الرئيس يقلد الفريق أول أحمد إسماعيل رتبة المشير تحت قبة مجلس الشعب
الرئيس يقلد الفريق أول أحمد إسماعيل رتبة المشير تحت قبة مجلس الشعب


كنوز| 48 سنة ورأسك يا مصر «مرفوعة» برايات النصر

عاطف النمر

الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 - 05:28 م

للأجيال التى لم تعش تلك اللحظة الخالدة فى تاريخ مصر، لحظة أن وقف البطل أنور السادات تحت قبة مجلس الشعب فى 19 فبراير 1974 لتكريم قادة وأبطال حرب أكتوبر المجيدة، فى هذا اليوم قدم الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة تقريرا للرئيس ونواب الشعب حول ما جرى بصدق فى أيام حرب أكتوبر، قال فيه: 


السيد الرئيس محمد أنور السادات، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، باسم القوات المسلحة، باسم جنودها وضباطها وقادتها، باسم الحق، باسم النصر، أتقدم إلى سيادتكم بخالص الشكر والتقدير على ما قدمه هذا الشعب الخالد لقواته المسلحة، ومؤازرته لها فى معركتها حتى حققت، بحمد الله، المهمة التى كلفت بها.


لقد كلفتنى، يا سيادة الرئيس، يوم أن عهدت إليَّ بقيادة القوات المسلحة، أن أعمل على سرعة إعداد القوات المسلحة لمعركة مصيرية حتمية لاستعادة أرضنا المغتصبة، وقد عملت، منذ ذلك اليوم، تعاوننى جميع أجهزة وقيادات القوات المسلحة، لرفع كفاءة القوات واستعدادها القتالى وتدريبها وإعداد خطط العمليات المقبلة، وإعداد مسرح العمليات، وكنتم معنا فى كل خطوة نخطوها، متتبعاً أعمالنا، وموجهاً ومرشداً، حتى أتى ذلك اليوم التاريخى، الأول من أكتوبر 1973، واجتمع المجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاستكم.

 

واستمعتم فيه إلى تقارير متوالية من رؤساء الأجهزة وقادة القوات المسلحة عن تمام استعداد قواتهم لتنفيذ مهمة العمليات كما خططت وصدرت إليهم، ولعلى لا أذيع سراً إذا نقلت بالحرف الواحد كلمات سيادتكم فى هذا الاجتماع : « أحمد الله أننا، وصلنا لهذه اللحظة لنضع اللمسات الأخيرة على العمل، ونقول للعالم أننا أحياء، ويسترد شعبنا ثقته فى نفسه وفيكم، وأنا واثق أن كل فرد فى قواتنا المسلحة سيؤدى واجبه كاملا لإحساسه بمسئولياته تجاه وطنه، وسأتحمل معكم المسئولية كاملة، وفى نفس الوقت أثق ثقة كاملة فيكم وأنكم ستتصرفون بكل ثقة واطمئنان وحرية».


ويضيف الفريق اول احمد اسماعيل «أعيد على مسامع سيادتكم حيث قلت بالنص: باسم القادة، وباسم القوات المسلحة، نعاهدكم ونعاهد شعبنا أن نبذل أقصى جهد يتحمله بشر لتحقيق النصر لبلدنا، ولتثقوا فى أن كل القادة متفائلون وفى مقدورهم تحقيق مهامهم، وإننا نشترك جميعاً معكم فى المسئولية، فجميعنا مسئولون عن بلدنا معكم»، ثم توالت الأحداث، ونحن نقترب من اليوم الحاسم لبدء المعركة فى سرية تامة، حتى أتت اللحظة التاريخية منتصف اليوم السادس من أكتوبرالعظيم، انطلقت القوات المسلحة لتعبر أضخم مانع مائى وتجتاح أقوى خط دفاعى قابله جيش فى عصرنا الحديث.

 

تتلاحم مع العدو، وتشتبك معه فى معركة حديثة قوية، استخدمت فيها جميع الأسلحة المتطورة، تدمر العدو وتأسر أفراده وقادته، وتحقق النصر تلو النصر، لا هدف أمامها سوى المهمة التى كلفت بها، يهديها نور الإيمان بالله والوطن، لا تبخل على الأرض الطيبة بقطرات من دم زكية، ولا تبخل على السماء بأرواح وأنفس راضية مطمئنة فى سبيل مصر ونصرة الأمة العربية.


ثم تطرق الفريق أول احمد إسماعيل إلى المهام التى أنجزها كل سلاح فى المعركة فتناول ما قامت به هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسة اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى التخطيط والإعداد والتنسيق فى كافة المجالات قبل المعركة وأثناءها، حتى سارت المعركة كما خطط لها، وخطة الخداع والسرية التى نفذت بمهارة أذهلت العدو وشلت تفكيره.

 

وأشاد بما قامت به القوات الجوية بقيادة اللواء محمد حسنى مبارك، فى أداء مهامها كأروع ما يكون، والجهد الذى بذل حتى بلغ عدد الطلعات اليومية لبعض الطيارين سبع طلعات فى اليوم الواحد، فكانوا بحق النسور الذين حموا أجواءنا، وقصفوا مواقع العدو فى كل مكان.

 

فقضوا على أسطورة الطيران الإسرائيلى فى تعاون رائع مع قوات الدفاع الجوى بقيادة اللواء محمد على فهمى، لحماية سماء مصر على الجبهة وفى عمق الجمهورية، وأشاد بأبطال الدفاع الجوى الذين تصدوا للمحاولات اليائسة التى قام بها العدو ليدمر جزءاً من دفاعنا الجوى، فتهاوت طائرات إسرائيل وشهدت أرضنا حطام هذه الطائرات فى كل مكان حاولت الإغارة عليه.

 

واشاد بأبطال الدفاع الجوى الذين حموا سماء بورسعيد عندما ركز العدو على مواقع الدفاع الجوى بها، وبقى موقع واحد ظل يقاتل وحده ثلاثة أيام متوالية، وانتقل لاستعراض ما قامت به القوات بقيادة الفريق فؤاد محمد ذكرى.

 

لحماية شواطئنا والتصدى للقطع البحرية المعادية التى خاضت معها أعنف المعارك البحرية، وقامت بمساندة الجيوش الميدانية فى البحرين المتوسط والأحمر، وسيطرت على مدخل خليج السويس وباب المندب، وتحدث عن القوات البرية قائلا « مهما حاولت أن أوفيها حقها فلن أنصفها، فلو نظرنا إلى الجيش الثانى الميدانى الذى تولى قيادته اللواء فؤاد عزيز غالى.

 

واستعرضنا كيف اقتحم القناة على مواجهة تربو على التسعين كيلومتراً، فى وقت واحد وبنظام وسيطرة رائعة أذهلت العدو والعالم، ويكفى هذا الجيش فخرا أنه فى خمس ساعات كان له فى شرق القناة ما يزيد على 50,000 مقاتل دمروا وقتلوا وأسروا من العدو ما لم تكن تتخيله إسرائيل، وأفنى بإحدى فرقه، لواء مدرعاً كاملا واستسلم قائده مشيداً بكفاءة الجندى المصرى.

 

ويسجل لهذا الجيش وللفرقة المشاة الثامنة عشرة، أنها محررة القنطرة شرق، ومعيدة علم مصر الغالى يرفرف فوق ربوعها عالياً خفاقاً، أما عن الجيش الثالث وقائده اللواء أحمد بدوى سيد أحمد، فكلكم أعلم وأدرى بالمواقف البطولية لهذا الجيش ولبعض قواته التى تواجدت شرق القناة»، وقال انها كانت رمزاً للصمود والعزم، والعناد المصرى.


وتطرق الفريق أول أحمد إسماعيل إلى الدور الذى قامت به القوات الخاصة رمز الانتحارية والفداء، وشهد لأعمال قوات الصاعقة بقيادة العميد نبيل شكرى مصطفى التى هبطت خلف خطوط العدو، وأربكت قياداته، ودمرت مراكز سيطرته، وأشاعت الذعر فى صفوفه، وكانت عونا لباقى أفرع القوات المسلحة، وقضوا وحدهم فى أعماق سيناء ما يزيد على الشهرين.

 

ولم ينل منهم العدو، واشاد بأبطال الإبرار الجوى بقيادة العميد أ. ح. محمود حسن الهابطين من السماء خلف خطوط العدو، فكانوا رمزا للتضحية والفداء وتنفيذ المهام وحاربوا إلى جنب باقى القوات البرية فى تعاون وتنسيق تام، واختتم الفريق أول إحمد إسماعيل تقريره امام الرئيس بالشكر لهيئات وإدارات القيادة العامة للقوات المسلحة وباقى قواتها العسكرية المقاتلة فى المناطق العسكرية المختلفة، وقوات الدفاع الشعبى والعسكرى، منوها إلى اروع تلاحم شعبى مع قواته المسلحة.

 

ونال التقرير تصفيقا حادا من نواب الشعب ازداد عندما اعلن الرئيس السادات قرار ترقية الفرق أول أحمد إسماعيل إلى رتبة المشير، حقا ملحمة خالدة لن تخرج من الذاكرة ويجب إثارتها بما تحمله من فخر وعزة فى أجيال الشباب. 


«كنوز» 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة