اكتشاف حجر رشيد في قلعة جوليان "قايتباي"
اكتشاف حجر رشيد في قلعة جوليان "قايتباي"


غدا.. الذكرى الـ221 على اكتشاف حجر رشيد في قلعة جوليان «قايتباي»

شيرين الكردي

السبت، 18 يوليه 2020 - 10:24 ص

تمر الذكرى الـ221 على اكتشاف حجر رشيد في قلعة جوليان "قايتباي" برشيد،يوم الأحد 19 يوليو، على يد بيير فرنسوا خافيير بوشار أحد الضباط المهندسين الفرنسيين، في 19 يوليو عام 1799، ومن خلال فك رموزه تم معرفة اللغة المصرية القديمة، وكشف أسرار الحضارة المصرية.

 أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء أن حكاية حجر رشيد بدأت من قلعة رشيد الأثر رقم 44 الذي يقع على الشاطئ الغربي لفرع رشيد شمال المدينة بحوالي 6 كم أنشأها السلطان المملوكي الأشرف أبوالنصر قايتباى أحد المماليك الجراكسة عام 886هـ/ 1482م عقب انتهائه من بناء قلعته الشهيرة بالإسكندرية وكان الغرض من بناء القلعة هو صد الغارات الصليبية التي كانت تهاجم سواحل الدولة المملوكية في مصر والشام وكذلك حماية الدولة المملوكية من أطماع الدولة العثمانية الناشئة في الأناضول والتي تمكنت بالفعل من الاستيلاء على الدولة المملوكية 923هـ - 1517م.


وأشار إلي أن حجر رشيد الموجود حاليا في المتحف البريطاني، عبارة عن حجر بازلتي أسود كبير طوله 115 سم، وعرضه 72 سم، وسمكه 11 سم، يحتوي على لغتين مكتوبة بثلاثة خطوط، واللغتان هما اللغة المصرية القديمة واللغة الإغريقية.


والخطوط الثلاثة هي الهيروغليفي والديموطيقي وهما يتبعان اللغة المصرية القديمة، ويتبع الخط الثالث الإغريقي للغة الإغريقية، وتبقى من النص المكتوب بالخطوط الثلاثة 14 سطرا من الخط الهيروغليفي، و32 سطرا من الخط الديموطيقي تلف منها أول 14 سطرا، ويلي ذلك 54 سطرا من الإغريقية، ولكن آخر 26 سطرا تعرضت للتلف.


ويدور النص الموجود بحجر رشيد عن قرار أصدره الكهنة في الثالث والعشرين من مارس عام 196 ق م، على شرف الملك بطلميوس الخامس الذي كان في عمر الثالثة عشرة وقتها.


وكانت هناك محاولات عديدة لفك رموز هذا الحجر، بدأت منذ عام 1802 على يد المستشرق الفرنسي سلفستر دي ساسي، حيث استطاع التوصل إلى أماكن أسماء الأعلام في النص الديموطيقي بعد مقارنتها بالنص الإغريقي، حتى عام 1805 عندما بدأ العالم الفرنسي شامبليون دراسة الحجر، واستمرت محاولاته 17 عاما حتى أعلن نجاحه فى فك رموز حجر رشيد في 27 سبتمبر 1822.


وتبدأ قصة خروج حجر رشيد من مصر للندن، مع مغادرة نابليون بونابرت من مصر وأصبحت قوات الحملة الفرنسية تحت ضربات العثمانيين والإنجليز وفي مارس 1801 نزلت القوات الإنجليزية في خليج أبي قير فأخذ الجنرال مينو قواته إلى شمال مصر وأخذ معه كل الآثار التي حصل عليها علماء الحملة الفرنسية ولكنه هزم في معركة أبي قير البحرية وتقهقرت القوات الفرنسية إلى الإسكندرية حاملين معهم الآثار المصرية.


وعقب ذلك تم نقل حجر رشيد إلى الإسكندرية ووضع في مخزن باعتباره من ممتلكات القائد الفرنسي مينو وحوصرت القوات الفرنسية في الإسكندرية وأعلن مينو الهزيمة في 30 أغسطس 1801 وتم توقيع معاهدة الاستسلام وبموجب المادة 16 من الاتفاقية تم تسليم الآثار التي في حوزة الفرنسيين للجانب البريطاني ومن ضمن الآثار حجر رشيد.


وفي عام 1802 قام معهد الآثار بلندن بعمل 4 نسخ جصية من نصوص حجر رشيد وأعطيت إلى جامعات أكسفورد وكامبردج وادينبورج وترينتي كولج في دبلن ثم تم عمل طبعات من الحجر ووزعت على الباحثين في أوروبا ونقش باللون الأبيض على الحافة اليمنى واليسرى إشارة إلى أن الحجر تم الاستيلاء عليه بواسطة الجيش البريطاني عام 1801 وأهدى بواسطة الملك جورج الثالث .


ويعرض حجر رشيد في المتحف البريطاني منذ يونيو عام 1802 ،وفي نهاية الحرب العالمية خشيت إدارة المتحف على القطع الأثرية ومن ضمنها حجر رشيد وظلت هذه الآثار في قاعة أسفل محطة قطارات تبعد 16 مترا عن سطح الأرض في ماونت بلزانت في هلبورن، ولم يخرج حجر رشيد بعد ذلك إلا مرة واحدة ولمدة شهر في أكتوبر عام 1972 لمتحف اللوفر بباريس بمناسبة مرور 150 عاما على فك رموز حجر رشيد.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة