يحيى وجدى
في«ريفولى».. المخربون أسرع من الجميع
الخميس، 10 نوفمبر 2022 - 11:33 ص
قبل أسبوعين، كتبت هنا بالتفصيل عن جريمة مسرحها وضحيتها دار سينما “ريفولي” التاريخية، إذ استولى على مبناها تاجر قطع غيار سيارات في منطقة التوفيقية، وافتتح في واجهة السينما المسجلة طرازا معماريا متميزا؛ محلات وأكشاك، وقام بسد مخرج الطواريء الخاص بالسينما، كما قام أيضا بتخريب باحتها، وهدم الصالة الأرضية المميزة، فيما منح الطابق الثاني للممثل سابقا أحمد ماهر وخصص له مكتبا!
ومنذ النشر، تفاعل العديد من الكتاب والمهتمون، لكن لا أحدا في الجهات الرسمية حرك ساكنا لإيقاف هذا التخريب، لا في محافظة القاهرة ممثلة في حي الأزبكية التابعة له السينما، ولا في الجهاز القومي للتنسيق الحضاري الذي سبق وسجل مبنى السينما في عام 2010!، وأمام هذا الصمت وهذا التراخي، وبعد أيام مما نشرناه في “أخبار النجوم”، افتتح محلين تجاريين جديدين في جسم ومبنى السينما، الأولى لبيع الملابس الجاهزة والثاني مطعما للمأكولات السورية!
ولا أعرف ما الذي ينتظره المسئولون لإيقاف هذه الجريمة المتواصلة يوميا، وفي مكان عام يواجه مبنى دار القضاء العالي، وفي شارع رئيسي شهير هو 26 يوليو، وفي قلب قلب العاصمة!..
“ريفولي” مالكها الحالي هو الأمير الوليد بن طلال، وقد ورثها عن والده الراحل الأمير طلال بن عبد العزيز، الذي يمتلك السينما منذ الخمسينيات تقريبا، وفي فيديو ما له يقول تاجر قطع غيار السيارات الذي يتحكم في مبنى السينما، أنه سبق واتفق مع الأمير الراحل والمعروف بنشاطه الكبير في مجال الطفولة والتنمية، أن تكون “ريفولي” دار عرض مخصصة للأطفال الأيتام، لكن هذا لم يحدث طبعا، بل استيلاء على المبنى وتدميره.
إنني أناشد الأمير الوليد بن طلال التدخل لإنقاذ هذا المعلم التاريخي الذي يمتلكه، وأن تعاد سينما “ريفولي” إلى حالتها الأصلية، وترفع عنها كل المخالفات التي ارتكبها التاجر إياه، ولو بإهدائها لوزارة الثقافة أو إلى أي جهة مصرية تعنى بالثقافة والفنون لإدارتها، لا سيما مع انشغالاته الكثيرة بأعماله حول العالم، فلا يصح أبدا أن تبقى سينما “ريفولي” رهينة حتى تنهدم ونجد مكانها مولا لبيع قطع غيار السيارات والدراجات البخارية، ويتحقق ما يريده المخربون!