مى فاروق
مي فاروق: الجمهور طبطب علىَّ في محنتي
السبت، 13 مايو 2023 - 01:21 م
عمر السيد
مي فاروق تشدو طربا وإبداعا وسط الكبار، خلال مشاركتها البارزة بحفل مئوية الموسيقار الراحل محمد الموجى، الذي أقيم قبل أيام في السعودية، وبمشاركة كوكبة من أبرز نجوم الطرب علي الساحة العربية، تكريما وتقديرا لاسم المبدع الراحل و إسهاماته الفنية التى لا تنسي..
خلال السطور التالية تروى لنا مى تفاصيل ليلتها الطربية الجديدة منذ اللحظات الأولى لصعودها علي خشبة المسرح، مرورا بردة الفعل الجماهيرية القوية التى أعقبت الحفل، وكانت كلمة السر في التعافي من أزمتها الأخيرة.. كل هذا وأمور أخرى عديدة تكشفها فيما يلي عن مشوارها وسر أمنيتها التى تسعي ورائها.
بدأ حديثنا عن الحفل الذي وصفت مي مشاركتها خلاله قائلة: “كانت تجربة أكثر من رائعة بالنسبة لي، لعدة أسباب، بداية من مناسبة الحفل، وهو الاحتفال بمئوية المبدع الراحل محمد الموجي، أحد القامات الموسيقية المصرية، والاحتفاء به بمثابة تقدير للفن المصري، بالإضافة لتواجد كوكبة من النجوم المشاركين بالحفل”.
خلف الكواليس
قبل صعودك على المسرح.. هل اختلف شعورك بالمشاركة في هذا الحفل عن أي فعالية أخرى قدمتها داخل أو خارج مصر؟
الأمر لم يختلف كثيرا هذه المرة، نفس مشاعر الخوف والإضطراب والقلق التي تراودني أثناء الإستعداد للصعود على خشبة المسرح، لأنني في كل حفلاتي الخارجية أعتبر أنني لست متواجدة بهذا المكان باسم مي فاروق، لكن باسم بلدي، وممثلة عنه وعن الفن المصري، وإن كان هذا الشعور تضاعف مع هذا الحفل، لأنني منذ بداية التحضير له كان لدي رغبة أن أقدم من خلاله شيء يليق باسم مصر وفنها، وأيضا بقيمة الراحل محمد الموجي.
بالطبع هذا النجاح سبقه إستعدادات كثيرة.. كيف كانت؟
بحكم تخصصي في تقديم أغنيات التراث، لم يتطلب مني الأمر عقد بروفات أداء لمرات عديدة، لذا كان الجزء الأكبر من التحضيرات في أمور أخرى كإختيار الملابس وتصفيف الشعر، وكلها أمور تم تنفيذها في بضعة أيام قبل موعد الحفل.
كيف جاء اختيارك لأغنية “اسأل روحك” لتقديمها خلال الحفل؟
في بداية التحضير لبرنامج الحفل، أقترحوا علينا عدة أغنيات، على أن نختار من بينها ما نود في تقديمه، ووقع اختياري على “اسأل روحك”، لأنني على المستوى الشخصي من عشاق هذا اللحن.
أزمة شيرين
ما أبرز الكواليس التى مررت بها خلال هذه الرحلة ؟
الرحلة في مجملها لم يكن بها شيء مختلف، باستثناء أجواء وكواليس البروفات والتحضيرات، والتي جمعتني بزملائي المشاركين به، لأنها كانت مليئة بالحب والمرح والتفاهم، خاصة أن بعضها جمعتني بهم حفلات وتجارب سابقة مشابهة، سواء الجميلة أنغام أو الرائع السعودي عبادي جوهر، وحتى شيرين عبد الوهاب التي لم تسمح لي الظروف بمشاركتها في حفلات سابقة، لكننا أصدقاء منذ البدايات، وكنت سعيدة بلقاءها في الحفل واستعادة جزء من ذكريات البدايات.
على ذكر شيرين، أنتشرت على السوشيال ميديا صورة لكما قمت بنشرها وأثنيت في تعليقك عليها على شيرين وعلاقة الصداقة بينكما.. كيف تصفين ما تمر بها شيرين الآن؟
كانت تربطني بشيرين علاقة صداقة قديمة منذ الطفولة، حيث كنا سويا في فرقة كورال أطفال الأوبرا المصرية، وإن كانت الأيام قد باعدت بيننا بحكم ظروف الحياة والعمل، وفيما يتعلق بما تمر به شيرين، فهذا أمر طبيعي، والحياة مليئة بالمشاكل والصعاب التي قد تنل منا، وكلنا معرضون أن نمر بظروف مثلها، لكنها ستظل دائما شيرين التى يحبها الجميع لصوتها وإحساسها الفريد، وكل ما تحتاجه أن يظل جمهورها خلفها لتتجاوز هذه المحنة، وبشكل عام علينا أن نكف عن التدخل في تفاصيل الحياة الشخصية للآخرين سواء بالحديث أو التعليق بشكل مستمر.
ردة فعل
نالت مشاركتك خلال الحفل رضا قطاع عريض من الجمهور العربي والمصري الذي أشاد بأدائك.. كيف كان أثر ذلك وانطباعه لديك؟
بمجرد انتهاء الحفل بدأت في تلقي ردود الأفعال التي أدهشتنى على المستوى الشخصي، سواء عن طريق الاتصالات الهاتفية أو الرسائل أو حتى على السوشيال ميديا، وكنت في قمة سعادتي، وكان الأمر أشبه بتكريم لي، ورغم أنني اعتدت على هذه الأجواء، لكن هذه المرة الأمر كان مختلفاً، لأنني كنت في حاجة لدفعة إيجابية، وشعرت معها كأن يد “تطبطب” علي لتمحو آثر ما مررت به في الفترة الأخيرة.
هل تقصدين أزمة وفاة والدك؟
نعم للآسف، لأنني لازلت أعاني تأثيرها النفسي علي، حتى وإن كنت أظهر عكس ذلك، لأن والدي علمني الصمود والثبات.
قلت سابقا أنك ورثت عنه موهبة الغناء.. فماذا ورثت عنه أيضا؟
خصال عديدة أهمها الصبر والإيمان واليقين في كرم المولى وعطائه، أيضا الإخلاص والاجتهاد في العمل، وأمور أخرى عديدة علمني إياها كلها مرتبطة بعاداتنا الشرقية.
نعود للحديث عن ردود الأفعال حول الحفل، والتي لم تقتصر على الإشادة بأدائك، بل أمتدت لتشمل إطلالتك التي نالت نصيب كبير من حديث الجمهور، حتى أنه ترددت أخبار عن أنك صادفت مشكلة بـ”فستان الحفل”.. هل هذا صحيح؟
لم تكن مشكلة بالمعنى الحرفي للكلمة، كل ما هناك أنني بعد الإستقرار على الفستان وجدت أنه لم يكن مناسب لي، لأنه مصمم بطراز “مكشوف” من الأعلى، وهو تصميم لم أعهده في ملابسي، وبناءً عليه طلبت إجراء بعض التعديلات عليه، ولم يكن هناك أي صعوبات أو مشكلات في تنفيذها، ولم تستغرق التعديلات الكثير من الوقت.
السعودية الجديدة
أن تقوم دولة شقيقة مثل السعودية بإحتضان احتفالية لتكريم محمد الموجي بالطبع هو أمر يؤكد علي عمق و قوة وصلابة العلاقة بين شعوب البلدين، ولكن من الناحية الفنية ما الرسالة أو المدلول من وجهة نظرك لخطوة كهذه؟
ان مصر كانت وستظل بلد الثقافة والفنون، وان إسهاماته في هذا المجال هى المصدر و جزء أصيل من ثقافة وفنون المنطقة العربية، وهذا بشهادة شعوب المنطقة كلها. هذا بالإضافة إلى أن تنظيم احتفاليه خاصة بإحياء ذكرى مبدع مصري علي أرض دولة شقيقة كالسعودية، يدل على مدى اهتمامهم وتقديرهم للفن المصري، و اعتزازهم به كما لو كان جزء من ثقافتهم و هويتهم الفنية التي يعتزون بها و يقدرونها ايضاً. ولذلك فجميع المسؤولين بالمملكة وكل من أشرف علي تنفيذ هذه الاحتفالية، لهم كل الشكر والتقدير والاحترام علي هذا الاهتمام. خاصة وأن ما لمسته أن جميعهم لديه شعور بالمسؤولية تجاه تكريم هذه الرموز مثلما استمتعوا بأعمالهم و فنونهم لعقود طويلة.
كيف ترين حالة الثراء والحراك الفني والثقافي الذي تشهده المملكة منذ سنوات؟
أمر مشرف وعظيم، فليس هناك أفضل من أن تلبي للجماهير احتياجاتهم، خاصة في المجالات الثقافية والفنية، أضف إلى ذلك أنني على المستوى الشخصي لم أتخيل أن أرى يوما هذا الكم من الفعاليات بالرياض، وهذا دليل على الفكر الجديد والمتطور للقيادة السعودية.
هذه ليست المرة الأولى التي تقدمين بها حفلات في السعودية.. كيف تصفين انطباعك عن الجمهور السعودي؟
أصبح للجمهور السعودي منزلة ومكانة في قلبي، فهم جمهور واعي ومثقف و”سميع”، وهذه الصفة تهمني على المستوى الشخصي، بسبب اختلاف اللون الذي أقدمه، والذي تبحث عنه دوما فئة مختلفة من الجمهور، اضف إلى ذلك حالة الألفة والطمأنينة التي أشعر بها دوما أثناء تواجد بينهم، لدرجة أنني في أحيان كثيرة كنت أشعر كأنني وسط أهلي ولم أغادر بلدي، وأصبحت أنتظر لقائي بهم بشكل مستمر كما هم ينتظرون وأكثر.
نشاط مكثف
هل تحضرين لحفلات أخرى هناك؟
حتى الآن ليس لدي إرتباط بأي حفلات خارج مصر باستثناء حفل واحد بالكويت خلال عيد الأضحى، ومن المقرر أن نبدأ التحضير له في الفترة المقبلة.
ماذا عن نشاطك الفني بشكل عام؟
لدي طاقة لتكثيف نشاطي في الفترة المقبلة، لذا قررت بعد عودتي من السعودية أن أتفرغ حاليا لعقد عدة جلسات عمل مع عدد من الشعراء والملحنين للتحضير لأكثر من عمل غنائي جديد.
مشوار و أمنيات
شهدت الساحة الغنائية مؤخرا عدد من التغيرات الإيجابية، أهمها المساحة الكبيرة التي بدأت تتمتع بها الأصوات الطربية.. هل تتفقين مع هذا الرأي؟
بالفعل، خاصة أننا مررنا في السنوات الأخيرة بحالة تخبط، جاءت أثر ظهور أنماط وألوان غنائية جديدة لم تلقي استحسان لدى الغالبية، لكنها لفتت انتباه فئة من الناس، وهذا ما دفع الكثير من المستمعين للعودة مجددا للبحث عن ما يمكن سماعه والاتفاق عليه، خاصة أن الجمهور دائما يسعى للأفضل مهما مر عليه من ظواهر غريبة.
خلال مشوارك الفني ألتقيت بعدد كبير من المبدعين.. من منهم كان له الدور الأكبر في دعمك خلال هذا المشوار؟
جميعهم لهم دور - بعد والدي ووالدتي - لكن ابرزهم المايسترو الكبير سليم سحاب، لأنه أول من آمن بموهبتي، وأول فنان وقفت بجانبه على خشبة المسرح وقدمني للجمهور، وكنت في الثامنة من عمري وقتها، لذلك حينما إلتقيت به مع شيرين عبد الوهاب في السعودية خلال احتفالية “محمد الموجي” حرصنا أن نلتقط معه عدد من الصور التذكارية التي انتشرت عقب الحفل، وكان في غاية السعادة والفخر بنا، لأنه كان يعتبرنا في منزلة فتياته اللاتي يفتخر بنجاحهن، لذا أتمنى أن أظل دائما عند حسن ظنه بي، أيضا الموسيقار الراحل عمار الشريعي كان له فضل في تقديمي كمطربة في عدد من الأعمال الدرامية، أولها مسلسل “ذو النون المصري” للراحل ممدوح عبد العليم، ثم مسلسل “قاسم أمين”، وتنبأ لي وقتها بالنجومية، وكان يشبه صوتي بصوت الرائعة عزيزة جلال، وكذلك الموسيقار ياسر عبد الرحمن الذي قدمت معه تتري مسلسلي “الأصدقاء” و”الليل وآخره”، وكان من أنجح ما قدمته في مشواري، وآخرون منهم المايسترو أمير عبد المجيد، والفنان طارق فؤاد وغيرهم، وأنا محظوظة بالتعامل مع مبدعين كثر، لهم دور كبير بمشواري، وأخشى أن أنسى ذكر أحد.
تصنفين كواحدة من أفضل الأصوات الطربية المصرية حاليا.. فما مشروعك الذي تسعين لتحقيقه؟
لدي هدفين أعلم جيدا صعوبة تنفيذهما، لكنني أسعى دائما في طريق تحقيق أيا منهما، الأول تقديم عرض مسرحي غنائي قوي، والثاني التأثير في الجمهور بأعمالي، بنفس قدر التأثير الذي حققته من خلال تقديمي لأعمال التراث.
يقال أن طريق النجاح مليء بالمتاعب ولو حاولنا تطبيق هذه القاعدة معك ما أبرز المعوقات التي واجهتك خلال مشوراك؟
أغلبها أرتبط بالجانب الشخصي بحياتي، ولم تكن أمورا عملية أو فنية، باستثناء افتقادي الدائم - ومنذ بداية مشواري - لكيان أو شخص داعم يتبنى موهبتي، بالإضافة إلى مشكلات الإنتاج التي قد تجعلني أحيانا أتعاقد مع شركة ما، لكن أصدم لاحقا من تراجعها في تنفيذ بنود التعاقد، وهذا يجعلني أجد نفسي لم أستفد شيء بالنهاية، بل فقدت سنوات دون عائد يذكر.
نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ 11/5/2023
اقرأ أيضًا
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة