الكاتب الصحفي خالد العوامي
الكاتب الصحفي خالد العوامي


خالد العوامي يكتب : عبد الوهاب عبد الرازق يسمع كلمة ويفهم اثنين 

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 01 أكتوبر 2021 - 05:52 م

أصعب فصول الحكمة أن تعرف كيف يمكنك أن تصير شيخاً في رجاحة الرأي ورزانة التفكير ، وأحسب أن ذلك يعكس جانباً من عبقرية الشيخ وقدراته علي أن يكون جسداً يحمل عقلاً رشيداً ، قادراً علي أن يعبر الي البر سالماً مع من يقود ، فالبحث عن الحكمة اسلك الطرق للوصول الي السعادة .. و .. و قد قال اسلافنا القدامي " نصائح الشيوخ تضيء دون أن تحرق ، بالضبط مثل شمس الشتاء .. دافئة " . 

وبما اننا نقف علي أعتاب دور الانعقاد العادى الثانى من الفصل التشريعى الأول لمجلس الشيوخ ، لنا ان نرصد ونقيم .. ثم .. ثم نتساءل : كيف كان اداء شيوخ مصر وأيضاً اداء رئيسهم ؟! ، هل حققوا لنا السعادة ؟! ، هل وصلوا برجاحة الرأي ورزانة الفكر الي سلامة القرار ؟! ، هل تحقق المأمول من إعادة بعث المجلس من جديد بعد أن أُطلقت عليه رصاصة الرحمة في دستور 2014 ؟ ، هل بعد انتهاء دور انعقاد كامل ووقوفنا علي اعتاب دور انعقاد جديد تغيرت ظنون من كانوا سبباً في إغلاقه ؟! ، هل ايقنوا محورية وجوده في حياة مصر النيابية ؟! ، أم مازالت الشكوك في وجوده تضرب بجذورها في افكار ومعتقدات البعض ؟! ، باختصار .. هل كانت نصائح " شيوخ مجلس الشيوخ " دافئة مثل شمس الشتاء ؟ . 

والحق يقال ، رغم صعوبة الاوضاع وتفشي وباء كورونا ، فقد كان دور الانعقاد الاول دوراً ثقيلاً من حيث حجم العمل وكم الانجاز ، اثبت خلاله شيوخ الدولة ان الدولة بحاجة لفكرهم وعقولهم ، فالعقل صانع الانسان ، وافضل العقل ذاك العقل الذي لا يكل ولا يمل في رحلة البحث عن الحقيقة ، وهكذا كانت عقول شيوخنا  .

فقد عقد المجلس 21 جلسة مدة العمل بها تجاوزت الـ 43 ساعة ونصف ، وتحدث خلالها ما يقارب من الـ 419 نائباً ، وحتي لجانه عقدت 262 اجتماعاً تجاوزت مدة عملها الـ 478 ساعة ، وافق علي 11 مشروع قانون ورفض واحداً ، وضع المجلس نصب عينية ترسيخ دعائم الديمقراطية والحريات العامة واستكمال أركان المنظومة التشريعية وقدم حزمة تشريعات معبرة عن معطيات الواقع في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، اراء نوابه ومواقفهم رسمت سياسات نظيفة عبرت عن مقدرات الشعب بثقة ونزاهة ، في ظل مرحلة كانت بالغة الحساسية من عمر وتاريخ الدولة المصرية . 

ويأتي الشيخ الكبير  المستشار " عبد الوهاب عبدالرازق " ، رئيس مجلس شيوخ مصر ، واحداً من رجال الدولة ، يمتلك فكراً يجعله متمتعاً بالسيادة علي قراره ، وما بداخله من حماس في لغة الحوار والنقاش يمنع عنه مشيب العقل ، ومن هنا بدا ان العقل سلاح الرجل قبل لسانه ، وصمته في لغة الحوار يسبق كلامة ، لذا سادت في مجلس الشيوخ شريعة الحكمة ، وانسجمت ادواته مع توجهات الدولة في مسيرتها الوطنية نحو بناء الجمهورية الجديدة . 

.. يبدو ان المستشار عبد الوهاب عبد الرازق كان كما قال ارسطو : " رجل حكيم يسمع كلمة .. ثم .. ثم يفهم اثنين " ، رجلاً عميق في التدبير ، رصين في القرار ، طويل في بعد النظر ، يدرك ان " قصر النظر يقود الإنسانية إلى قتل حكمائها " كما قال سقراط .

فهل مسيرة دور الانعقاد الثاني ستكون علي ذات الدرب ؟! .. دعونا ننظر .. و .. و نرقب .

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة