محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد


الخروج عن الصمت

الحب الممنوع

الأخبار

الأحد، 14 مارس 2021 - 06:12 م

بقلم: محمد عبدالواحد

يقف فى نافذة بيته ملوحا بيديه وعلى الجانب الآخر يقف شاب فى مقتبل عمره أمام الحديقة يبادله هذا الترحاب.

من يشاهد المشهد يصفه برؤى الأحبة، متجسد ا فى شاب يقف تحت نافذة حبيبته منتظرا ظهورها ليراها بعينه وعندما يرى كل منهما الآخر ينسى العالم ومن حوله وكأنهما يقفان وحدهما فى مربعهما السكنى ولاتراهما أعين الناظرين.

أتدرون من هذين المحبين هما أب وابنه حال بينهما المرض أن يحتضن كل منهما الآخر وان يفرح الأب برؤية ابنه الغائب عنه منذ عام.

وهنا يقول الأب منذ 6 سنوات حرمت من حضور زفاف ابنى لفشلى فى الحصول على تأشيرة للنمسا..ومنذ ثلاثة أيام يحضر ابنى للقاهرة لإنهاء بعض الإجراءات وبسبب إصابتى انا وأمه بكورونا لم يتمكن من الإقامة معنا ومنع من دخول البيت وأقام عند خاله، يمر علينا يوميا يقف على الجانب الآخر من البيت أمام النافذة ملوحا بيده للاطمئنان، ويستسرد الأستاذ فى بوسته واصفا الموقف (شعور قاس جدا أن ترى ابنك الغائب منذ أكثر من سنة من بعيد..لاتستطيع أن تحتضنه أو تقبله ثم يغادر عائدا من حيث أتى دون أن يكون بينكما حديث أو لقاء ) هنا شعرت بإحساسه ومعاناته وقلت لنفسى جميل هذا الشعور الأبوى الممزوج بالحنان والعاطفة نحو الابن المتمنى لاحتضان فلذة كبده الغائب.

لكن هى الدنيا لاتأتى دائما بحلوها، فأحيان كثيرة تأتى بمرها فيصبح الفم علقما من كثرة ماتذوق منها. لذلك توقفت أمام كلمات أستأذى شريف رياض فى بوسته على موقع التواصل الاجتماعى موثقا بالصور التى جعلتنى أبكى.. وقلت لنفسى انقل هذه التجربة بين سطورى هذه حتى تكون عبرة وعظة لمن باعدت بينهما الأيام والخصام والمشاحنات، استثمروا محبتكم فربما يحول بينها ماهو أشد فهذا وباء يمنع أب من احتضان ابنه اوحتى ملامسته يقف أمام أعينه ولا يستطيع أن يقترب كل منهما من الآخر، وربما يكون الوباء فى بلد بها أهلك وموطن رأسك وتمنع من السفر إليها، وأحيانا يتجمد القلب وتلهيك الدنيا وعندما تعود إلى نفسك تجد فراق أعز الأحباب.

أقول للآباء من حاباه الله بهذه النعمة استثمروها جيدا فكلما كانت الصداقة بينكما متينة اكتسبت ابنا وأخا وسندا يحفظ الجميل ويرده لك فى وقت الحاجة، أما من أعطاه الله كل هذه النعم وجحد بها فجحوده ونكرانه سيأتيه الجزاء من جنس عمله.

متعكم الله جميعا بالصحة وكتب الله السلامة لأستاذى وأهل بيته وعافى كل مريض يتألم

ولا حرمكم الله أبدا من لذة الاستمتاع بأبنائكم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة