«الأم الحنينة رزق» .. كريمة تتحدى إعاقة أسرتها بالصبر
«الأم الحنينة رزق» .. كريمة تتحدى إعاقة أسرتها بالصبر


«الأم الحنينة رزق» .. كريمة تتحدى إعاقة أسرتها بالصبر

منةالله يوسف

الخميس، 19 مارس 2020 - 04:34 م

تحملت اختيار القدر لها، لم تمل أو تكل كانت تواجه الأزمات بابتسامة رضا وتفاؤل، اختارها الله أن تصبح أمًا لأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة ليختبر صبرها وإيمانها، كان لها نصيب من اسمها وأكرمت أطفالها بالرغم من ظروفها الصعبة والتحديات التي واجهتها.   

الوسواس القهري

بدأت «كريمة محمود» 65 سنة -ربة منزل- حديثها بابتسامتها المعهودة وبرضاء قد لا تجده في إنسان يتمتع بكامل عافيته وصحته، قائلة «تزوجت وأنا في الخامسة عشرة من عمري وتوفي زوجي فور إنجابي لابنتي، تحملت مسؤوليتها بمساعدة أهلي، لأن أهل زوجي رفضوا مساعدتي، وبحكم إقامتي في مجتمع ريفي فرض عليّ أهلي الزواج من رجل يعيش في القاهرة، وسريعًا ما تمت مراسم الزواج». »

وتابعت: «كانت الطامة الكبرى وهي أن زوجي يعاني من مرض نفسي وعمره العقلي أقل من عمره الزمني ويعاني من مرض الوسواس القهري ويتخيل أشياء كثيرة بخلاف الواقع، ويتصرف على أساسها».

سخرية القدر

وتضيف كريمة: «ذقت معه الأمرين ولكنني رفضت الانفصال عنه واعتبرت زواجي منه نوع من اختبار القدر لي، حتى رزقت بولد وبنت منه وورثا عن والدهم نفس أمراضه فعمرهما العقلي أقل من الزمني، ورغم محاولاتي المتكررة في علاجهما إلا أنها باءت بالفشل وظللت على هذا الحال إلى أن جاء وقت التحاقهما بالمدرسة وبدأت المعاناة الحقيقية».

وأشارت إلى أنها تستدعى من المدرسة بصفة دورية، مضيفة: «بالطبع أذهب وأتحمل ما لا يمكن أن يتحمله بشر، ثم يطلبون مني أن أنقل أولادي إلى مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة لأنهم لا يستطيعون التأقلم مع أقرانهم في المدرسة».

اختبار ثاني

واستطردت: «انهمرت الدموع من عيني وحاولت بقدر الإمكان إقناعهم بالسماح لهم أن يتركوهما في وسط زملائهما حتى لا يشعرا بالوحدة وبأنهما مختلفان عن أقرانهم ولكن للأسف رفضت المدرسة وخرجت منها وأنا أجر أذيال الخيبة وقبلت بالأمر الواقع ووجدت أطفالي يجلسون معي في المنزل».»

ظلت «كريمة» على هذا الحال حتى بلغ ابنها سن الشباب وطلب منها أن تبحث له عن عروسة مناسبة، قائلة: «قررت أن أزوجه ورزقه الله بفاطمة، ورغم أنني كنت أتابع مع الأطباء في مجال الوراثة إلا إن إرادة ربنا كانت فوق كل شيء وأصبحت فاطمة مثل أبيها وجدها وبدأ المشوار من جديد».

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة