محمد الشماع
محمد الشماع


قريبا من السياسة

القناة خارج المنافسة

الأخبار

الخميس، 12 أغسطس 2021 - 06:34 م

مع احتفال مصر بمرور ٦ سنوات على افتتاح وتشغيل قناة السويس الجديدة، ورغم الأهمية القصوى التى تمثلها القناة لحركة التجارة العالمية، عادت مرة أخرى محاولات الإقلال من أهميتها وقيمتها الاقتصادية العالمية والإيهام والتخويف بأن هناك مشروعات وطرقا وخطوط نقل تمثل تهديدا صريحا للملاحة فى القناة وأهميتها الاستراتيجية عالميا قد تسحب من رصيدها فى التجارة المارة بها! ورغم أن هذه المشروعات معلن عنها، إلا أنها لا تزال بعيدة عن الانجاز بسبب الصعوبات والمشاكل الاقتصادية والسياسية والجغرافية بين الدول التى تمر بها هذه المشروعات، هذا إلى جانب أن مصر فى حالة تطوير مستمر للقناة وعيناها على ما يعلن من مشروعات يتصور البعض انها يمكن أن تكون البديل لقناة السويس.
نجح المصريون فى أن يعيدوا الاستقرار والثقة إلى حركة التجارة والاقتصاد العالمى باستعادتهم حركة الملاحة -خلال ١٥٠ ساعة- فى أهم وأقصر وأسرع الطرق الملاحية فى العالم وأقلها تكلفة اقتصادية ومالية وأكثرها أمنا وسلاما. تمكن المصريون من تعويم السفينة «ايفرجيفن» البنمية العملاقة فى وقت قياسى كان من الممكن أن يستغرق عدة شهور بعد أن جنحت السفينة فى قناة السويس أهم ممر مائى فى العالم، تم تعويم السفينة بسلام وبدون أية خسائر بشرية أو بيئية أو اقتصادية. هذا النجاح المبهر بقدر ما أسعد المسئولين عن حركة التجارة والاقتصاد على مستوى العالم وأعاد الطمأنينة إلى شركات الملاحة العالمية التى تضررت من إغلاق وتعطل حركة الملاحة فى القناة الأهم فى العالم ونتج عنها أزمة غذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية والأدوية وبعض الخامات التى تدخل فى الصناعات المختلفة وارتفعت أسعار البترول عالميا بنسبة ٤٪ والغاز بنسبة ٧٪ لكل مليون وحدة، أكثر من خمسمائة سفينة احتجزت خلال تلك الفترة تحمل ملايين الأطنان من البضائع التى ينتظرها ملايين من البشر فى كل أرجاء العالم. الحادث شديد الندرة للسفن العملاقة اظهر كفاءة وقدرة مصر ودورها فى تنشيط حركة التجارة العالمية، وكان أبلغ رد عمليا على المشككين فى مكانة وأهمية قناة السويس وانها مازالت هى أهم ممر ملاحى عالمى يتمتع بمزايا لا تتوافر لأى ممر آخر، كما أنه فوق المنافسة من أى وسيلة نقل أو طرق أخرى تريد أن تكون بديلا عن القناة التى يتم تطويرها وتحديثها وتأمينها بأحدث تكنولوجيا العصر لتزداد أهميتها يوما بعد يوم. 
صدمت فضائيات الشر التى بذلت جهودا جبارة على مدى سنوات لمحاولة التقليل من أهمية القناة والترويج لمشروعات جديدة ستنهى دور القناة تماما.. هذه الفضائيات هى التى أكدت أن الكارثة شلت حركة التجارة والاقتصاد العالمى وأن مصر لن تستطيع أن تواجه الكارثة مؤكدين دون أن يشعروا أهمية القناة للعالم أجمع.. لقد خاب أملهم ونجح المصريون فى إعادة الحياة للعالم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة