سلوى بكر: أنا مرشحة الشارع الثقافى
سلوى بكر: أنا مرشحة الشارع الثقافى
الثلاثاء، 08 يونيو 2021 - 11:22 ص
كتب" حسن عبد الموجود
بعد إعلان فوز سلوى بكر بجائزة الدولة التقديرية كتب كثيرون على الفيسبوك أن الجائزة تأخرت سنوات طويلة، لكنها تخالفهم الرأى، فالمهم بالنسبة لها أنها جاءت: اأحب عبارة تقول إن الأشياء مرهونة بأوقاتها، وقد جاء وقت الجائزة. ببساطة أن تأتى الأشياء ببطء خير من ألا تأتى.
سلوى بكر هى مرشح أتيليه القاهرة، وقد فازت بالجائزة كما فاز بها مرشحان آخران هما محمد المنسى قنديل ومحمد عفيفى، تقول: ايجب أن نتوقف لنتأمل الأمر. أتيليه القاهرة هو قبلة الجميع، الجميع على إطلاق هذه الكلمة، حتى مطاريد المدينة. وهو يشبه كل الأماكن فى الشارع الثقافى، مثله مثل مقهى زهرة البستان، وأن يفوز ثلاثة مرشحين له فهذا يعنى أن آلية الاختيار الخاصة به جيدة، مهما تحدثنا عن تراجع دوره، وبهذه المناسبة أتمنى أن تُمنح بقية أماكن الشارع الثقافى فرصة الترشيح، مثل ورشة الزيتون ونادى القصةب.
لم تفكر سلوى بكر فى الترشح أبداً لهذه الجائزة، حتى ألحَّ عليها الكاتب الراحل سعيد الكفراوى، وسألته: ااعمل إيه يعنى؟!ب فقال لها: اكلمى أحمد الجناينىب، لكنها رفضت أن تطلب شيئاً لنفسها فتولى هو المهمة بنفسه. ذهب إلى رئيس الأتيليه أحمد الجناينى، وحدثه، وتم الأمر: االأسماء المرشحة داخل الأتيليه تخضع لاقتراع نزيه بينها، وأنا سعيدة طبعاً لفوزى، إذ أعتبر نفسى مرشحة الشارع الثقافى، وتضيف: اأخرج أتيليه القاهرة قامات كبرى، مثل محمد عبلة، وصلاح عنانى، وعادل السيوى، كما ساهم فى تخريج أجيال من الكتّاب أصبحوا علامات، إبراهيم عبدالمجيد، سعيد الكفراوى. حينما دخلته لأول مرة فى نهاية الستينات كنت ماشية جنب الحيط، فمن أنا بجوار هؤلاء العظماء حولى، يوسف إدريس، لويس عوض، أمل دنقل، وغيرهم؟ لكن مشكلته الآن أن النخب هجرته، وتخلت عنهب.
لم تنشغل سلوى بكر أبداً سوى بالكتابة ذاتها: ابمجرد صدور الكتاب أعتبر أننى أنجزت مهمتى، لا أهتم أبداً بأن أرسل نسخاً إلى نقاد أو صحفيين، لا أنشغل بمن يكتب عنه أو عنى، لا أهتم بالجوائز ولا بالترجمة، وإن سردت عليك حكايات لها علاقة بترجمة أعمالى إلى 17 لغة ستضحك، وربما لن تصدق، فقد كانت كلها أو أغلبها مجرد صدف غريبةب.
أثناء مشاركتها فى معرض باليرمو للكتاب مع بهاء طاهر، فى التسعينات، خصصوا لكل واحد منهما مترجماً، يرافقهما فى كل مكان، وكان الشاب معها، وهو ألدو نيكوسيه، يعمل فى ترجمة محاضر البوليس للعمال العرب ممن يرتكبون جرائم. كان شخصاً ودوداً، ويحكى باستفاضة لها عن تجربته تلك، وبدا لها شخصاً عادياً ليست له علاقة بالأدب، لكنها مع هذا منحته عملها الجميل اأرانبب قبل عودتها إلى مصر، وبعد شهرين فوجئت بخطاب منه يخبرها فيه بأنه قرأ النوفيلا وأُغرم بها، وقال لها: اأنا بطُلها. كل حرف عنه يمثلنى، وأتمنى أن أترجمه ذات يوم إلى الإيطالية إن أتيحت الفرصة، ودارت الأيام وأصبح نيكوسيه أستاذاً فى جامعة هناك، وأرسل إليها مرة أخرى أنه ترجم العمل ووجد ناشراً صغيراً تحمس له. ترى سلوى أن االجائزة هى ضوء أخضر على طريق راهنتْ عليه. الجائزة تقول للكاتب: استمر فى تلك السكة، لا تتوقف عن المسير، مثلما توقف كثيرونب. وتضيف: الا يمتلك كل الناس الإرادة للاستمرار، لأن الحياة تناديهم، وتغويهم، وتكسرهم. فى ألف ليلة وليلة هناك حكاية عن مدينة النحاس، وكانت أهم نصيحة تلقاها البطل أن يسير ولا يستجيب لأى أصوات تناديه، لو استجاب لها سيتحول إلى كائن مسحور، وهذا هو ما يحدث للكاتب، هناك عشرات الأصوات تناديه، أحدها وأكثرها فظاعة يقول له: الكتابة مش بتأكل عيش، اعمل فلوس. ولو أغوته، لو استجاب لها، فقد هلكب، وتقول: االجانب المفرح فى الجائزة أنها من بلدى مصر، أقدم دولة فى التاريخ، وهذا شىء مبهج جداً صدقنىب.
أخيراً.. هل ترى أنها ظُلمت خلال رحلتها الكتابية؟ تجيب: اتشيكوف له مقولة مهمة، أن الظالم والمظلوم شركاء فى الجريمة، لو أننى لم أحصل على حقى فلماذا لم أناضل؟ لا. لست مظلومة. حصلت على حقى فى الكتابة من الناس العاديين، ومن استقبالهم العظيم لكتابتى داخل وخارج مصر، منذ مجموعتى الأولى: حكاية بسيطة
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة