■ زيادة المساحات المستصلحة يحمينا من الأزمات العالمية
■ زيادة المساحات المستصلحة يحمينا من الأزمات العالمية


الاكتشافات البترولية والاستصلاح الزراعى وزيادة الاحتياطى النقدى.. حائط صد لجنون الأسعار العالمى

جاهزون دائما | القراءة المستقبلية للدولة تجنب مصر آثار «أزمة أوكرانيا»

محمد محمود فايد

الخميس، 10 مارس 2022 - 05:50 م

العرابى: «القوة الذاتية» التى دعا إليها الرئيس كلمة السر للنجاة من تداعيات الحرب 

وفــرنا هــدر القمـــح.. والسعات زادت إلى 2.1 مليون طن

«الأزمات تظهر قدرات الدول» بهذه الجملة عبر المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى، عن الوضع الحالى لمصر فى أحد تصريحاته المتلفزة والذى يبرز قوة الدولة المصرية واستعدادها لمواجهة أية أزمات، ففى الوقت الذى تخيّم فيه أجواء الحرب الروسية الأوكرانية على الأوضاع فى جميع دول العالم بما فيها مصر، تحسباً لنشوب حرب عالمية ثالثة، أثبتت الدولة المصرية بقيادتها السياسية وأجهزتها المختلفة قدرتها الفائقة على استقراء الأحداث مبكرًا، وصياغة خارطة مستقبلية لمواجهة كافة الأزمات تحسبًا لأى طارئ.


وقد سادت حالة من الهلع فى أسواق العالم فور اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، بعد أن شهدت قفزات سعرية فى الطاقة والحبوب وغيرها من السلع مما يشير إلى أن العالم على أعتاب أزمة جديدة فى الوقت الذى لم يتخلص فيه من تداعيات أزمة جائحة كورونا، إلا أن القيادة السياسية المصرية كان لديها قراءة مبكرة للأحداث حول العالم، تؤكد قدرتها على تجاوز أى أزمة وحماية الشعب المصرى من تداعياتها، ولعل ما يمر به العالم الآن يؤكد أهمية الخطوات التى قامت بها الدولة المصرية مسبقًا من اكتشافات حقول الغاز والتوسع فى زراعة القمح والتنوع فى تسليح الجيش، مما يدل على قدرة أجهزة الدولة المصرية على استطلاع الأحداث مبكرًا واتخاذ الإجراءات اللازمة قبل وقوع الأزمة.

 

ما من حرب نشبت ولا أزمة وقعت إلا وتحملت الشعوب تداعياتها ربما لعقود، وهو ما جعل القيادة السياسية المصرية حريصة دائما على تجنيب الشعب المصرى عواقب أى أزمات.

وربما بدا ذلك جليًا فى عدة أزمات آخرها جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية التى بات لها تأثير واضح على معظم شعوب العالم فسرت العديد من الخطوات التى اتخذتها الدول المصرية طوال السنوات الماضية مثل الزيادة فى تسليح الجيش وتنويع مصادر السلاح خاصة فى ظل الأحداث الملتهبة التى اجتاحت المنطقة خلال السنوات الماضية، واليوم الحرب الروسية الأوكرانية التى ربما تؤدى إلى نشوب حرب عالمية ثالثة.

بالإضافة إلى حقول الغاز التى سعت الدولة المصرية إلى اكتشافها خلال الفترة الماضية من خلال عدة إجراءات اتخذتها لتأمين تلك الاكتشافات وحفظ حقوق الشعب المصرى فى الوقت الذى يعانى فيه العالم من «حرب الغاز»، ونظرًا للأهمية الكبرى لرغيف الخبز لدى الشعب المصرى باعتباره سلعة استراتيجية أساسية، فقد سعت الدول المصرية أيضًا إلى تأمين احتياجات المصريين من القمح، وهو ما بدا بوضوح خلال أزمة الحرب الحالية.


رسائل طمأنة


عقب اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا، سادت حالة من القلق لدى المصريين خاصة أن مصر تستورد كميات من القمح من روسيا وأوكرانيا، مما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى الخروج بنفسه ليطمئن شعبه، حيث أكد الرئيس السيسى خلال لقائه طلبة الكلية الحربية، أن الرقعة الزراعية زادت هذا العام بنحو 250 ألف فدان وتمت زراعتها بمحصول القمح، مضيفًا أن العام القادم مستهدف خلاله زيادة الرقعة الزراعية إلى مليون فدان، والذى يليه مستهدف من 1.5 إلى 2 مليون فدان، موضحا أن الهدف هو تقليل الاعتماد على استيراد السلع الاستراتيجية من الخارج.


وأشار الرئيس إلى أن مصر تسير فى تنفيذ برامج زراعية ضخمة جدا والدولة تبذل جهدا كبيرا لزيادة مساحة الرقعة الزراعية فى مصر بقدر الإمكان، مضيفًا أنه يتم إضافة نظم حديثة فى الرى والزراعة فى مصر، وهذا الأمر له مردود جيد، ونعمل على توفير أساسيات الحياة للناس بأسعار مناسبة، وأكد الرئيس أننا فى وضع أفضل بفضل العمل والجهد والصبر والتحمل.


وخلال الأيام الماضية اجتمع الرئيس السيسى، مع الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، واللواء أ.ح إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وخلال الاجتماع وجه الرئيس بالمحافظة على استمرارية المخزون الاستراتيجى للدولة من السلع الغذائية الرئيسية ومتابعة أسعارها السوقية، خاصةً المدرج منها على بطاقة التموين، والتى تتحمل الدولة الزيادات التى تمت عليها حتى الآن، كما وجه فى ذات السياق باستكمال المراحل التالية لمشروع الصوامع الاستراتيجية، لزيادة الحجم الاستيعابى والتخزينى لها، كما وجه الرئيس بضرورة توفير جميع السلع فى جميع المنافذ بأسعار ميسرة للمواطنين استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، والتنسيق مع جميع المحافظات والغرف التجارية لإقامة التجهيزات والبنية الأساسية للمعارض الغذائية، مع تنظيم حملات دائمة للمتابعة الدورية لضمان التزام العارضين بالأسعار المقررة والمعلنة.


وفى سياق متصل، صرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأنه يوجد فى الصوامع خزين من القمح يكفى لأربعة شهور قادمة، مشيرًا إلى أن إنتاج محصول القمح الذى يبدأ حصاده داخل مصر فى إبريل، حوالى 4 ملايين طن، معقّبًا: «وبالتالى مخزون القمح مع الإنتاج يكفى حتى نهاية العام».


وأضاف أن الدولة المصرية تبذل مجهودًا كبيرًا فى إنتاج القمح فى مصر، سواء على المستوى الأفقى من خلال التوسع فى استصلاح الأراضى، أو من خلال الإنتاج الرأسى لكل فدان، منوها أن متوسط الفدان كان حوالى 14 أردبًا فقط، ولكن اليوم متوسط الفدان حوالى 20 أردبًا أى 3 أطنان تقريبًا، معقّبًا: «حدثت طفرة كبيرة جدًا فى إنتاج القمح فى مصر، ونرى نتيجة الجهد اليوم، استعدادًا لمواجهة أى أزمة».


وتابع بسام راضى أن هناك اكتفاءً ذاتيًا من إنتاج الأرز فى مصر، حتى نهاية العام القادم، وكذلك السكر أو البنجر، حيث يتوفر مخزون استراتيجى كافٍ لمعظم السلع الغذائية الرئيسية، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسى وجَّه بالاستمرار فى مراحل المشروع القومى لإنشاء الصوامع على أعلى مستوى وأحدث طراز كما هو موجود حاليًا، بالإضافة إلى مراقبة الأسواق حتى يتم الاطمئنان والتأكد من وصول السلع الغذائية للمواطنين بالأسعار المحددة.


إجراءات استباقية


وفى هذا الإطار يرى اللواء دكتور سيد غنيم، الأستاذ الزائر بالناتو والأكاديمية العسكرية ببروكسل، أن الدولة المصرية كان لديها قراءة مستقبلية للعديد من الأزمات والأحداث حول العالم، وهو ما بدا جليًا فى الإجراءات الاستباقية التى اتخذتها مصر فى العديد من الملفات الهامة، وفيما يخص أزمة الحرب الروسية الأوكرانية بالنسبة لمصر، لها بُعدان البُعد الأول عسكرى والثانى يخص أمن الطاقة.. وأضاف فى تصريحات خاصة لـ«لأخبار» أن البُعد العسكرى يتمثل فى تنويع مصر للسلاح خلال الفترة الماضية ما بين الشرقى والغربى على الرغم من أنها ضمن قائمة الحلفاء الاستراتيجيين الـ18 للولايات المتحدة.

وتتمتع العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر بالخصوصية، خاصة أننا نحصل على مساعدات أمريكية بقيمة 1.3 مليار دولار فى شكل أسلحة وصيانة وتدريب على الصعيد العسكرى، وعلى الرغم من ذلك إلا أن مصر مازالت تنوع سلاحها فى اتجاه أوروبا والصين وروسيا وكوريا أو شرق آسيا بشكل عام، من مبدأ تنوع السلاح وليس التبعية الأيدلوجية لأى معسكر سواء شرقيا أو غربيا .


وأوضح «غنيم» أنه اعتبارا من عام 2014 زادت مصر فى تنوع مصادر السلاح وحجمه ونوعيته، والسبب فى ذلك ليس لأن مصر دولة عسكرية أو لها أطماع توسعية لأن العقيدة العسكرية المصرية عقيدة دفاعية، ولكن لأن مصر كانت تستقرئ الأحداث ليس فى منطقة الشرق الأوسط فقط، ولا منطقة شرق المتوسط، ولكن فى الأقاليم المحيطة أيضًا.

وتحديدا القرن الأفريقى ووسط آسيا والبلقان ومنطقة البحر الأسود، حيث كان صناع القرار فى مصر يستقرئون الأحداث بشكل حثيث وقريب جدًا من التطورات الأمنية فى الأقاليم السابق ذكرها، ومن ضمنها إقليم البحر الأسود نظرا لحساسيته وشدة خطورته لأنه كان متوقعًا له أن يكون إحدى مناطق الصراعات المستقبلية خاصة أنه كان إحدى مناطق الصراع فى 2014 بين نفس الدولتين روسيا وأوكرانيا وتحديدا من جانب روسيا لصالح استراتيجية روسية معينة .


وأشار إلى أن مصر تشارك فى مناورات عسكرية مع كافة أصدقائها من الدول سواء العربية أو الخليجية أو الغربية متمثلة فى الولايات المتحدة ودول أوروبا، بالإضافة إلى روسيا والصين، حيث يوجد تعاون وتبادل معلومات وتدريبات مشتركة وتبادل متدربين وتبادل زيارات وما إلى ذلك، ولكن خلال الفترة الماضية شاركت مصر فى مناورات عسكرية بمنطقة البحر الأسود والتى كان يبدو للبعض أنه مزعج لروسيا، ولكن مصر تحاول أن تكون قريبة من كافة الأقاليم وتستقرئ ما حولها.

ليس عداءً لأن مصر لا تشترك فى العداء مع دولة ضد دولة أو معسكر ضد معسكر ولكنه فى إطار التدريب المشترك المتنوع الذى يتسق ويتوافق مع تنوع السلاح الذى تمتلكه مصر حاليًا، وكل ذلك كان له أثر كبير حيث أصبحت على سبيل المثال القوات البحرية المصرية أكبر قوة بحرية فى منطقة الشرق الأوسط، وهذا بموافقة جميع القوى حتى المعسكرات المتخاصمة.

وهذا يؤكد أن زيادة قوة مصر أمر هام لكافة الأطراف، ومشاركة القوات المسلحة المصرية فى تلك التدريبات المشتركة تعد مفيدة لمصر ولكافة الأطراف حتى المتخاصمين، ويعتبر ذلك قراءة سابقة للأحداث من جانب مصر، منوهًا أن مصر كانت تقوم بالمناورات والتدريبات المشتركة طوال العقود الماضية مع كافة الدول الصديقة، ولكن الزيادة فى تلك المناروات والتدريبات والتنسيق وتنوع السلاح خاصة مع روسيا زاد بشكل كبير منذ 2013 تحديدًا .


وفيما يخص أمن الطاقة بالنسبة لمصر وعلاقتها بالحرب الروسية الأوكرانية، أوضح اللواء دكتور سيد غنيم، أنه قد تم اكتشاف حقل غاز ظهر المصرى خلال الفترة من 2014 وما بعدها، وهو ما جعل مصر ليست دولة مستهلكة فقط للغاز ولكنها منتجة ومع المسيلات ستكون مصنعة ومصدرة أيضا للغاز، وأزمة الحرب الروسية الأوكرانية ستتسبب فى قطع إمداد الغاز الروسى عن أوروبا سواء كان ذلك بإرادة روسيا أو دون إرادتها طبقا للعقوبات، حيث يمر الغاز الروسى إلى أوروبا عبر 3 أنابيب، ووضع مصر الحالى يفسر سبب تقرب تركيا لمصر خلال الفترة الماضية، ليس فقط لاستيراد الغاز من مصر، ولا تعديل الحدود البحرية ولكن محاولة أيضا من تركيا ليعبر الغاز المصرى إلى أوروبا بديلا عن الغاز الروسى الذى كان يعبر من خلالها أيضًا إلى أوروبا، لتكون هى الممر للغاز المصرى إلى أوروبا، ونفس الأمر تطبقه تركيا مع إسرائيل أيضًا لنفس الأسباب.


وأشار «غنيم» إلى أن الولايات المتحدة وأوروبا تحصلان على الغاز أيضًا من الجزائر عبر البحر المتوسط، ويتمنون الحصول على الغاز أيضا من مصر عبر البحر المتوسط خلال الفترة القادمة أيضا عوضا عن روسيا، كل ذلك كان استقراءً مستقبليًا للأحداث من جانب صناع القرار فى مصر سواء على الصعيد العسكرى أو أمن الطاقة، مشيرًا إلى أن روسيا لديها حصة تقدر بحوالى 30 % من حقل الغاز «ظهر» وأكد ثقته فى أن الدولة المصرية تدرس حاليًا كافة السيناريوهات المتوقعة حال تنفيذ العقوبات الأمريكية على روسيا وهل سيتم تجميد حصة روسيا، وهل سيكون ذلك لصالح مصر أم لا؟.


مخزون استراتيجى للأزمات


من جانبه أكد الدكتور مهندس ياسر توفيق، رئيس قطاع الاستلام والتخزين وصيانة الحبوب بالشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين، أن الدولة المصرية كان لديها رؤية استراتيجية قومية لتوفير سعات تخزينية ذات تكنولوجيا عالية متطورة على أحدث النظم للحفاظ على مخزون القمح لأطول فترة ممكنة وبذات الجودة العالية، ‏وكان القرار هو إنشاء عدد 50 صومعة لاستيعاب أكبر قدرات تخزينية لتوفير مخزون استراتيجى لمواجهة الأزمات، وقد كان هذا القرار حكيما ومدروسا، وهو ما ساعد فى مواجهة الظروف الحالية، موضحًا أنه لكى تتم المحافظة على السعات التخزينية للقمح كان لابد من وجود تكنولوجيا حديثة للحفاظ عليها طوال العام، مؤكّدا أنَّ الصوامع الموجودة حاليًا مصممة بأحدث تكنولوجيا موجودة على مستوى العالم للحفاظ على المخزون.


وأضاف فى تصريحات خاصة لـ»الأخبار» أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بزيادة السعات التخزينية للقمح، لتستوعب 4 ملايين طن لتمتلك مصر احتياطيا استراتيجيا مدته تزيد عن 5 أشهر، وقد وفرت صوامع تخزين القمح الهدر، مشيرا إلى أن السنوات الأخيرة شهدت إنجازات عظيمة ومعدلات كبيرة على مستوى تطبيق التكنولوجيا.. وأوضح «توفيق» « أنه حتى عام 2014 كانت لدينا سعات تخزينية تقدر بـ1.7 مليون طن، ومنذ ذلك التاريخ وحتى عام 2020 زادت السعات التخزينية إلى 2.1 مليون طن تقريبا، وذلك باستخدام تكنولوجيا حديثة للحفاظ على القمح طوال فترات العالم، منوهًا أن مصر شهدت تدشين 35 صومعة، بسبب وجود هدر بنسبة 15%، لأن مصر تستهلك على مدار العام 9.6 ملايين طن، أى أن الهدر كان يقدر بنحو 960 ألف طن بتكلفة 4.5 مليارات جنيه، بينما تكلفة الـ35 صومعة بلغت 5.6 مليارات جنيه، أى أن مصر سيمكنها استعادة قيمة هذه التكلفة فى غضون 14 شهرًا فقط .


وكشف د. ياسر توفيق، أن الحكومة تتوسع فى إنشاء الصوامع لأن القمح من السلع الاستراتيجية، لافتا إلى أن هناك خطة مستقبلية لإنشاء صوامع حقلية بعدد ٦٠ صومعة فى ١٤ محافظة بسعة تخزينية 300 ألف طن، مشيرا إلى أن الرئيس السيسى وجه بإنشاء هذه الصوامع لتكون قريبة من الأماكن التى تزرع القمح لتكون قريبة من المزارعين ويمكن نقل القمح منها للصوامع الكبيرة، وقد جرى إنشاء 6 صوامع حاليا فى المنوفية والإسماعيلية والمنيا، وغيرها من المحافظات.


القوة الذاتية


أكد السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، أن التداعيات الاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية هى الأسوأ، وتأثير العقوبات لن يكون مقتصرًا على روسيا بل ستمتد تأثيراتها على جميع دول العالم، وحتى دول منطقتنا، ولعل موجة غلاء الأسعار التى اجتاحت العالم عقب اندلاع الحرب مباشرة خير دليل على ذلك .


وأضاف أن الدولة المصرية أثبتت أنها كان لديها بُعد نظر وتحسب لمثل هذا التوترات، ولعلنا أدركنا الآن معنى عبارة «القوة الذاتية» التى كان يرددها الرئيس عبد الفتاح السيسى دائمًا، لأننا بالفعل بدون القوة الذاتية وبدون اعتمادنا على أنفسنا وبدون توريد القمح من الداخل، وبدون اعتمادنا على الغاز المصرى كنا سنعانى بشكل أكبر، ولعل ما تنفذه الدولة من مشروعات زراعية لتستوعب استهلاك المصريين من القمح، ومشروع أيضًا مثل «مدينة الدواء» لتحقق اكتفاء داخليا من الدواء فى وقت عانى فيه العالم من وباء كورونا، واكتشافات حقول الغاز التى ظهرت خلال الأعوام الماضية، خير دليل على قراءة الدولة المصرية مبكرًا للأحداث حول العالم .


وأشار «العرابى» إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية تعيدنا إلى فترة الحرب العالمية، وكنا نعتقد أن هذا العهد انتهى وانتهت فكرة التدخل بقوة عسكرية فى بلد آخر، ولكن يبدو أننا نعود إلى الوراء، وعلينا أن نعتمد على أنفسنا فى مختلف المجالات سواء كان فى التسليح، أو الغذاء، أو الطاقة، خاصة أن تداعيات هذه الحرب ربما تطول لفترة كبيرة، وعلينا أن نحقق «القوة الذاتية» التى دعا إليها الرئيس السيسى فى مختلف المجالات.

اقرأ أيضاً|الولايات المتحدة واليابان تختتمان تدريبات الحرب المتقدمة

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة