الأقصر على قدم وساق لإستقبال أوبرا عايدة  بعد غياب 22 عاما
الأقصر على قدم وساق لإستقبال أوبرا عايدة  بعد غياب 22 عاما


من داخل معبد الملكة «حتشبسوت»

الأقصر على قدم وساق لاستقبال «أوبرا عايدة» بعد غياب 22 عاما

محسن جود

السبت، 05 أكتوبر 2019 - 02:19 م

لاشيء في الأقصر يعلو على «أوبرا عايدة» التي ستقام في أحضان معبد الملكة حتشبسوت التي شيدته في باطن جبل القرنة، وهو المكان الذي على ضرورة الاهتمام بالموسم السياحي الجديد الذي سبق وأقيم فيه نفس العرض عام1997، وحقق نجاحا منقطع النظير تناقلته كل وسائل الإعلام العالمية.

حيث أمر محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم، برفع درجة الاستعداد القصوى، والتقي مع نيفين واصف المدير التنفيذي لعروض «أوبرا عايدة»، لبحث الترتيبات اللازمة لإقامة الفاعلية السياحية الفنية الثقافية في ساحة معبد الدير البحري حتشبسوت ودعا محمد عبد القادر نائب المحافظ إلى عقد اجتماعا تنسيقيا مع اللجنة المنظمة لبحث الترتيبات اللازمة لإقامة العروض حضرها اللواء هشام شادي السكرتير العام للمحافظة وعدد من القيادات الأمنية والأجهزة التنفيذية والجهات المعنية ومجموعة من ممثلي القطاع السياحي بالأقصر.

وخلال الاجتماع استعرضت المدير التنفيذي لعروض أوبرا عايدة والجهة المنظمة للفاعلية تفاصيل الحدث وكافة الجوانب المتعلقة بالعروض من حيث اختيار المكان والدعوات الموجهة لكبار الشخصيات والمردود الاقتصادي والأثر السياسي لعودة عروض أوبرا عايدة باعتباره حدث حيوي وهام علي أجندة الفعاليات.

كما أبرزت واصف تزامن العرض الذي يحتضنه معبد الملكة حتشبسوت بالأقصر أكتوبر المقبل، مع مرور 150 عاماً على افتتاح قناة السويس، بما يعيد إحياء العلاقة الوثيقة، حيثُ كلف الخديوي إسماعيل الموسيقار الإيطالي فيردي بكتابة أوبرا عايدة، لتُعرض خلال حفل افتتاح القناة عام 1869، الذي شهد حضوراً رسمياً مميزاً، مشيرة إلي أن عودة العروض يعد بمثابة رسالة سلام وأمان من مصر إلى كافة ربوع الأرض، وخطوة نحو جعل "أوبرا عايدة" حدثاً سنوياً على أجندة السياحة العالمية.
 
المعروف أن قصة «أوبرا عايدة» أنها تجسد صراعا بين «الواجب والعاطفة»، وتروى حكاية أميرة حبشية  تدعى «عايدة»، وقعت في الأسر  لتصبح وصيفة لـ «آمنيريس» ابنة الملك الفرعون، وتقع الفتاتان في حب رجل واحد هو «راداميس» القائد الحربي المصري الذي مال قلبه إلى «عايدة» وظل يبادلها نفس الشعور، وتفسد الأمور نتيجة اندلاع حرب بين مصر والحبشة، وتنتصر مصر ويطلبون من «راداميس» الزواج من ابنة الفرعون مكافأة له على الانتصار، فيسعى إلى الهرب مع حبيبته، ويفشى لها بعض الأسرار العسكرية دون قصد، وينكشف الأمر ويعتبرونه خائنا لواجبه العسكري ويحكم عليه بالدفن حيا، وتلحق به «عايدة» وتموت بين ذراعيه في قبرهما.

من جانبه أكد نائب المحافظ علي أهمية الحدث، مشيرا إلي ضرورة التسويق والترويج الجيد له باعتباره حدث فريد، وكذلك أهمية قيام الجهة المنظمة بالحصول علي كافة التصاريح والموافقات اللازمة لإقامة العروض من جميع الجهات المعنية، لافتا إلي أن عروض "أوبرا عايدة" تعدُ نوعاً مميزاً من السياحة وهو الأمر الذي يشكل عنصر جذب هام للسياح من الفئات الممتازة، التي تميل إلى حضور الفعاليات الفنية والثقافية من عشاق الفن الأوبرا.

وأكدت الدكتورة نيفين واصف، المدير التنفيذي لعروض أوبرا عايدة، أن «عايدة ـ الأقصر» تعدُ خطوة رائدة نحو تحقيق السياحة المستدامة، حيث تتم وفق رؤية تستهدف جعل «أوبرا عايدة» حدثاً سنوياً على أجندة السياحة العالمية، يجذب اهتمام وسائل الإعلام وأسواق السياحة العالمية، ويستقطب الملايين من عشاق  الفن، والموسيقى، والتاريخ، لتصبح «أوبرا عايدة» بمثابة منصة دائمة للفنون والثقافة. 

وأضافت بأن حجز تذاكر العرضين قد تم بصورة كاملة، دون أن يؤثر ذلك على استمرار الحملات الترويجية في الخارج والتي تعدُ ترويجاً للحدث وللأقصر نفسها، لافتة، إلى أنه يتم العمل على تنظيم عرض إضافي يوم 24 أكتوبر، في ضوء الإقبال الكبير  من محبي فن الأوبرا على حضور العرض الاستثنائي.
 
وأوضحت أن الأوبرا سيقدمها نحو 80 عازفاً من أوركسترا أكاديمية «لفيف» السيمفونية في أوكرانيا، الذين يتميزون بالتواصل الرائع مع المستمعين، بقيادة المايسترو الأوكرانية أوكسانا لينيف، أول امرأة ترأس أوبرا جراز في النمسا، ومشاركة حوالي 70 موسيقياً ضمن الكورال الوطني الأوكراني «دومكا»، الضيوف الدائمين على مسارح أوروبا، وسط أجواء احترافية تصنُعها رُؤية المخرج المسرحي الألماني مايكل شتورم، ذو اللمسة الخاصة في استخدام عناصر الجذب والإبهار.

وأضافت أن عروض هذا العام تشهد مُشاركة متميزة من نجوم عالمية ساطعة في مجال العمل الأوبرا إلي ستتألق في سماء الأقصر، حيثُ تؤدي دور الأميرة الأثيوبية «عايدة» النجمة الكورية ريم ساي كيونج، ذات الخبرة في تقدا الدور على مسارح كوريا واليابان وألمانيا، بينما يجسد دور البطل المصري «راداميس» النجم البلجيكي مايكل سباداتشيني، ذو الحنجرة الذهبية، كما يكون دور«أمنيسريس» ابنة الملك المصري من نصيب النجمة التشيكية أليسكا ويصوفا، ودور «أموناصرو» الملك الأثيوبي، من نصيب الفنان اليوناني أريس أرجيريس.
الجديد في تنظيم العروض هذا العام لن تتم فوق مسرح اعتيادي، بل سيتحرك العارضون على أرض المعبد مباشرة، وسيتم استخدام كافة عناصر الإبهار، المتمثلة في أحدث تقنيات أنظمة الإضاءة، وأدوات العرض ثلاثية الأبعاد، والشاشات الضخمة الحديثة، بما يجعل العرض أكثر جذباً، ويمنح الحياة من جديد إلى المعبد، من خلال تقنيات المبدع الأسترالي الشهير وولفجانج فون زوبك، صاحب البصمة المتميزة في الصوت والإضاءة.

وقال حسن النحلة، رئيس النقابة العامة للمرشدين السياحيين كلمة، قال فيها إن هذا الحدث يعد الحدث الأكبر في 2019 بكل المقاييس السياحية، مثمناً الجهود التي تتم، والتحديات التي تبذل، في ظروف صعبة للوصول إلى هذا التنظيم الرائع لأوبرا عايدة في مكانها الطبيعي في معبد الملكة حتشبسوت هذا العام.

ويقول ثروت عجمي، رئيس غرفة الشركات السياحية بالأقصر أن عودة «أوبرا عايدة» إلى ساحة معبد الملكة حتشبسوت، بعد غياب عقدين من الزمان، هو رسالةُ سلام وأمان يتمُ بثُها من مصر الكنانة إلى كل ربوع الأرض، وأن مساع تبذل لتكون العروض على أجندة السياحة المصرية والعالمية بشكل سنوي.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة