الاجتماع الرباعي
الاجتماع الرباعي


مصر والسودان| قطار «الانفراجة» انطلق نحو محطة «التفاهمات»

أحمد الشريف

الخميس، 08 فبراير 2018 - 02:11 م

انطلق اليوم الخميس؛ قطار «الانفراجة» في العلاقات المصرية - السودانية؛ في طريقه نحو محطة «التفاهمات»؛ التي طالما التقى عليها الجانبين على مدار تاريخ من العلاقات المتميزة؛ حيث تحتضن القاهرة الاجتماع الرباعي بين وزيري خارجية مصر والسودان السفير سامح شكري؛ و د. إبراهيم غندور؛ ورئيسي جهاز المخابرات في البلدين؛ وذلك لبحث مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، والتنسيق بشأن عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.


المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، سبق وأعلن في بيان أصدرته وزارة الخارجية، الأحد الماضي، أن هذا الاجتماع يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير، عقب لقائهما الأخير على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث تم الاتفاق على إنشاء آلية تشاورية رباعية بين وزارتي الخارجية وجهازي المخابرات العامة للدولتين؛ لتعزيز التضامن والتعاون بين البلدين الشقيقين في إطار العلاقة الإستراتيجية التي تجمع بينهما، والتعامل مع كافة الملفات والقضايا المرتبطة بمسار العلاقة الثنائية في مختلف المجالات، فضلًا عن إزالة أية شوائب قد تعتري تلك العلاقة في مناخ من الإخوة والتضامن ووحدة المصير في مواجهة التحديات المشتركة.

 

تجاوز العقبات
السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، قال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»؛ إن الاجتماع الرباعي الذي سيعقد اليوم بالقاهرة؛ هو أحد الآليات التي اتفق عليها الرئيسان عبد الفتاح السيسي وعمر البشير في لقائهما الأخير؛ مشيرا إلى أنه كان هناك وثيقة وقعت بين البلدين في عام 2016 على المستوى الرئاسي والوزاري تشمل التعاون في كافة المجالات؛ مبينا أنه في تقديره هذا الاجتماع يأتي في إطار تلك الوثيقة بهدف تطوير العلاقات وتجاوز كافة العقبات من خلال تلك الآلية.
وأضاف حليمة، أن هذه الآلية تأتي في إطار العلاقات الإستراتيجية بين مصر والسودان في ظل الروابط السياسية والتاريخية والاقتصادية والثقافية والمصالح المشتركة التي تجمع بين البلدين، مشيرا إلى أنها ستناقش كافة المشكلات العالقة والتي تشمل المشكلات السياسية والاقتصادية والأمنية.

 

الإرادة السياسية
وأكد أن هناك إرادة سياسية من القيادات السياسية في البلدين للتوصل إلى حول في مختلف العلاقات سواء السياسي أم الاقتصادي أم الأمني منها؛ مشيرا إلى أن من المتوقع أن يكون الملف الأمني حاضرا وبقوة على طاولة المباحثات؛ في ظل ما يشهده البحر الأحمر من تدخلات عسكرية بالإضافة إلى تزايد للقواعد العسكرية؛ فهناك تركيا في الصومال وفي سواكن؛ وإيران في اليمن؛ وهناك أيضا في اريتريا وجبوتي؛ مؤكدا أن كل هذه الأمور الأمنية ستكون أحد البنود الأساسية للمباحثات.
وأضاف، أن أزمة حلايب وشلاتين ستكون حاضرة أيضا باعتبار الجانب السوداني يثير تلك المشكلة من وقت لأخر، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك تفاهمات للتهدئة، والتوجه إلى إبداء وجهات النظر بين البلدين على النحو الذي يفضي لعدم إثارتها مجددا؛ هذا بالإضافة إلى ملف سد النهضة في ظل الموقف السوداني الذي يتماشي مع الجانب الأثيوبي، بخلاف العلاقات في المجال الاقتصادي، بحكم أنه كان هناك حظر على بعض الواردات؛ إلى جانب الحريات الأربع فيما يتعلق بحرية الدخول والخروج والتنقل والتملك بين الدولتين؛ فضلا عن الدور الإعلامي في كلا البلدين، وأنه لابد أن يتخذ جانب إيجابي في التعامل مع العلاقات.

 

إجراءات لتعزيز العلاقات
وتمنى السفير حليمة، أن يخرج الاجتماع الرباعي بتفاهمات بين البلدين في ظل الإرادة السياسية لدى الرئيسان السيسي والبشير لتجاوز كافة المشكلات العالقة بين البلدين؛ مؤكدا على ضرورة أن يكون هناك إجراءات جدية من البلدين لحل كل المشكلات العالقة للدفع بالعلاقات بين البلدين لمزيد من التعاون.
وأرجع حليمة؛ أسباب الخلاف بين البلدين إلى أن التوجه السياسي في الدولتين كان هناك قدرا كبيرا من التباين في وجهات النظر؛ في ظل أن السودان تميل للفكر الإسلامي بينما مصر للفكر العلماني؛ وهذا ما دفع السودان للارتباط بمحور تركيا وإيران وقطر؛ ما أثر على العلاقات بين البلدين في ظل تغير الارتباطات الإقليمية للسودان؛ مشيرا إلى أن السودان كان ينظر في الفترة الأخيرة إلى مصلحته الذاتية؛ وليس المصالح المشتركة بينه وبين مصر؛ بخلاف الدور السلبي الذي لعبه الإعلام في كلا البلدين؛ مشيرا إلى أن كل تلك المواقف غير المواتية دفعت لتوتر العلاقات في مرحلة من المراحل.

 

دور جهاز المخابرات
محمد عز الدين رئيس مركز النيل للدراسات الإفريقية، قال في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن دخول جهازي مخابرات مصر والسودان على الخط مع وزارتي خارجية البلدين؛ في ظل الاجتماع الرباعي الذي سيعقد بين القاهرة والخرطوم اليوم، من شأنه أن يفضي إلى تفاهمات تتمخض عنها حلول على الأرض؛ في ظل التساؤلات التي طفت على السطح فيما يتعلق بمنطقة البحر الأحمر؛ في ظل إعطاء تركيا حق انتفاع لجزيرة سوكان؛ بالإضافة إلى المسائل الحدودية المعلقة فيما يتعلق بمنطقة حلايب، وهذا الاجتماع من شأنه أن يؤكد على أنه ليس هناك تهديد فيما يتعلق بتلك الجزئية.

 

الملفات المرتقبة
وأشار عز الدين، إلى أن من ضمن الملفات الأخرى التي ستكون حاضرة وبقوة على طاولة المباحثات بين البلدين، ملفات مثل: أزمة سد النهضة، والتبادل التجاري؛ وتسهيل أمور المعابر بين البلدين وحركة التجارة البينية بينهما.
وأكد؛ أن النتائج التي ستتمخض عن الاجتماع ستفضي إلى انفراجة حقيقية في العلاقات بين البلدين؛ وإعادة توحيد الرؤية في المسائل المعلقة خاصة مسألة سد النهضة؛ والتي تعد السودان طرف أصيل فيها؛ مشيرا إلى أنه من الضروري أن يتم التوصل إلى اتفاقات لأن الخرطوم في النهاية دولة مصب.

 

الدور الإعلامي
وأرجع عز الدين، أسباب التوتر التي شهدتها العلاقات بين البلدين خلال الفترة الفائتة إلى عدة أسباب؛ أبرزها الإعلام وبالأخص الخاص منه؛ مشيرا إلى أنه ساهم في تعقيد الأمور أكثر في ظل تطاول البعض منه، هذا بالإضافة إلى أن أحد الأسباب الأخرى كان نقل المشكلة السياسية من القادة السياسيين إلى الطبقة الشعبية، مشددا على أنه كان ينبغي عدم تصدير المشاكل العالقة إلى شعبي البلدين؛ وأن يتم تسويتها بهدوء بين القادة السياسيين.
آمال كبيرة تعقد اليوم؛ على الاجتماع الرباعي في ظل رغبة القيادة السياسية في البلدين تجاوز كافة العقبات والمشكلات بينهما؛ بحكم العلاقات التاريخية وعلاقات الأخوة التي تجمع بين الشعبين المصري والسوداني؛ فهل يخرج اجتماع اليوم بنتائج إيجابية تفضي إلى حلول وتجاوز الخلافات؟. الإجابة تتضح خلال الساعات القادمة..


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة