الفتاة زبيدة
الفتاة زبيدة


عقود من السقطات أخرها «تقرير زبيدة»..

فيديو| من «الزعيم» لـ «BBC»: «أنتوا ولاد ستين كلب»

أحمد الشريف

الخميس، 01 مارس 2018 - 01:13 م

«من يكذب؛ يدلس؛ يخرج من الباب المصداقية إلى أرض الزيف.. كمن حفر قبره بيده».. هكذا فعلت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» في نفسها؛ وذلك بعد أن نشرت تقريرًا استضافت فيه سيدة مصرية، قالت: «إن ابنتها - زبيدة - مختفية قسريا؛ وإنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب على يد الأمن المصري». وطالبت السيدة من خلال التقرير بالكشف عن مصير ابنتها. ليتضح فيما بعد أن التقرير كان يروج لأكاذيب لا تمت للواقع بصلة، بهدف إثارة البلبلة والإساءة إلى سمعة مصر في الخارج وفي المحافل الدولية.


سقطة مهنية جديدة؛ تضاف إلى سجل الأخطاء المهنية التي شرعت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC»؛ إلى انتهاجها خلال الفترة الأخيرة؛ خاصة فيما يتعلق بالأوضاع في مصر؛ بعد أن كانت تتسم بالموضوعية وبالمصداقية في التناول؛ ليتبادر إلى الذهن تساؤلا مشروعا؛ ما الذي غير بوصلة الـ«BBC»؛ وهل الزيف طريقا جديدا انتهجته؛ أم أنها منذ عقود وهي تتبع نفس النهج؛ ولكننا لم نرى ذلك واضحا جليا إلا الفترة الأخيرة..

 

عبد الناصر والجلاء
الإجابة على هذا السؤال؛ تتضح في السطور القادمة التي تكشف زيف وعدم مصداقية الـ«BBC»، منذ عقود تصل إلى حوالي الـ 62 عاما، حيث أنه في خطاب نادر للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، خرج بتصريحات نارية وجه فيها انتقادات للصحف الإنجليزية وخاصة الـ bbc؛ وذلك بعد الجلاء البريطاني عن مصر؛ قال ناصر في تصريحاته: «هيئة الإذاعة البريطانية.. التليفزيون الإنجليزي.. عامل برنامج عن اليمن.. راحوا شاتمين جمال عبد الناصر بألفاظ بذيئة.. كانوا زمان بيجيبوا مركب هنا.. يهزوا الحكومة.. النهاردة لما يشتمونا نقدر نضربهم بالجزمة من أكبر واحد لأصغر واحد.. جابوا الأساطيل هنا في بورسعيد هزموهم.. هل الأساطيل نفعت معانا هنا.. في 56 صرفوا الأموال هنا.. وطلعوا بحسرتهم.. فمقدمهمش غير إنهم يشتمونا .. ولما بيشتمونا بنشعر إننا مهمين»..


وتابع ناصر: «لما تطلع هيئة الإذاعة البريطانية وتقول إن عبد الناصر كلب.. زي ما قالت.. بنقولهم وأنتوا ولاد ستين كلب.. وبعدين ده إحنا بقينا كويسين قوي.. كان زمان لما التايمز تكتب مقال كانت تسقط رئيس وزراء مصر.. دلوقتي بورسعيد سقطت رئيس وزراء بريطانيا.. الدنيا اتقلبت.. الدنيا اتغيرت.. يشتموا زي ما يشتموا .. ميهمناش»..
واتفاقية جلاء المملكة المتحدة عن مصر 1953، هي اتفاقية وقعت في 19 أكتوبر 1954 بين جمال عبد الناصر كرئيس وزراء مصر وأنتوني نتنك وزير الدولة للشئون الخارجية البريطاني، وتقضي بجلاء البريطانيين بالكامل عن مصر في غضون 20 شهر من توقيع الاتفاقية، وانقضاء معاهدة التحالف التي كانت قد وقعت في لندن في عام 1936، وأن تقر الحكومتان المتعاقدتان بأن قناة السويس البحرية المصرية، طريق مائي له أهميته الدولية من النواحي الاقتصادية والتجارية والإستراتيجية، وتعربان عن تصميمهما على احترام الاتفاقية التي تكفل حرية الملاحة في القناة الموقع عليها في القسطنطينية في 29 أكتوبر سنة 1888. وفي 18 يونيو 1956 تم إجلاء آخر جندي بريطاني عن مصر وألغيت الملكية وأعلن قيام النظام الجمهوري.

 


وزير الخارجية و«تقرير زبيدة»
وفي الـ 27 من فبراير الماضي؛ خرج وزير الخارجية سامح شكري، منتقدا هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» بسبب قصة الفتاة زبيدة التي زعمت المحطة اغتصابها وتعذيبها واختفاءها قسريا، ثم ثبت عدم صحة ذلك. وقال شكري في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، إن مصر لديها ميراث ثري في مجال حرية الصحافة، وتزخر بالمنابع الإعلامية المستقلة، وتستضيف عددا كبيرا من وسائل الإعلام الأجنبية من مختلف دول العالم.


وأعرب شكري عن أسفه الشديد من افتقار بعض وسائل الإعلام إلى المهنية، واستنادها إلى مصادر ثبت أنها كاذبة، وذلك تحقيقا لأغراض سياسية، أو بحث عن سبق صحفي.
واستشهد وزير الخارجية بما قدمته الـ «BBC» في تقريرها عن الفتاة زبيدة التي اختفت قسريا وتم تعذيبها كما زعمت المحطة، وقال: «يؤسفني ما نلمسه أحيانا من أداء إعلامي يفتقر للمهنية، ويستند لمصادر يثبت أنها مفبركة ومكذوبة، كما فعلت هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» الأسبوع الماضي في تقرير نشرته عن فتاة ادعت أنها تعرضت للاختفاء القسري ثم ظهرت لاحقا وتبين عدم صحة ما نقلته المحطة».

 

 

حسني مبارك والتوطين
وعلى نفس نهج الكذب والتزييف؛ نشرت هيئة الإذاعة البريطانية « BBC » تقريرا عن موافقة الرئيس الأسبق حسني مبارك؛ على توطين الفلسطينيين في سيناء عام 1983 في إطار تسوية للصراع العربي الإسرائيلي.


ليأتي رد الرئيس الأسبق حسني مبارك، على مزاعم الهيئة في بيان نشره الأربعاء 29 نوفمبر من العام الماضي، قائلا: «إنه لا صحة مطلقا لقبول توطين الفلسطينيين بمصر.. ومصر رفضت اقتراحات توطين الفلسطينيين، ولم أقبل الاستماع إليها».


وحسب الوثائق، التي حصلت عليها BBC حصريا بمقتضى قانون حرية المعلومات في بريطانيا، فإن مبارك استجاب لمطلب أمريكي في هذا الشأن.
واشترط مبارك أنه كي تقبل مصر توطين الفلسطينيين في أراضيها، لابد من التوصل لاتفاق بشأن إطار عمل لتسوية الصراع العربي الإسرائيلي، حسب ما زعمت.

 


 


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة