بعد أسبوع من إقامة المعرض ناشرون: مبيعاتنا لم تتجاوز الـ ٣٠٪مقارنة بالدورات السابقة
بعد أسبوع من إقامة المعرض ناشرون: مبيعاتنا لم تتجاوز الـ ٣٠٪مقارنة بالدورات السابقة
الإثنين، 12 يوليه 2021 - 10:48 ص
الم تكن القرارات مدروسة بالشكل الكافىب، هكذا يرى أحمد سعيد عبد المنعم صاحب دار منشورات الربيع، الذى أضاف أن إدارة المعرض لم تضع فى اعتبارها أدوات جذب الجمهور، بدليل أن أعداد الزائرين لم تصل فى أى يوم إلى العدد الذى تم تحديده.
أثناء افتتاح رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لمعرض القاهرة للكتاب، تقدم إليه رئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، مُمسكًا فى يده بكتاب عنوانه االنشر فى الوطن العربي، وأهداه إليه. الكتاب، الذى أعده وقدمه د. خالد عزب، يعد أول دراسة تفصيلية من نوعها، تضع يدها على الأزمات الأخيرة التى تعرضت لها صناعة النشر من عام ٢٠١٥ إلى ٢٠١٩، والتى من أهمها عدم اعتراف الحكومات بالكتاب كصناعة معقدة، والذى أدى إلى عدم وجود أرقام واضحة عن مدى مساهمة الكتاب فى الدخل القومى لكل دولة عربية، فمصر التى تستحوذ تقريبًا على نسبة تصل من ٣٠ إلى ٤٠٪ من الإنتاج العربى فى حركة النشر - إذ وصل عدد الكتب المنشورة فيها عام ٢٠١٩ إلى ٢٣ ألف- لا تعرف حجم مساهمة الكتاب فى دخلها القومى لتداخله مع الطباعة والتغليف وغيرها من أدوات صناعة الكتاب.
وربما لهذا السبب بالتحديد، عانى الناشرون خلال فترة تفشى وباء كورونا، لأنهم لم يتلقوا دعمًا ماديًا من الحكومات يساعدهم على تفادى أو تقليل الخسارة، وكان لعودة المعارض التى تترك أثرًا إيجابيًا على حركة النشر فرصة لأن يتحدث الناشرون عن أزماتهم بصوت عال، رغم أن هذا الصوت لم يتجاوز الغرف المغلقة، فلم يحدث حتى الآن حوارًا حقيقيًا مع الناشرين، لمعرفة كيفية إنعاش حركة النشر ودعمهم بشكل جاد وحقيقى، خاصة وأن حدثًا ضخمًا مثل إقامة معرض القاهرة كان كفيلًا لأن يفعل ذلك، وألا نرى لأول مرة ناشرين يشاركون بدافع العاطفة فقط، لكون المعرض يمثل جزءًا كبيرًا من تاريخهم وذاكرتهم، فكان من الممكن مثلًا أن تُخصص فعاليات المعرض - التى لم يتفاعل معها الجمهور- فى الحديث عن أزمات النشر، وكان من الممكن أيضًا مشاركتهم فى تنظيم المعرض ووضع أطره العامة، بدلًا من أن نرى إدارة المعرض تتراجع فى قرارتها الصارمة التى رسخت فى أذهان الناس..
ففى اليوم السادس، أى يوم الاثنين الماضى، أصدرت إدارة المعرض بيانًا تعلن فيه عن زيادة عدد الزائرين فى اليوم الواحد إلى ١٤٠ ألف بدلًا من ١٠٠ ألف استجابة لرغبة الناشرين، وهو ما يطرح سؤالًا: ألم يكن تحديد عدد الزوار بالاتفاق مع وزارة الصحة؟! وهل رغبة الناشرين باتت الآن فى الحسبان، أم أن هناك سببًا آخر غير معلن؟ كما قررت إدارة المعرض عودة حفلات التوقيع، على أن يتم خارج القاعات، وهو الأمر الذى جعل الكثيرون يضربون كفًا على آخر، لأن الهدف الرئيسى من إلغاء حفلات التوقيع هو منع التكدس والزحام، هل يفرق إذن التكدس فى الخارج عن التكدس داخل الأجنحة؟ ولماذا خلقت إدارة المعرض من البداية حالة من الفزع من أن يذهب الكُتّاب إلى المعرض لكيلا يتجمع حولهم القراء؟
الم تكن القرارات مدروسة بالشكل الكافى، هكذا يرى أحمد سعيد عبد المنعم صاحب دار منشورات الربيع، الذى أضاف أن إدارة المعرض لم تضع فى اعتبارها أدوات جذب الجمهور، بدليل أن أعداد الزائرين لم تصل فى أى يوم إلى العدد الذى تم تحديده، افكنا نشهد على سبيل المثال زيارة أكثر من نصف مليون مواطن فى يوم الجمعة باعتباره يوم العطلة، أما هذه الدورة فوصل عدد الزائرين يوم الجمعة الذين كان ثانى أيام المعرض إلى ٩٠ ألف، بينما وصل العدد فى اليوم الثالث إلى ٦٢ ألف، ومن الواضح أنه قل إلى درجة جعلتهم يخجلون من إعلانه فى الأيام السابقة.
وتابع: اما دامت هذه الدورة استثنائية، كان يجب أن تكون إدارة المعرض استثنائية، فمن وجهة نظرى كان من الممكن تنفيذ عدد من الأفكار التى من شأنها تجعلنا كناشرين راضيين عن هذه الدورة، لا أقول مستفيدين، لأننا جميعًا نعلم أن مبيعاتنا لن تتجاوز من ٢٠ إلى ٣٠٪ فى اليوم الواحد مقارنة بالدورات السابقة، كان من الممكن مثلًا أن تأخذ مكتبة الأسرة من كل ناشر كتاب واحد على الأقل وتروج له بأسعار زهيدة، بدلًا من مبادرة اثقافتك كتابك التى تعرض فيها هيئات النشر الحكومية كتبها القديمة والتى لم تعد تهم الجمهور، وفى هذه الحالة تكون قد دعمت الناشر من ناحية المبيعات والتسويق.
كما تحدث صاحب امنشورات الربيع عن االتجار العرب الذين غابوا عن المشهد هذه الدورة، والذين كانوا ينعشون حركة النشر، بشرائهم الكثير من الكتب من الناشرين المصريين لعرضها للبيع فى مكتباتهم طيلة العام، فيقول: اكان من الممكن أن تتواصل إدارة المعرض معهم، وتسهل لهم إجراءات الدخول لمصر، أو تدفع ثمن إقاماتهم على الأقل، خصوصًا أنها وفرت هذه الدورة تكاليف استضافة الكُتّاب العربب، مشيرًا إلى أنه قلل عدد إصداراته إلى النصف، فقد أصدر العام الماضى ٣٥ كتابًا بينما أصدر هذا العام ١٥ كتابًا، كما قلل عدد الطبعة من ألف نسخة إلى ٥٠٠، فهو لا يرى هدفًا من إقامة المعرض حتى الآن سوى الم الإيجارات من الناشرين!ب.
بينما أصدر مصطفى الشيخ صاحب دار آفاق هذا العام ٣٠ كتابًا، فى حين بلغت إصداراته العام الماضى ٧٠، فهو من الناشرين الذين كانوا يميلون إلى إلغاء هذه الدورة، وأن يستغلوا الوقت والطاقة فى الاستعداد لدورة ٢٠٢٢، يقول: اشاركت فى المعرض وأنا أعلم أنه لن يكون هناك دعم للناشر، لأننا لم نر دعمًا من قبل، فهل سيستطيعون دعمنا فى ظل هذه الظروف الصعبة؟ فكثيرًا ما توقعت أن تكون هناك تسهيلات على الجمارك لأنهم ينظرون إلى الأحبار والورق وغيرهما من مستلزمات الانتاج على أنها سلع تجارية، وليست أدوات إنتاج لصناعة أساسية، فهناك دول مثل تونس تدعم الناشر بنسبة ٧٠٪ فى سعر الورق، للأسف الدولة تتعامل معنا على اعتبار أننا رجال أعمالب.
وبالنسبة للمعرض، فيرى أن تنظيمه ممتاز منذ تم نقله إلى مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأن الإشكالية الأساسية تكمن فى الترويج له، فالدعاية لم تكن كافية كما أن هناك كثيرين لم يستطيعوا حجز التذكرة أو تكرار زياراتهم لأنهم يعلمون أن الحد الأقصى لعدد الزيارات للفرد الواحد أربعة أيام فقط. اتفق معه هانى عبد الله صاحب دار الرواق، والذى قال إن اقنوات الوصول للقارىء اختلفت فى العشر سنوات الماضية، فأغلب الذين آتوا للمعرض هذه الدورة من الشباب، فكان من الممكن إذن أن تتواصل إدارة المعرض مع عدد من الفنانين والمشاهير ويطلبون منهم الحديث عن المعرض وتشجيع الناس على زيارته سواء ب ابوستب أو استورى، لأنه من الممكن أن تنفق الكثير فى الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعى ولا تصل لجمهورك المستهدف.
ويضيف: اأهمية المعرض بالنسبة لى كناشر تتلخص فى لقاء القارئ، وليس فى المبيعات فقط، لأننى من خلال انطباعاته أحدد أولوياتى فى النشر، فيتقدم لنا فى السنة الواحدة أكثر من ألف عمل، لا نقبل منه سوى ٣٥ فقط، إلى جانب الكتب التى نطلبها من بعض المؤلفين الذين نتعامل معهم، فنحن متخصصين فى نشر الأدب والتاريخ لكننا فى آن لا نمانع بنشر محتوى اجتماعى طالما سيرضى شغف القارئ، وهو الشعار الذى رفعناه منذ تأسيس الدار قبل عشر سنوات.
كان حضور ذوى الهمم فى معرض الكتاب لافتاً للنظر إذ تم تخصيص مسار خاص لهم والسماح بدخولهم بصحبة مرافق من جميع بوابات الدخول
فى المقابل هناك عدد من الناشرين الذين غلبت عليهم مشاعر السعادة لإقامة المعرض، منهم شريف بكر صاحب دار العربى، المتخصصة فى نشر الترجمات، والذى يشارك فى هذه الدورة ب ٩٠ كتاب جديد، يقول: افى الأزمات نحتاج لأن نفكر بشكل مختلف، وأن نخاطر، فقد قررت أن أزيد من عدد إصداراتى فى الوقت الذى يتجه غالبية الناشرين إلى التقليل، حتى أجذب الجمهور إليّ، لأن الناشر يجب ألا يقف متفرجًا وينتظر من يروج له، فقد أنشأنا سلسلة كتب الجريمة والتى تتكون من ١٤ جزء، لعدد من الكُتّاب من حول العالم، كما أطلقنا مبادرة تسويقية تشويقية بعنوان اموعد مع كتابب، يكون فيها الكتاب مغلفًا كأنه هدية، ويختار القارئ الكتاب من الاقتباس المكتوب على ورق التغليف، إلى جانب أننا طبقنا خصومات بنسبة ٤٠٪ على كل كتب الدارب.
يرى شريف بكر أنه من الظلم أن نقارن دورة ٢٠٢١ بالدورات السابقة سواء فى حجم المبيعات أو أعداد الزائرين، لأنها أقيمت فى ظل ظروف صعبة.
أما رجائى موسى صاحب دار نشر هُن، فسعادته سببها أنه يشارك لأول مرة فى معرض القاهرة للكتاب، فقد تم إدخال هذه الدورة ٤١ دار نشر جديدة لديها ٥٠ عنوان فأكثر، يقول: ارغم أننى لم آخذ سوى متر واحد، وجناحى بالمشاركة مع دار معجم، إلا أننى أشعر أن الأحلام بدأت تتحقق، فأن يكون هناك ابانرب يحمل اسم هُن فى المعرض، هو شيء أشبه بالمعجزة.. فقد أسسنا الدار قبل ثلاث سنوات لتكون معنية بنشر الشعر والمحتوى النسوى سواء كان كاتبه رجلًا أو امرأة، واستطعنا أن نصدر خلال هذه الفترة ٥٦ كتابًا، منهم ١٦ كتابًا جديدًاب.
لا ينتظر صاحب دار هُن أن يحقق أى مكسب فى هذه الدورة، ما ينتظره أن يتعلم، فكل يوم يدير لقاءات مع الناشرين ليعرف منهم أكثر عن صناعة النشر وكيف يتفادى أى صعوبات قادمة، إضافة إلى لقاءاته مع القراء ليعرف منهم ما يريدونه من محتوى مغاير.
حرص الشباب فى جناح دار كيان على التقاط صور بصحبة أحمد خالد توفيق حيث أعدت له الدار ابانرب لتعويض غيابه
كما هو معروف، وصل عدد الناشرين المشاركين والجهات الرسمية المصرية والأجنبية والتوكيلات فى هذه الدورة إلى ١٢١٨ (٨٢٣ ناشرًا و٣٩٥ توكيلًا)، وكان طبيعيًا أن نجد انقسامًا أيضًا فى الآراء حول المعرض بين الناشرين العرب، إذ يرى الناشر اللبنانى محمد هادى صاحب دار الرافدين أن معرض القاهرة قدم دعمًا كبيرًا لهم لأنه ساوى بين الناشرين اللبنانيين والناشرين المصريين فى دفع الإيجارات، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها لبنان، مضيفًا أنه كان لا بد من عودة المعارض، لأنها تنعش صناعة النشر، ولأن الحضور الفيزيائى لا يسده مسد.
واستكمل: امن حسن حظنا كدار أننا كنا قد دفعنا تكاليف الكتب التى نخطط لإصدارها لعام ٢٠٢١ قبل وباء كورونا، كما أننا حاولنا تعويض خسائر المبيعات بدفع عدد كبير من إصداراتنا للمكتبات.. والحقيقة لم أتوقع هذا العدد الضئيل فى معرض القاهرة، خاصة أن على الجانب الأخر تمتلئ المولات بالناس، لكننا لا نملك سوى أن نحترم قوانين وزارة الصحة من أجل السلامة العامةب.
فى جناح دار أخبار اليوم كان هذا الطفل الواعد يتصفح مجلد ا اليومياتب للصحفى الكبير الراحل محمد حسنين هيكل
بينما يرى الناشر العراقى صفاء دياب صاحب دار شهريار أن وضع العراق لا يختلف كثيرًا عن وضع سوريا ولبنان، وأنه كان ينتظر أن تقدم لهم إدارة معرض القاهرة دعمًا مثلما فعلت مع الناشرين اللبنانين، خاصة وأنها تعلم أن أعداد الزائرين فى هذه الدورة سينخفض بنسبة كبيرة عن الدورات السابقة. متابعًا: اعدم المشاركة فى معرض القاهرة ليست مطروحة، لكننى فى آن لا أعرف من أين سأسدد باقى مبلغ الإيجار فى ظل هذه المبيعات الضعيفة.