السبت، 19 يونيو 2021 - 06:53 م

بقلم: د. حسام محمود  فهمى

بدايةً الحمدُ لله والشكر لجامعةِ عين شمس حصولى على جائزةِ الجامعةِ التقديريةِ فى العلومِ الهندسيةِ عن العام الجامعى ٢٠٢٠/٢٠١٩. الجوائز هى التقديرُ للمجتهدِ وفقًا لقواعد تحققُ العدالة، احترامًا للجهةِ المانحة، دولةً كانت أو جامعة وللحاصلين عليها؛ عدالةُ هذه الجوائزِ هى عنوانٌ للدولةِ كلِها. حديثُ الجوائز كله شجون، فهو يثيرُ فى النفوس أسىً يتناسبُ مع ما تحملُه الجوائزُ فى أحيانٍ من غيابٍ للشفافيةِ والموضوعيةِ.

يبدأُ طريقُ جوائزِ الدولةِ العليا سواء النيل أو التقديرية بترشيحِ جهةٍ ما، وهو ما يتطلبُ علاقاتٍ عامة مُتشعبة لراغبِ الترشحِ. البعضُ يرون أنه لابدَ من لفتِ الأنظارِ ليس فقط بإنتاجِهم العلمى إنما بالظهورِ فيما تيسرَ من المناسباتِ ومواقعِ التواصلِ باستظرافٍ واستلطافٍ وحِنِية وبعدمِ إبداءِ آراءٍ واضحةٍ، وهو ما يتأبى عنه كثيرون. لكن هناك طريقًا آخر، ألا يُرشَح البعضُ بسيفِ الحياءِ لسابقِ شغلِهم كراسى عليا! فإذا ما نالَ الساعى للجائزةِ ترشيحًا تبدأُ مشاوير شاقةٌ لاستكمالِ الملفِ ما بين توقيعاتٍ واستماراتٍ وشهاداتٍ، وهو طريقٌ مُجهِدٌ نفسيًا وليس مُعَبدًا لكلِ مرشحِ.

الترشيحاتُ للجوائز لابد أن تنأى عن التربيطاتِ. جوائز بمئات الآلاف من الجنيهات لكل شخصٍ لا يجوزُ أن تكون محصورةً داخل دائرةٍ محدودةٍ؛ جوائز بالملايين من ميزانية الدولةِ لابد لها من حسيبٍ ورقيب. هل منحُ الجوائزِ من أعمالِ السيادةِ أو الخبرةِ؟ هل بهذه الغمامية تُغَطى "طريقةُ" منحِها؟ هل سنشهدُ يومًا تخضعُ الجوائزُ فيه سواء على مستوى الدولةِ أو الجامعاتِ للرقابةِ والمراجعةِ القضائيةِ بكل مستوياتِها؟ ‏أليست هذه الجوائزُ انعكاسًا لقيمةِ الدولةِ وشفافيةِ إجراءاتِها؟ أليست مالًا عامًا لا مجاملةَ فيه ولا غرضَ؟

مبروك للفائزين بجوائزِ الدولة. إلا أنه كثيرًا ما مُنِحت تلك الجوائزُ لمسئولين سابقين وإدارات جامعية ومقربين بصورةٍ أو بأخرى من دوائر المجلسِ الأعلى للجامعاتِ ووزارةِ التعليم العالى وأكاديميةِ البحث العلمى والمجلسِ الأعلى للثقافة.. وإذا كان ولابدَ من حجزِ جوائز لمن شغلوا كراسى على مستوى الدولة أو الجامعاتِ، فلماذا لا تُخَصصُ لهم جوائزُهم بعيدًا عن الجوائزِ التى يخصمونها ممن قد يكونون أحق؟ ثم هل فعلًا تخضعُ ملفاتُهم للتحكيم؟ ألا تكفى مزايا المنصبِ؟ وهل الحصولُ على جائزةِ جامعةٍ يكون عن عملٍ خارجَ الجامعة؟

هل الحاصلون على الجوائزِ هم الأفضلُ؟ أحيانًا.