السبت، 04 سبتمبر 2021 - 03:18 م

مازالت بعض الأمراض لا علاج لها، تصيب البعض دون أسباب واضحة لتغير من مجرى حياته بالكامل، لتظل تلك الفئات مهمشة من دائرة البعض، بينما البعض الآخر يراهن بعين من الشفقة، وبالرغم من الدراسات والأبحاث العديدة ما زال سببُ حدوث مرض التَّصلُّب المتعدِّد (MS)مجهولًا، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم الذاتية، ويسبب مشاكل في الاتصال بين دماغك وبقية جسمك، مما يسبب تلفًا أو تدهور دائم  للأعصاب.. "بوابة أخبار اليوم" ترصد أزمة مرضى التصلب العصبي (MS) وتأثيره على المرضى :

الأكتئاب رفيق مريضه MS

احساس مشابهة للصدمة الكهربائية التي تصاحبها حركات معينة في الرقبة، وخصوصًا انحناء الرقبة للأمام، هذا ما تشعر به "مريم.أ" ذات الـ24 عاماً دائما، فمنذ أن كانت صغيرة تم تشخيصها بمرض التصلب العصبي المتعدد، ولكن استقرار حالتها لم يكن يخيف أسرتها.
ولكن منذ 3 سنوات بدأت حدة وأعراض المرض في تتطور من رعشه بالجسم وعدم الحركة بشكل كبير بالإضافة إلى رؤية ضبابية في بعض الأحيان، فزادت حدة الألم وزادت معاها الجرعات العلاجية، حتى قرر الطبيب المعالج لها بتحويلها إلي أحد الأطباء النفسيين بعد إصابتها بأكتئاب حاد لإستكمال العلاج وتقبل مرضها والمشاكل الناتجة عنه.
لم يبدي على أسرتها اي شئ من الانزعاج عند تحويلها إلى طبيب نفسي لمتابعة حالتها حيث أعتاد الأسرة على التعايش مع مرضها، ولكن بدأت المشاكل تتفاقم مع أصدقائها الذين بدأوا يتعاملون معاها على سبيل الشفقة وتنمر على حالتها، كما لو كان وصمة عار أصابتها.
تقول مريم لبوابة أخبار اليوم:  لم يتقبل أصدقائي الذهاب إلى طبيب نفسي وخضوعي للعلاج من الاكتئاب الناتج عن مرض التصلب العصبي، فبدأوا بالبعد عني واحد تلو الآخر.
تحاول مريم التعايش مع المرض قدر الإمكان، فاتجهت إلى العمل من المنزل (فيري لانسير) حتى تقلل من الخروج، وحتى تشغل ذاتها عن المرض وأعراضه.

يسبب ضمور في المخ

 ويقول دكتور ماجد عبدالنصير، أستاذ أمراض المخ والأعصاب، كلية طب، جامعة القاهرة، أن مشكلة مرض التصلب العصبي المتعدد أنه يصيب الفئة العمرية بين العشرينات والأربعينات، وهي الفئة المنتجة في المجتمع وهو مرض يصيب الجهاز العصبي ، ويهاجم الغلاف الأبيض الذي يغلف الأنسجة العصبية، ويأتي هذا الهجوم على هيئة نوبات.

ويضيف إن العلم يتجه حاليا إلى التركيز على الدراسات الوبائية لنسب الأمراض وانتشارها في الأماكن المختلفة، فتنتشر مثلاً أمراض العضلات في الصعيد نتيجة كثرة زواج الأقارب، بينما ينتشر مرض التصلب العصبي المتعدد في شمال الدلتا ، وذلك نتيجة ارتباط المرض بدرجة الحرارة، فقد ثبت علاقته بالطقس، فهو أقل انتشاراً فى المناطق الحارة.

وتابع عبدالنصير، أن الدراسات الحديثة أثبتت أن هذا المرض مصحوب بنسبة ضمور في المخ، وهو ما ينعكس على تدهور لوظائف والقدرات المعرفية العليا الخاصة بالمخ، ومن هنا يمكن أخذ خاصية ضمور المخ كمقياس لتحديد قوة المرض.

وينوه عبدالنصير، إلى أن الأعراض الأكثر شيوعا للمرض تتمثل في التدهور الشديد في القدرة البصرية، وضعف شديد في الأطراف، وينتج عن ذلك الشعور بتنميل مستمر في الأطراف، والإحساس بكهرباء شديدة في الجسم، وتدهور في وظائف الإخراج ، ويمكن أن يؤدي المرض إلى الشعور بالاكتئاب وعدم الثبات النفسي أو تدهور في الذاكرة.

مشيراً إلى اختلاف علامات وأعراض التصلب المتعدد اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر وخلال مسار المرض وفقًا لمكان الألياف العصبية المصابة، فيعتمد تشخيص حده المرض  على مقدار تلف الأعصاب المصابة، حيث يشتكي بعض الأشخاص المصابين بتصلب العصبي المتعدد الحاد من فقدان القدرة على المشي وحدهم نهائيًّا، بينما قد يمر الآخرون بفترات طويلة من الهدوء دون أي أعراض جديدة.

لا يوجد علاج يشفي من المرض

وطبقاً للدراسات الحديثة يتفاقم المرض ببطء لدى البعض، فقد يُعاني مرضى آخرون من مشاكل في الرؤية وأحاسيس غير طبيعية، وقد تكون الحركات ضعيفة وغير ملائمة، ويعاني البعض الأخر من تنميل أو ضعف في أحد الأطراف أو أكثر يحدث عادةً على جانب واحد من جسمك في المرة الواحدة، أو الساقين وجذع الجسم.
ويعتمد الأطباء في وضع التشخيص عادةً على الأَعرَاض ونتائج الفَحص السَّريري والتصوير بالرنين المغناطيسي، والأدوية التي تُخفِّفُ الأَعرَاض، فلا يوجد علاج شافٍ تمامًا للتصلب المتعدد حتى الآن. 

أكثر عرضة للاكتئاب والوفاة

وأظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب والتصلب المتعدد (MS) قد يكونوا أكثر عرضة للوفاة خلال العقد المقبل من الأشخاص الذين يعانون من حالة واحدة فقط أو لا توجد أي حالة.
ووجدت الدراسة الحالية - التي نشرت في عدد سبتمبر من مجلة (Neurology)، الصادرة عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب - أن الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد والاكتئاب لديهم مخاطر متزايدة للإصابة بأمراض الأوعية الدموية مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية.

ووجد الباحثون أن الأشخاص المصابون بمرض التصلب العصبي المتعدد غير المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة للوفاة بأربع مرات تقريبًا من الأشخاص الذين لا يعانون من أي حالة.
كما وجد أن معدل الوفيات للأشخاص الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد غير المصابين بالاكتئاب 10.6 حالة، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب بدون مرض التصلب العصبي المتعدد كان 3.6 حالة، وبالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من أي من الحالات كان 2.5 حالة.
 

أقرأ أيضا : الرعاية الصحية: 2.9 مليون جنيه شهريًا لعلاج مرضى التصلب العصبي المتعدد