على أرض مدينة اسوهاج الجديدةب لخدمة مرضى الصعيد بأكمله وتخفيف الضغط عن مستشفيات القاهرة وأسيوط، ومجمَّع الصناعات الصغيرة والمتوسطة بالمنطقة الصناعية (غرب جرجا) الذى تكلَّف نحو 800 مليون جنيه.
محور البلينا
والتقت آخرساعة عددًا من أبناء سوهاج لاستطلاع آرائهم بشأن ما تشهده المحافظة من مشروعات خدمية وتنموية، حيث يقول كمال السيد، من قرية الساحل بمركز البلينا، إن محور كوبرى البلينا من أهم المشروعات التنموية التى نفذتها الدولة، حيث يربط بين الطريق الصحراوى الغربى (القاهرة ـ أسوان) والطريق الصحراوى الشرقى وترعة نجع حمادى، ويمر أعلى شريط السكة الحديد ليصبح شريانًا لحركة التجارة والنقل بين سوهاج وقنا والبحر الأحمر.
فيما قال محمد زكريا، إن مشروع محور البلينا الذى افتتحه الرئيس السيسى قبل أيام يسهم فى الحد من حوادث المعديات التى كانت تتسبب فى مصرع العديد من المواطنين.
ووجه عبدالله القاضى (موظف)، الشكر للرئيس السيسى، على حزمة المشروعات التى يتم تنفيذها فى سوهاج، خاصة مشروعات البنية الأساسية وتطوير شبكة الطرق والكبارى لتسهيل الانتقال بين الشرق والغرب وتقديم الخدمات للمواطنين بمحافظات الصعيد.
وفى قرية أم دومة بمركز طما التقينا صابر عيد محمد، الذى قال: اكنا نسكن العشش، وجدران بيوتنا كانت من الطين والعجين والبوص وأفلاك النخيل، والآن اختلف الحال، وأصبحنا نسكن بيوتًا تصلح للحياة الآدمية، ورأينا الكثير من المشروعات تقام فى القرى والنجوع، ولم نصدق أنفسنا ونحن نرى مشروعات تُشيّد فى قريتنا من مياه شرب نظيفة ومشروعات للصرف الصحى ووحدات صحية جديدة ومدارس ومبانٍ إدارية ومراكز شبابب.
ومن بين أبناء قرى طما قالت سيدة إنها عاشت لسنوات طويلة وهى تذهب لمنزل والدها برفقة أولادها ليدخلوا دورة المياه، ومنهم من عاش هو وأبناؤه داخل غرفة واحدة هى مكان المعيشة والنوم والأكل والاستحمام، وهناك من كانت تختبئ داخل الكهوف الجبلية مع أبنائها هربًا من الأمطار فى الشتاء، ونجحت احياة كريمةب فى انتشالهم من الفقر.
أما أبناء قرية اعرب بنى واصلب بمركز دار السلام، فقد تبدّل حالها، وودعت سنوات الإهمال بعد أن طالتها مبادرة احياة كريمةب، ومن بينهم حميدة عبدربه، (ربة منزل) التى قالت من داخل منزلها الجديد والفرحة تعلو وجهها ووجوه أطفالها إن زوجها عاملٌ بسيط وأوضاعهم المادية كانت صعبة حيث كانوا يسكنون بيتًا متواضعًا للغاية عبارة عن منزل من الطوب اللبن والطين ومسقوف بالبوص، ولم تكن به دورة مياه وكانت تضطر هى وأبناؤها للذهاب لمنزل والدها لقضاء حاجتهم، وأضافت: االآن وبفضل (حياة كريمة) أصبح لنا منزل يتكون من غرفتين وصالة ودورة مياه بالسراميك والحمام فيه ماء ساخن وباردب.
ويقول حسن عبدالوهاب، من القرية ذاتها: اأنا عامل بسيط باليومية ودخلى يكفى قوت أسرتى بالكاد، وكان بيتى عبارة عن غرفة واحدة مشيدة بالطين والبوص، وكنا نقضى حاجتنا فى برميل وضعناه بالأرض، وداخل الغرفة سرير وبوتاجاز وأكثر ما كان يؤلمنى هو عدم قدرتى على حماية أطفالى من أمطار الشتاء وشمس الصيف الحارقة، لذا حينما سمعت بتلك المبادرة توجهت فورا للجمعية الخيرية بالقرية وتم تشكيل لجنة عاينت الوضع على الطبيعة وقاموا ببناء منزل آدمى لنا وانتهت مأساتى.
أما شيماء عز الدين، فتقول: امنزلى عبارة عن جدران مبنية بالطين فقط بدون سقف وبالقرب من الجبل، ووقت المطر يغرق المكان، وكنا نختبئ سريعًا فى أحد الكهوف الجبلية المجاورة أو لدى الجيران، كما كانت تهاجمنا الثعابين والعقارب والحشرات السامة، ولكن قبل أشهر فوجئت بأشخاص جاءوا إلينا وتفقدوا أحوالنا، وقالوا إن الرئيس السيسى سيبنى لنا منزلًا، فرحنا جدًا أن الدولة شعرت بنا أخيرًا، والحمد لله أصبح لنا منزل آدمىب.
فيما يقول سلمان صفوت، أحد أهالى القرية، إن قرى مركز دار السلام شرق النيل، من أشد القرى فقرًا واحتياجًا، حيث يعيش أغلب سكانها تحت خط الفقر ويشتغلون بالزراعة، وهو ما انعكس على حياتهم المعيشية، فكثير من منازل القرية بدائية ومبنية بالطوب الأبيض (البلوك) ونظرًا لوجود القرى فى حضن الجبل فإن حياتهم بسيطة وتشبه الحياة البدائية، لذا ظلوا طوال السنوات الماضية فى عزلة وحرمان من الخدمات حتى تنبهت الحكومة وقامت مؤخرًا برفع المعاناة عنهم.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة