ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

الفخ الأمريكى

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 13 أغسطس 2021 - 06:14 م

أمريكا هى آخر قوى عظمى تضطر للخروج من أفغانستان المعروفة فى الأدبيات العالمية بـ «مقبرة الامبراطوريات» بعد ان نجحت فى إخراج كل الغزاة الذين توافدوا عليها خاوى الوفاض.   
فبحساب المكسب والخسارة، تخرج القوات الامريكية من أفغانستان، بعد 20 عاماً مكبلة بخسائر تقدّر بـ 2 تريليون دولار واكثر من 2300 قتيل و20 ألف جريح، ودون ان تحقق الهدف المعلن لحملتها، وهو القضاء على حركة طالبان التى تقف على بعد ٥٠ كم من العاصمة كابول. استمرار هذا الوضع يشى إما بعودة طالبان أو الدخول بحرب اهلية، خاصة مع استنفار الرئيس الأفغانى لأمراء الحرب فى البلاد لصد تقدم طالبان، حيث إن عادة هذه الميليشيات العرقية الانقلاب على بعضها.
هذه السيناريوهات مكسب لهدف امريكا غير المعلن لغزو أفغانستان، ألا وهو إيجاد موطئ قدم على اعتاب مواقع نفوذ أعدائها اللدودين الصين وروسيا يمكنّها من تحجيمهما وتهديدهما. فعودة طالبان واندلاع الفوضى فى أفغانستان سيشكّلان نقطة جذب جديدة للجماعات المتطرفة التى لا شك سيكون وجودها تهديدا مباشرا لأمن موسكو وخطط بكين اللتين سيخشيان تكرار سيناريو التمدد الذى طبقته تلك الجماعات فى العراق وسوريا وليبيا، وهكذا ستلتهى موسكو وبكين بمحاربة تلك الجماعات ومنعهما من التواصل مع الجماعات الإسلامية الراديكالية المتواجدة على حدودهما وفى نطاق نفوذهما الجغرافى، وربما يتورطان فى نزيف عسكرى واقتصادى يستنزف مواردهما ووقتهما.  
من هنا يكون الانسحاب الأمريكى «اللا مسئول» من أفغانستان بمثابة «تفخيخ» للمنطقة على غرار ما سبق وحدث فى منطقتنا والذى كان باكورته الغزو الأمريكى للعراق. 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة