الإثنين، 16 مارس 2020 - 01:45 م

قصة نجاح لسيدة مصرية استطاعت قهر جميع الصعاب وتجاوز كل العقبات وأصبحت واحدة من أنجح سيدات الأعمال في مجال التوريدات الكهربائية والإلكترونية، هي «هدى عبدالعزيز» والتي أصيبت بمرض شلل الأطفال في الـ8 شهور الأولى من عمرها.

وقالت عبدالعزيز، في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، إن طفولتي كانت مختلفة لإصابتي بمرض شلل الأطفال في عمر الـ٨ شهور الأولى من عمري، ترعرعت وأنا أشاهد أمي تحملني إلى المدرسة كل يوم، ومع الوقت أصبحت استخدم الجهاز الحركي.

وتابعت هدى عبدالعزيز: «وعلى الرغم من قسوة احتوائه لقدمي وبشاعة شكله تعودت عليه لفترة.. ولكن سرعان ما شعر أبي بكرهي الشديد لهذا الجهاز، وقرر أنه يصمم لي جهاز أخف وأبسط منه في التعامل».

وأضافت: «عند إتمامي السادسة عشر من عمري؛ قمت بإجراء عملية جراحية، وأصبحت أمشي بدونه ثم تزوجت بعد هذه الجراحة بسنة وانتقلت إلى محافظة الإسكندرية وبدأت مرحلة أخرى من حياتي حيث أنجبت ابنتي الكبرى وكان شعور جميلة وإحساس بالمسؤولية ولكن كنت دائما أحب النجاح وأتميز بالصبر ودائما اشعر أنني في رعاية الله وتوفيقه ثم أنجبت ابني الثاني وابنتي الصغيرة والأخيرة».

واستطردت: «أنى ربيت أولادي على حب الخير والاحساس بالاخرين والشعور بالمسؤولية والالتزام.. ولأنني لم يكن لي أصدقاء بالاسكندرية اصبحوا هم أصدقائي واخواتي واولادي حتى تخرجت ابنتي من كلية الصيدلة عام ٢٠١٥ بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وابني في الفرقة الرابعة كلية الصيدلة ايضا وابنتي الصغيرة في المرحلة الاعدادية من المتفوقيين دراسيا ورياضيا»

وأضافت: «بدأت عملي ف عام ٢٠٠٤ بافتتاح شركتها بعد وقت كبير في التفكير وإقناع المحيطين بها أنها تريد  أن اثبت لنفسها أنها قادرة على العمل مع تحمل مسؤولية بيتي وأولادي ولم تمنعها الإعاقة من استكمال مشوارها بالرغم من مواجهتها لبعض الصعاب».

وأوضحت «هدى عبدالعزيز» أن الإعاقة الفعلية كانت تراها أثناء الخروج  لقضاء عملها والسبب أن الطرق غير ممهدة والأماكن غير مجهزة نهائيا، وكانت ترى الإعاقة في نظرات المحيطين وهم يتعجبون قدراتها، ولكنها كانت تتجاوز تلك النظرات، بل كانت تعتبرها إعاقتها هي الطاقة الإيجابية التي تستمد منها الحماس.

ولفتت أنها أسست شركتها في مجال التوريدات الكهربائية والالكترونية بالإسكندرية وهذا من خلال مساعدة زوجها لانه نفس المجال وكان عندها فكرة كبيرة بهذا التخصص ومن هنا فكرت في مشروع مماثل، وكان زوجها من أكثر الاشخاص المساندين لها والداعمين، ولا تنسي أبيها وأمها أنهما أكثر الأشخاص المشجعين لها وتحفيزها على الصبر والنجاح وتعلمت منهم الكثير مثل الرضا والمصابرة والاصرار كما تعلمت التحدي والعزيمة
وايضا أولادها فهم دائمي الوقوف بجانبها باحساسهم بالمسؤولية اتجاه أنفسهم واتجاهها وكثيرا تلقي منهم كلمات التشجيع واحساسهم بالفخر والاعتزاز بها كأم لها ظروف خاصة

وأشارت إلى أن من أسعد الأوقات هو وقت تكريمها من وزيرة التضامن الإجتماعى في اليوم العالمي للمرآة عام ٢٠١٥ كأول سيدة أعمال ذات إعاقة حركية وتم تكريمها من محافظ الإسكندرية في اليوم العالمي للاعاقة ٢٠١٨ كنموذج مشرف على مستوي المحافظة وأيضا من الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة التابع للوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية كأم مثالية ذات إعاقة، ومن المجلس القومي لشئون الاعاقة كنموذج مشرف للمرأة المصرية أيضا حصلت على تكريمات كثير من وزارة الشباب والرياضة ووزارة الاتصالات وبعض الجهات الاخري والكيانات

وفي نهاية حديثها وجهت «هدى عبدالعزيز» نصيحة للمرأة ذات الإعاقة قائلة: "اجعلي لحياتك هدف ابحثي عن مهاراتك وقدراتك اتعلمي واحصلي ع اعلي المؤهلات، وطوري من نفسك وحدثي افكارك واخرجي للمجتمع وانتي في كامل الثقة وممؤمنه بذاتك".