نورا ناجى
نورا ناجى


الفائزة بجائزة القصة القصيرة: السذاجة قد تكون أعقد مما نتخيل

الأخبار

الأحد، 04 يونيو 2023 - 09:59 م

كتب : محمد سرساوى

منذ أيام حصدت الأديبة نورا ناجى جائزة الدولة التشجيعية فى فرع القصة القصيرة عن مجموعتها القصصية «مثل الأفلام الساذجة، التى تتميز نصوصها بأنها «ألبوم» ملئ بالصور «الفوتوغرافية»، وكل صورة وراءها حكاية  تركت ندوبًا فى ذاكرة شخصيات نصوصها، وتقول «نورا» عن المجموعة الفائزة: ما معنى كلمة ساذج أولاً؟ قد تحمل السذاجة تعقيداً أكبر مما نتخيله، وقد تحمل اللحظة العابرة مشاعر كثيرة أكبر من أن نتمكن من التعبير عنها، وبذلك أستطيع القول: نعم نحن نعيش فيلماً ساذجاً لأننا غير قادرين على استبطان الحياة الحقيقية، أو فهمها بشكل كامل.

اقرأ ايضاً| «هالة» المتوجة بتقديرية الأدب: أطالب بحصة للكاتبات في الترشيح للجوائز


 فى السطور التالية نحتفى بمسيرة «نورا» الإبداعية من خلال رواياتها التى بدأتها بـ«بانا» وتقول نورا: «بانا» هى أول رواية كتبتها على فترات طويلة، وأعتقد أن بها كل أساسات كتاباتى بعدها، أحب دائماً اللعب بتقنيات الكتابة وتصور شكل جديد تدمج فيه النصوص، والصور، والقصص داخل القصص، وقتها لم أكن أعرف تقنيات الكتابة، لكنى فعلته بالفطرة، ولذلك أنا فخورة فعلا بها، عالم المبدع السحرى فى خياله، وأعتقد أن هناك تشابهًا كبيرًا فى خيال الأديبة فى «بانا» أثناء طفولتها، وخيال العديد من الأدباء، وهذا ما يجعلهم يفرحون عند قراءتها، هذا هو عالمى الخيالى فى صغرى.

 


وعن روايتها الثانية «جدار»  التى كتبتها بين مصر، وكوريا الجنوبية، ودبى، تقول: كنت أمر بتجربة مؤلمة فى التعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة، ووقتها أيضاً عملت كمحررة لتقارير العنف الأسرى فى أحد المواقع العربية، كانت تجربة صعبة وتألمت كثيراً، أتذكر أننى كنت أبكى إلى جوار طفلتى النائمة كل ليلة، كان لا بد لى من إخراج هذه المشاعر بالكتابة، كتبتها وأنا لا أنوى نشرها، تركتها لفترة طويلة، ثم واصلت الكتابة بعد عودتى إلى مصر. 


وفى الرواية الثالثة «بنات الباشا» -ستتحول قريبا إلى فيلم سينمائي- اختارت «نورا»  محل مصفف الشعر «الكوافير» مكانا لأحداث روايتها التى تعبر عن حياة المرأة اليومية، وهى ترى أن «الكوافير» عالم سرى للمرأة، وما يحدث داخله لا يتسرب إلى الخارج أبداً، هناك تكون كل إمرأة على طبيعتها، تخلع حجابها بالمعنيين الحرفى والمجازى، تتحدث مع غرباء، تعترف بأمور خاصة تجلس لساعات تحت يد مصفف الشعر، أو خبيرة التجميل، التفكر فى حياتها، وما يحدث لها تتعرى حرفياً ومجازيا أمام غرباء، وتنزع كل الأقنعة ودروع الحماية التى تحيط بها نفسها فى العالم الخارجى، وقد قابلت نورا الكثير من السيدات فى الكوافير.

وتعرفت على العديد من القصص، فاكتشفت أن هذا المكان ملهم وثرى بالحكايات، ومن هنا بدأت بذور الرواية.. وفى روايتها «أطياف كاميليا» تأخذنا نورا  إلى فترة التسعينيات من القرن الماضى وبداية الألفية حيث تحكى عن طالبة فى المرحلة الثانوية تدعى «كاميليا» تعيش فى إحدى المدن الإقليمية، وقد شاءت لها الأقدار أن تشهد أحداث اختفاء عمتها داخل المرآة، بينما لم يصدقها الجميع، وتعاملوا على أنها فرت من المدينة، وظل هذا الحدث مؤثرا فى حياتها فكيف سيشكل أعوام عمرها بعد هذا الحدث.

وفى أحدث رواية لها «سنوات الجرى فى المكان» توجه «نورا» سؤالًا: كيف يشاهد مولود الثمانينات نفسه .. هل يراها شبحًا أم شخصًا على وشك التلاشي؟، أم شخصية داخل رواية، أو مسرحية، وتختار «نورا» السنوات العشر الأخيرة لتكون زمن أحداث الرواية، وتحكى عن خمسة أصدقاء، توفى أحدهم، وتتحدث كل شخصية كيف أثر ذلك الحدث عليهم عبرعدة تقنيات فنية مثل: القالب المسرحي، واليوميات، ومسودة رواية ، ولوحات فنية، ومعرض فنى تجريبى، وتقول «نورا» : سبب اختيارى لجبل مواليد الثمانينات ليكونوا أبطال الرواية لأنه جيلى.. خيباته من خيباتى، وانتصاراته من انتصاراتي، أردت التعبير عن حياتى، وتأمل كل ما حدث، ويحدث، وفى الرواية أجيب عن أسئلتى الشخصية، وأحلل العالم كما أريد، وبهذا أعلم يقيناً أننى بأفكارى، ووجهة نظرى، ومحاولاتى للإجابة عن هذه الأسئلة، سأتماس مع أفكار الآلاف ممن شاركونى هذه الذاكرة، يجدر بالذكر أن المجموعة الفائزة بالجائزة « مثل الأفلام الساذجة» صدرت عن دار الشروق.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة