علما كتالونيا وإسبانيا
علما كتالونيا وإسبانيا


عامان من إحكام إسبانيا قبضتها على كتالونيا «المتشبثة بحلم الاستقلال»

أحمد نزيه

الإثنين، 28 أكتوبر 2019 - 08:23 م

في أول أكتوبر عام 2017، أقدم قادة إقليم كتالونيا على تنظيم استفتاءٍ شعبيٍ كان يرمي إلى تقرير مصير الإقليم سواء بالاستقلال عن إسبانيا أو البقاء ضمن المملكة الواقعة في شبه الجزيرة الأيبيرية.

وقبل أن يتوجه الناخبون في كتالونيا إلى صناديق الاقتراع، عارضت  المحكمة العليا في إسبانيا إجراء الاستفتاء، وعلى أساسه لم تعتد الحكومة الإسبانية بشرعية الاستفتاء، ولم تكتفِ بهذا بل شرعت في محاولة إفشال عملية التصويت، من خلال الشرطة، التي صادرت بعض صناديق الاقتراع في مقارٍ انتخابيةٍ، إضافةً إلى استخدام الهراوات لإثناء الناخبين عن الذهاب للجان الاقتراع، في يومٍ دامٍ عاشته كتالونيا يومها.

استفتاء أُفشل

ومع ذلك، جرى الاستفتاء، وجاءت نتيجته بتصويت أنصار الانفصال بنسبةٍ فاقت الـ90%، في حين بلغت نسبة المشاركة نحو 46%، وقد عزف معظم مؤيدي البقاء عن المشاركة في هذا الاستفتاء. 

قادة إقليم كتالونيا استمروا في تحديهم للسلطات الإسبانية، فعقدوا جلسةً استثنائيةً في برلمان الإقليم في السادس والعشرين من شهر أكتوبر، وقرروا بصورةٍ أحاديةٍ الاستقلال عن إسبانيا، بناءً على نتيجة استفتاء الأول من أكتوبر من ذلك العام.

كتالونيا لم تنعم بالاستقلال إلا ليومٍ واحدٍ، ففي اليوم التالي سلطت الحكومة الإسبانية قبضتها الفولاذية على الإقليم الكتالوني، وفعّلت المادة 155 من الدستور الإسباني، والقاضية بفرض الحكم المباشر على الإقليم، وإلغاء تمتعه بالحكم الذاتي.

وعلى أساس ذلك، أقالت حكومة رئيس الوزراء آنذاك ماريانو راخوي حكومة الإقليم بزعامة كارلس بوجديمون، وطاردت وزراء حكومته، وألقت القبض على تسعة منهم من بينهم نائب أورويل جونكرانيس، في حين لاذ بوجديمون بالفرار إلى بلجيكا.

وتم تنظيم انتخابات مبكرة في الإقليم في 21 ديسمبر، بعد أقل من شهرين، بيد أن نتائج الانتخابات لم تأتِ كما تشتهي سفن مدريد، فعاد الانفصاليون لصدارة المشهد مجددًا، وتولي كيم تورا، وهو مؤيدٌ للانفصال زعامة الإقليم، وذلك بعد رفض المحكمة العليا الإسبانية تولي بوجديمون، الزعيم السابق، رئاسة الإقليم من الخارج.

وبخصوص قادة الإقليم الآخرين، الذين جرى اعتقالهم، فقد وُجهت لهم تهمٌ تتعلق بالتمرد، وجرى في وقتٍ سابقٍ من شهر أكتوبر الجاري الحكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين تسع سنوات وثلاث عشرة سنة، لتستيقظ شرارة الاحتجاجات في كتالونيا من جديد.

عودة الاحتجاجات

ومنذ الرابع عشر من أكتوبر، يخرج عشرات الآلاف في شوارع برشلونة وغيرها من مدن الإقليم للاحتجاج على الأحكام الصادرة ضد زعماء الإقليم، الذين حملوا على عاتقهم إجراء استفتاء الانفصال.

وشهدت برشلونة يوم السبت الماضي يوم عنفٍ كبيرٍ بين المحتجين والشرطة، فيما هو أشبه بساحة معركة وسط عاصمة الإقليم برشلونة، لتصبح الاحتجاجات في كتالونيا آخذة في اتجاه العنف، الذي بدأ في 18 أكتوبر فصاعدًا.

ولا تخلُ مطالب المحتجين من المطالبة بالاستقلال مجددًا عن إسبانيا، ذلك الحلم الذي يراود كثير من الكتالونيين، منذ خضوع كتالونيا لسيادة إسبانيا عام 1714، والذي أجهضته مدريد قبل عامين من الآن، وأفشلت مخطط الكتالونيين للانفصال عنها.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة