يشاهد زملائه أفلام الكارتون ويلعبون ألعاب الفيديو، ويذهبون إلى الملاهي، ولكن القدر شاء أن يكون طفل عمره 6 سنوات مسئولًا عن أسرة كاملة. الطفل محمد في الصف السادس الابتدائي، يعمل "بائع عرقسوس " بعد الانتهاء من موعد المدرسة، حتى يستطيع تدبير مصاريف أسرته التي تتكون من والدين يعانيان من ويلات المرض ولا يستطيعان العمل ، لديه قوة وإصرار علي القيام بما ينوء به الرجال. يستقبل محمد زبائنه بابتسامه ويقدم له العرقسوس مثلجًا فيسعد نفوسهم ويجني ثمار تعبه، ورغم ظروفه القاسية متفائل بالغد ويتمني أن يكون مستقبله أفضل من واقعه. الطفل محمد لا يري أي صعوبة في تحضير العرقسوس ويتعامل مع مهنته بحرفية كبيرة اكتسبها من المسئولية الجسيمة الملقاة علي عاتقه. وقال محمد إنه يشعر بالسعادة لإحساسه بأنه مسئول علي أسرته والإنفاق عليها وليس له آي مطالب سوي أن يوفقه الله في عمله وان ينظر إليه الناس بتقدير أفضل لأنه رغم صغر سنه يشعر في داخله انه رجل قادر علي تحمل المسئولية ولا يشعر بآي نقصان أو حرمان من اللعب واللهو مثل غيره من الأطفال. وحول برنامجه اليومي، قال محمد إنه يستيقظ مبكرًا في السادسة صباحا يذهب إلى المدرسة وينتهي من اليوم الدراسي الساعة الثانية ظهرا، ثم يذهب إلى بيته يحضر العرقسوس والثلج ثم يجر العربة متوكلا على الله لكسب رزقه، موضحًا أن البركة هي الأساس في رزقه من عند الله ، فهو يتكسب بضع جنيهات ولكنها كفيلة بحل مشاكل كثيرة لدى اسرته المتواضعة. والمشكلة الأكبر التي تواجه محمد هي انقطاع التيار الكهربي، فالمصنع الذي يشترى منة الثلج يتوقف عن الإنتاج عند انقطاع النور ومن ثم يتأثر رزقه، حيث قال: "العرقسوس ميبقاش لة طعم الا لما يكون ساقع". وأضاف الطفل - المسئول عن أسرته - أن يبيع كوب العرقسوس بجنيه واحد رغم أن السعر يصل إلى جنيهين في بعض المناطق، ولكنه يؤمن بان البركة هي الأهم وهو ما يشعر به فعلي الرغم من  قلة ما يكسبه الا انه يكفي احتياجات أسرته الضرورية ومما يلفت النظر انه محمد يردد مع كل عبارة ينطقها عبارة "الحمد لله".