الشيخ محمود خليل الحصري
الشيخ محمود خليل الحصري


«هليكوبتر» تنقذ «الشيخ الحصري» من الغرق في ماليزيا‬

نسمة علاء

الإثنين، 31 مايو 2021 - 10:48 ص


ليس بعد إعجاز القرآن إعجاز، فكلماته تعرف طريقها إلى القلب وصوت المقريء جسر حيوي على هذا الطريق فهو الوسيلة التي يصل بها المعنى إلى روح المؤمن وعقله، والشيخ محمود خليل الحصري هو خير من قام بهذا الدور بصوته المميز الذي لا تخطئه أذن.

صوت من الســماء.. محمود خليل الحصرى صاحب القراءات العشر

ومن المواقف الصعبة التي تعرض لها سفير القرآن وشيخ المقرأين "الشيخ الحصري" عام 1967، حين أمضى 4 أيام في ولاية "كالنتن" في ماليزيا محاصرًا من السيول التي قطعت جميع الطرق والمواصلات السلكية واللاسلكية، وذلك كما تم نشره في جريدة "الأهرام" يوم 26 يناير من نفس العام.

وظل عالقًا في هذه الولاية المعزولة حتى انقذته طائرة هليكوبتر أرسلها إليه نائب رئيس الوزراء في هذا الوقت، بعد أن اكتشف أن الأمطار أرغمت شيخ المقاريء المصرية على البقاء في الولاية الغارقة.

كان الشيخ الحصري قد ذهب إلى الولاية يحيي ليلة فيها ضمن برنامج أعدته حكومة ماليزيا مع سفارة مصر في كوالالمبور، وكان  من المفروض حسب البرنامج أن يقضي الشيخ الحصري ليلتين في الولاية ولكن السيول حاصرته 4 أيام إلى أن وصل نائب رئيس الوزراء.

ثم بعد ذلك أقلته طائرة هليكوبتر من الاستراحة الحكومية للولاية المعزولة إلى المطار حيث كانت في انتظاره طائرة حربية نقلته إلى العاصمة كوالالمبور ثم وصل إلى أرض مصر.

كان الشيخ الحصري قد طار إلى الولاية بعد أن رأس هيئة التحكيم في مسابقة القرآن التي تنظمها حكومة ماليزيا كل سنة وقد اشترك فيها 28 مقرئًا في 16 دولة إسلامية.

أهدت مصر ثلاثة مصاحف مرتلة إلى الفائزين الثلاثة في المسابقة، وقد شاءت الصدف أن يكون الفائز الأول من الولاية التي أغرقتها السيول.

الشيخ محمود خليل الحصري ولد في 17 سبتمبر 1917 ، من مواليد قرية شبرا النملة بطنطا محافظة الغربية، والدته هي السيدة فرح أو كما يطلق عليها أهل القرية "فرحة"، أدخله والده الكتاب في عمر الأربع سنوات ليحفظ القرآن وأتم الحفظ في الثامنة من عمره. 

كان يذهب من قريته إلى المسجد الأحمدي بطنطا يوميًا ليحفظ القرآن وفي الثانية عشر انضم إلى المعهد الديني في طنطا، ثم تعلم القراءات العشر بعد ذلك في الأزهر.

أخذ شهاداته في ذلك العلم (علم القراءات) ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن، في عام 1944 تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين للامتحان في الإذاعة، في عام 1950 عين قارئا للمسجد الأحمدي بطنطا كما عين في العام 1955 قارئا لمسجد الحسين بالقاهرة. 

كان أول من سجل المصحف الصوتي المرتل برواية حفص عن عاصم وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وقام هو بتشييد مسجد ومكتب للتحفيظ بالقاهرة.

تزوج عام 1938 من السيدة "سعاد محمد الشربيني"، حفظ كل أبنائه ذكورًا وإناثًا القرآن الكريم كاملاً، وابنته هي المطربة المصرية المعتزلة ياسمين الخيام واسمها الحقيقي إفراج.

الشيخ الحصري كان حريصا في أواخر أيامه على تشييد مسجد ومعهد ديني ومدرسة تحفيظ بمسقط رأسه قرية شبرا النملة، أوصى في خاتمة حياته بثلث أمواله لخدمة القرآن الكريم وحُفَّاظه، توفى مساء يوم الاثنين 24 نوفمبر 1980 بعد صلاة العشاء بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة