المسجد الإبراهيمي
المسجد الإبراهيمي


المسجد الإبراهيمي.. «رابع الحرمين الشريفين» الذي يسعى الاحتلال لتدنيسه

أحمد نزيه

الأحد، 01 ديسمبر 2019 - 05:38 م

هناك في الخليل، الأرض التي يحمل اسمها صفة خليل الله إبراهيم -عليه السلام-، وفي حرمها الشريف، الذي يحمل اسم نبي الله إبراهيم، الذي طهر البيت وعمّره، فكانت ملته ملة المسلمين منذ صدر الإسلام وإلى يوم الدين.

لم يرد اليهود للمسلمين أن يهنئوا بأرض المسجد المبارك، الذي يرقد في أرضه نبي الله إبراهيم بسلامٍ آمنًا مطمئنًا وبنيه من بعده إسحاق ويعقوب، كان تعاقب الأيام يحمل دنس ذريةٍ من نسلهم استباحوا الأرض والعرض، ودنسوا مسجدًا لله، فبنو إسرائيل من نسل نبي الله يعقوب وأبيه إسحاق، أرادوا أن يضيقوا الخناق على المسلمين في مسجد جدهم إبراهيم، مثلما ألفوا من انتهاكاتٍ بحقٍ شعبٍ فلسطينيٍ يحتلون أرضه منذ أكثر من سبعين عامًا.

هناك في المسجد الإبراهيمي حيث يرقد خليل الرحمن إبراهيم وزوجته سارة، عليهما السلام، مرورًا بنبي الله إسحق، نجل سيدنا إبراهيم، وزوجته رفقة، عليهما السلام، ويعقوب عليه السلام وزوجته لائقة، عليهما السلام، وجميعهم مدفنون أسفل الغار الشريف بالمسجد، كما أن مقام سيدنا يوسف عليه السلام يوجد هناك، لكن الروايات تتحدث عن وجوده داخل الحرم الإبراهيمي ولكن ليس داخل الغار الشريف.

هذا المكان الطاهر أدرجته لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في يوليو من عام 2017 على لائحة التراث العالمي للمنظمة التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك البلدة القديمة في الخليل، والتي يقع بها الحرم الإبراهيمي.

انتهاك إسرائيلي جديد

اليوم قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي البدء بتنفيذ مخطط لإقامة حي استيطاني جديد في قلب مدينة الخليل بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف، جنوب الضفة الغربية، في تحدٍ سافرٍ للأعراف الدولية، وضربٍ للشرعية الأممية عرض الحائط.

وذكرت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية أن وزير الدفاع نفتالي بينيت وافق على البدء في التخطيط لبناء حي يهودي آخر في مجمع سوق الجملة في الخليل، وذلك بالقرب من الحرم الإبراهيمي.

ويحاول الإسرائيليون دائمًا تغيير الثوابت والحقائق المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني في أرضه، ويطال ذلك المسجد الأقصى، ثالث الحرمين الشرفين، وكذلك الأمر مع الحرم الإبراهيمي.

قدسية المسجد للمسلمين

قدسية المسجد عند المسلمين، تأتي كونه بمثابة رابع الحرمين الشريفين بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة، والمسجد الأقصى بمدينة القدس، كما أن له قدسية دينية عند اليهود، وهو يعتبر ثاني الأماكن المقدسة بالنسبة لهم بعد هيكل سليمان المزعوم.

وترجع قدسيته عند اليهود إلى الغار الشريف الذي يُدفن فيه نبي الله إبراهيم وبنيه إسحق ويعقوب، الذينِ تنحدر منهما نسب اليهود، وقد لُقب نبي الله يعقوب في سورة "مريم" بإسرائيل في قوله تعالى «وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا».

روايات حول المسجد

وترجع أساسات المسجد إلى عهد الملك هيرودس الأدومي، الذي حكم مدينة الخليل في الفترة ما بين عامي 37 قبل الميلاد و7 قبل الميلاد، وبعدها حوّل الرومان أساسات المسجد إلى كنيسة.

الملك هيرودس هذا، يُعرف بأنه قاتل سيدنا -يحيى عليه السلام- الذي مات شابًا، وقد تعددت الروايات حول سبب قتله لسيدنا يحيى، لكن الرواية الأكثر إجماعًا عليها أن الملك أراد الزواج من إحدى محارمه وهو أمر محرّم عليه زواجها، ونصحه نبيّ الله يحيى عليه السلام بالبعد عن هذا الفعل الشنيع والمنكر الفظيع الذي ينوي الملك فعله وتنوي تلك الفتاة الإقبال عليه.

وعلى إثر ذلك سجنه الملك هيرودس، وطلبت منه الفتاة أن يقتل سيدنا يحيى، ليثبت لها حبه، فأرسل له من قتله، ووضع رأسه في طست ووضعه بين يديها.

وهناك رواية أخرى، تقول إن إحدى الفتيات من عائلة الملك وقعت في غرام سيدنا يحيى، وطلبت من أنه يعاشرها، فأبى امتثالًا لأوامر الله، فلما تم سجنه طلبت الفتاة من الملك قتله وإتيان رأسه في طست من الذهب ففعل، وأتى به، وحينما همت الفتاة أن تقبل رأس جاءت صيحة أماتتها وطارت رأس نبي الله يحيى لتصعد إلى السماء.

وبعد زوال ملك هيرودس وبناء الرومان كنيسةً عند أساساته، ثمّ هُدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس، لتتحوّل بعدها إلى مسجد في العصور الإسلامية الأولى، لكن مع احتلال الصليبيين للمنطقة، بُني مكان المسجد كنيسة كاتدرائية، قبل أن يُنهي صلاح الدين الأيوبي كل هذا ويجعله مسجدًا خالصًا بدءًا من عام 1187 بتحريره بيت المقدس وفلسطين، وهو على وضعه هكذا إلى يومنا هذا.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

 

 

 

 
 
 
 


 

مشاركة