البطل المصرى سيد نصير الحائز على الميدالية الذهبية عام ١٩٢٨
البطل المصرى سيد نصير الحائز على الميدالية الذهبية عام ١٩٢٨


خصم شهر من «نصير» لمصافحته ملكة هولندا بدون إذن!

عاطف النمر

الأربعاء، 26 مايو 2021 - 06:17 م

سيد أفندى نصير.. هو البطل الذى حقق لمصر أول ميدالية ذهبية فى رفع الأثقال فى أوليمبياد أمستردام 1928, وصافحته وقتها ملكة هولندا لتفوقه على كل ابطال العالم, واحتفى به الملك فؤاد الأول وأقام له رئيس الوزراء حفلا خاصا حضره الوزراء والنبلاء والأمراء, ونظم فيه أمير الشعراء أحمد شوقى قصيدة, ونشرت عنه مجلة "اللطائف المصورة" بعد وصوله لميناء الإسكندرية حاملا الميدالية الذهبية, الخبر التالى : " وصل إلى الإسكندرية بعد ظهر 18 نوفمبر الجارى على ظهر الباخرة "فينا" فخر شباب مصر الرياضى الأكبر وبطل أبطال القوى فى العالم الرباع الشهير سيد افندى نصير بعد أن مثل مصر تمثيلا مشرفا فى ألمانيا وأحرز بطولة أوروبا فى رفع الأثقال فى المباراة التى أقيمت فى ميونيخ منتصرا على أعظم أبطالها, وشارك فى الألعاب الرياضية التى أقامتها الصحافة الألمانية فى برلين فرفع فيها 160 كيلو جراما, ضاربا بذلك أرقامه التى سجلها فى ميونيخ والتى نال البطولة من أجلها, وقد أعجب الألمان به إعجابا عظيما وقدروا قوته ونبوغه, وكتب العالم الكبير الدكتور "فيلى ميل" مقالا فى جريدة "فوربش زيونيغ" ببرلين بعنوان "الله هو الله ونصير هو البطل "
ومن الأمور الطريفة التى تعرض لها بعد فوزه بذهبية الأوليمبياد أنه كان يعمل موظفا بسيطا فى الأرشيف بوزارة الشئون الاجتماعية, وفورعودته إلى عمله تم إخباره بأن مديره يسأل عنه يوميا, تاركا له رسالة بضرورة الحضور إليه فورا, وظن نصير فى بداية الأمر أن مديره يريد الاحتفاء به, فهو كان فى الليلة الماضية نجم حفل نادى الجزيرة بحضور رئيس الوزراء والوزراء على شرف الميدالية الأوليمبية التى حصدها, إلا أنه وجد استجوابا عن سبب الغياب, وعندما أخبره بأنه كان يلعب فى هولندا, قرر رئيس الأرشيف معاقبته بخصم شهر من مرتبه, فأخبره بأن كل الصحف نشرت صورته وهو يصافح ملكة هولندا, فقام المدير بخصم نصف شهر من مرتبه لعدم الحصول على إذن رسمى من المصلحة لمقابلة ملكة هولندا.. ولم يكن المدير يعلم معنى الأوليمبياد, كان يتحدث بحسن نية, اشتد غيظ البطل الأوليمبي, وأخبر مديره بأنه التقى رئيس الوزراء والوزراء والنبلاء وصاحب المعالى وزير الحربية, ولم يتحمل المدير حديثه فخرج مسرعا إلى مكتب زملاء نصير فوجدهم ينشدون أبيات من قصيدة أحمد شوقى التى نظمها فى البطل المصري, فخرج لغرفة أخرى فوجد الزملاء يتحدثون عن بطولة نصير, فلم يتحمل الصدمة ووقع على الأرض مغشيا عليه, ومن الجدير بالذكر ان البطل سيد نصير من مواليد 31 أغسطس عام 1905 بقرية شوبر بطنطا, وبدأ عشقه لرفع الأثقال بعد ما شاهد لأول مرة فى مولد "السيد البدوي" ألعاب البطل القديم عبد الحليم المصرى, وقد اتجه لمدرسته وكون فريقًا لرفع الأثقال, وكان متفوقًا فى العديد من الألعاب وشارك فى بطولة القطر المصرى عام 1925, وتوّج بلقبها فى الوزنين "الخفيف والثقيل", واحتفظ بلقب البطولة حتى عام 1928 الذى توهج فيه عندما شارك فى دورة الألعاب الأوليمبية بأمستردام تحت قيادة المدرب محمد بسيوني, الذى سعى لضمه للنادى الأهلى, وتوج بأول ميدالية ذهبية لمصر فى أمستردام فى وزن خفيف الثقيل بمجموع أوزان 355.5 كجم (ضغط 100 كجم - خطف 110 كجم - نطر 147.5 ك جم), محققًا إنجازًا غير مسبوق للرياضة المصرية بتفوقه فى الأوليمبياد على 17 رباعًا من أقوى رباعى العالم.
«اللطائف المصورة» 24 نوفمبر 1930
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة