المصريون العاديون يؤسسون دولة حديثة بالثقافة الشعبية
المصريون العاديون يؤسسون دولة حديثة بالثقافة الشعبية


المصريون العاديون يؤسسون دولة حديثة بالثقافة الشعبية

أخبار الأدب

الأحد، 21 نوفمبر 2021 - 05:42 م

كتب : د.محمد أبو الغار    
المؤلف د.زياد فهمي، مصرى أمريكي، يعمل أستاذاً مساعداً لتاريخ الشرق الأوسط الحديث فى جامعة كورنيل العريقة فى نيويورك. والكتاب مأخوذ من رسالته للدكتوراة فى جامعة ستانفورد.
تاريخ مصر الحديث من أيام الخديو إسماعيل وافتتاح قناة السويس والاحتلال البريطانى لمصر والحرب العالمية الأولى وثورة ١٩١٩ يمثل فترة هامة من تاريخ الأمة، ويعتقد المؤلف أن القومية المصرية الحديثة قد تأسست بلغة لا يفهمها رجل الشارع، والسبب أن رجل الشارع والفلاح المصرى غير ممثل فى التاريخ المكتوب عن هذه الفترة لأنه كتب باللغة الفصحى. ولأن ٩٣٪ من الشعب المصرى كان أمياً، فلم يعلم شيئاً عما كتب بدقة. فالتاريخ الذى نعرفه كتبه المتعلمون وقرأه المتعلمون، أما لغة الشعب التى تعبر عن تاريخه فهى العامية، وهى محتوى هذا الكتاب.

تاريخ ثورة ١٩١٩ فى أغلبيته العظمى عن سعد زغلول ورجال حزب الوفد من الباشاوات الذين زاملوه والذين انشقوا عنه، وكذلك السلطان فؤاد واللورد كرومر وسير وينجت وليس عن البسطاء الذين هم وقود الثورة. يقول المؤلف لن أتحدث عن محمد حسين هيكل ولطفى السيد وطه حسين، ولكنى سوف أكتب عن الموسيقيين والمغنين والممثلين وكتاب المسرحيات الشعبية، سوف أتحدث عن عثمان جلال وبديع خيرى وأمين صدقى ونجيب الريحانى وسيد درويش وغيرهم.
القومية المصرية فى تقديره بدأت فى التكوين عام ١٨٧٠ واكتملت ونضجت عام ١٩١٩، وقد وصل إلى ذلك عن طريق دراسة التاريخ الثقافى الشفهى والمكتوب وهى الطريقة الوحيدة للوصول إلى أغلبية المصريين وكيف أظهرت الثقافة الشعبية مقاومة المصريين للمستعمر وكذلك لكبار الأغنياء. وحدث فى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين انفجار ثقافى هائل فى مصر تزامناً مع ظهور القومية المصرية ممثلاً فى عدد هائل من المجلات والصحف والمسرحيات والأغانى وكلها باللغة العامية، وأصبحت العامية القاهرية هى اللغة غير الرسمية للمصريين. وكانت طرق المواصلات وخدمة السكة الحديد المميزة فى أوائل القرن العشرين سبباً فى نقل الثقافة لجميع المدن الصغيرة والقرى وأدى التقدم فى الطباعة والتصوير واختراع التلغراف والفونوجراف، إلى إصدار الصحف والمجلات وتوصيلها لجمهور واسع. وكان تأثير المجلات المكتوبة بالعامية، والتى كانت معظمها فكاهية وساخرة، كبيراً. وشكلت أزجال عثمان جلال وأعمال يعقوب صنوع وعبد الله النديم وعياً مصرياً. وكان لتمصير المسرحيات الأوروبية ومجلات الكارتون إلى العامية دور إيجابى. 
وأسس يعقوب صنوع مجلة أبو نظارة زرقاء عام ١٨٧٧ وهى مجلة فكاهية بالعامية وبعدها أسس عبد الله النديم مجلة التنكيت والتبكيت عام ١٨٨١ ونجحت المجلتان نجاحاً باهراً. وتُرجمت مسرحيات موليير من الفرنسية للعامية المصرية. أسس صنوع أول فرقة مسرحية وقدم أعماله على مسرح الخديو إسماعيل بحضوره وكان ناقداً للأوضاع الاجتماعية، وانتقد بصراحة تعدد الزوجات وحذر المصريين فى مسرحية الأميرة السكندرية من تقليد الأجانب تقليداً أعمى. ثم بدأ مسرحياته التى انتقد فيها الخديو إسماعيل والطبقة العليا ومنع الخديو مسرحه عام ١٨٧٢ فأنشأ محفل التقدم وجمعية محبى العلم وحضر أحمد عرابى اجتماعات الجمعيتين ثم أوقف الخديو نشاطاتهما. ويعتبر صنوع وعثمان جلال هما اللذان أسسا وكتبا مسرحيات يفهمها الجمهور.
وصدر أكثر من ألف مجلة وصحيفة خلال مائة عام، وأغلقت السلطات صحيفة أبو نضارة وأوقفت جميع نشاطات صنوع الذى انضم إلى المحفل الماسونى البريطانى عام ١٨٧٥ وكان دور الحركة الماسونية فى بداية ظهور القومية المصرية هاماً وأتاح الفرصة للنقاش مع مختلف فئات المصريين والأجانب، وانضم للمحفل جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده وعبد الله النديم ووصل أعضاء المحفل إلى ٣٠٠ عضو. وأصدر الخديو إسماعيل أمراً بنفى صنوع إلى فرنسا عام ١٨٧٨. وأصدر صنوع فى باريس أبو نظارة زرقا واستمر فى تهريبها فى مصر.
أما عبد الله النديم الذى كان تلميذاً للأفغانى، فنشر مقالات نارية وطنية وأسس الجمعية الخيرية الإسلامية وأنشأ مدرسة وكتب مسرحيتين وطنيتين تم تمثيلهما فى المدارس. وباع العدد الأول من مجلة التنكيت والتبكيت ثلاثة آلاف نسخة وكان تأثيرها الشعبى ضخماً، مهد إلى انطلاق حركة عرابى، واستمر فى تأييد عرابى، وهرب النديم عشر سنوات فى الريف من الإنجليز. ثم قبض عليه وحكم عليه بالنفى، وعفا عنه الخديو حسين كامل، ثم أصدر صحيفة الأستاذ إلى أن نفاه الانجليز مرة أخرى فى ١٩١٠.
كتب عبد الله النديم فى صحيفة الأستاذ أننا خسرنا كل شئ، الأجانب يسيطرون على الاقتصاد، الاستيراد أنهى الصناعة المصرية، والمصريون أصبحوا عاطلين. وأغلقت السلطات ٩٧ صحيفة هزلية عقاباً من عام ١٨٩٧ إلى ١٩٠٢.
حادثة دنشواى
ويتحدث المؤلف عن حادثة دنشواى التى وقعت فى ١١ يونيو ١٩٠٦. وقام مصطفى كامل بحملة ضخمة فى مصر ضد الإنجليز وحدث هياج شديد فى الرأى العام، ثم سافر إلى فرنسا وأكمل الحملة على الإنجليز هناك ونشر مقالاً عنيفاً فى صحيفة الفيجارو، ومنها سافر إلى انجلترا وأجرى حوارات مختلفة مع الصحف البريطانية. وألقى خطاباً تضمن مطالب المصريين فى لندن، ثم قابل رئيس الوزراء السير كامبل بانرمان والذى طلب من مصطفى كامل قائمة بأسماء يرشحهم للوزارة تكون مختلفة عن الوزراء التقليديين فقدم أسماء على رأسها اسم سعد زغلول وكانت نتيجة المقابلة إنهاء خدمة لورد كرومر فى مصر وتعيين سعد زغلول وزيراً للمعارف العمومية. وكان واضحاً من مذكرات اللورد كرومر غضبه من مصطفى كامل المتسبب فى فصله، فلم يذكر اسمه فى كتبه عن مصر باستثناء فقرة يقول عنه الفتى الأحمق المتهور. وتلا ذلك صحوة شعبية مصرية فى الصحف المصرية. ونشر حافظ إبراهيم قصيدة عن دنشواى وتلاه شوقى بقصيدة أخرى. وأنشد الشعب عدداً من المواويل أنشدها الفلاحون عن دنشواى وغناها الشعب فى كل مصر.
وبعد أسبوعين من الحادث أعلن عن افتتاح مسرحية دنشواى فى حديقة الأزبكية ولكن الإنجليز منعوا المسرحية وسارع مخرج المسرحية حسن رمزى بتغيير عنوانها إلى «صيد الحمام» ونجح فى عرضها عدة أسابيع إلى أن أغلق الإنجليز المسرح فى أغسطس وكان الحوار بالعامية المصرية. وكتب محمود طاهر رواية اسمها عذراء دنشواى نشرت مسلسلة فى جريدة المنبر ويقول يحيى حقى إن الرواية وزعت آلاف النسخ وطبعت عدة طبعات فى وقت قصير وكانت باللغة العامية. 
ظهور الميديا المسموعة
واكتسحت الاسطوانات مصر كلها وتحول كتاب الصحف الهزلية بالعامية إلى كتابة الأغانى والقفشات والأزجال والقافية المسجلة على اسطوانات تذاع فى المقاهى والشوارع والبيوت وكان أشهر المؤلفين بيرم التونسى ويونس القاضى وبديع خيرى. ثم أصبحت هذه الميديا وسيلة لتحريك الجماهير بقيادة مصطفى كامل.


انتشرت المظاهرات الشعبية والتى كان يعلن عنها فى الصحف والمقاهى وتكون الحزب الوطنى التى تمت إعادة تنظيمه عام ١٩٠٧ وفى نفس العام تكون حزب الأمة من الباشاوات أصحاب الأراضى وكذلك حزب الإصلاح الدستورى بقيادة على يوسف وهو الحزب المؤيد للخديو. وقام بطرس غالى رئيس الوزراء المكروه بإعادة قانون الرقابة على الصحف فى مارس ١٩٠٩. وقامت مظاهرات عنيفة احتجاجاً على الرقابة وتهاجم الخديو، ثم تم اغتيال بطرس غالى الذى لم ينس المصريون دوره كرئيس لمحكمة دنشواى واعتبروا أن تعيينه رئيساً للوزراء بعد ذلك احتقار للمصريين، وزاد الغضب بسبب قانون الرقابة على الصحف والموافقة على امتداد عقد قناة السويس. وأرسل المندوب السامى سير جورست للخارجية البريطانية أن الاغتيال لأسباب سياسية وليست دينية ولكن الأقباط اعتبروها عنصرية ضدهم.


عصر الطقطوقة
من ١٩٠٧ إلى ١٩١٩ كان عصر الطقطوقة حيث أحبتها كل الطبقات بغض النظر عن مستوى التعليم وكانت منيرة المهدية هى النجمة الأوسع انتشاراً ثم ظهرت نعيمة المصرية وبعدها أصبح سيد درويش هو النجم الكبير فى التلحين والغناء وقام بتحديث الموسيقى وتجديدها.


الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ – ١٩١٨
أعلنت بريطانيا حالة الطوارئ والأحكام العرفية والرقابة على الصحف وعم الهدوء مصر خلال الحرب وبدأت الصحف بقيادة بيرم التونسى وجريدة المسامير تنشر أزجالاً عن حالة الفقر الشديدة للمصريين وعادت المونولوجات مثل التى بدعها النديم فى الانتشار وظهرت النكت اللاذعة. وانتشر مسرح الفودفيل والفكاهة بقيادة نجيب الريحانى وعلى الكسار ومنيرة المهدية وسلامة حجازى وأسس عزيز عيد فرقته وظهرت روز اليوسف على المسرح وانتقلت منه إلى تأسيس صحيفة ومجلة. وكانت مسرحية كشكش بك للريحانى هى الأكثر شهرة.


ويقول الريحانى إن سعد زغلول كان يذهب إلى المسرح وكانت موسيقى سيد درويش مطلوبة بشدة للمسرح. وكانت المسرحيات تتهكم على الكلام باللغة الفصحى التى لم تستخدم أبداً فى التواصل. وكانت المسرحيات لها توجهات وطنية واضحة وفى مسرحية «إيش» رسالة واضحة بأنه لا فرق بين المسلم والمسيحى واليهودى كلنا أخوات وأبناء هذا الوطن ولا يفرقنا الدين. وتنتهى مسرحية ايش بغناء عن حب مصر ووحدة المصريين التى يجمعها النيل. والمسرح كان فى القاهرة وأيضاً فى الاسكندرية وخاصة فى الصيف.
منذ البداية رفضت الطبقة العليا المثقفة استخدام العامية فى المسرح والغناء ولكن الغالبية العظمى من الشعب كانت تعرف فقط العامية وأدى ذلك إلى انفصام بين الطبقة المثقفة وعامة الشعب وادعى المثقفون أن استخدام العامية فى المسرح والغناء سوف يؤدى إلى انحدار الثقافة والأخلاق. 


الشارع المصرى الثقافى وثورة ١٩١٩
أغنية باردون يا ونجت (المندوب السامى البريطانى بعد كرومر)
باردون يا ونجت    بلدنا غلبت
خدتو الشعير     وجمال وحمير
والقمح كتير    اعتقونا
طلبوا الإعانة    يا غلبى يانا
شوفوا المدير    ياما لم كتير
من غير تقدير    ارحمونا
انفار تسافر    وكمان عساكر
سابوا الغيطان    وراحوا الميدان
لجبل لبنان    فى الخنادق
قال بيلومونا    شوفم رزونا
لولا العمال    ما مثيلهم حال
وسط الرمال    بالبنادق
بردون يا ونجت    بلدنا غلبت
قتلوا ولادنا    نهبوا بلدنا
أخدوا دريسنا    اعتقونا
(من أرشيف وزارة الخارجية البريطانية رقم ٢٧١ / ٣٧٢٢)
هذه الأغنية التى كان ينشدها الثوار فى الشارع تعبر عن سبب غضب المصريين الفقراء الذين ازدادوا فقراً وجوعاً وتم تجنيدهم فى فيلق العمال مع الجيش البريطانى والطبقة الوسطى عانت من ارتفاع الأسعار وملاك الأراضى تضرروا من خفض الإنجليز لسعر القطن عن السعر العالمى فى مصر.


الرقص فى الشوارع
نشر فى الواشنطن بوست أن كرنفالات أمريكا الضخمة لا يمكن مقارنتها بمهرجان الرقص المصرى الذى حدث عند الإفراج عن سعد زغلول حين خرجت الأمة كلها إلى الشوارع تهتف يحيا الوطن. كان الفرح والرقص جنونياً وشاركت النساء لأول مرة وكانت النساء البسيطات ترقصن بجانب بنات الأمراء وكبار الأعيان فى مظهر ديموقراطى لم تشهده مصر من قبل. ويصف أليس مشهد عربتين محملتين بعدد من اليهود مع أحد الحاخامات يحملون علم مصر ملتصقاً به علم عليه نجمة داود.
التظاهرات طافت بشوارع القاهرة وكانت نقط الوقوف والخطابة هى بيت الأمة وفى استقبالهم تقف صفية زغلول.
مقاهى القاهرة
يعتقد المؤلف أن القاهرة من أكثر المدن التى بها مقاه وفى كتاب على مبارك الإحصائى وجد ١٠٦٧ مقهى فى القاهرة. وكانت المقاهى مكانا للنقاش السياسى وقراءة الصحف وكانت المقاهى مكاناً لتجميع الثوار. وكانت المخابرات البريطانية تراقب المقاهى لقياس الرأى العام. وكان الانجليز يهاجمون المقاهى لمنع التجمهر
المساجد والكنائس
جامع الأزهر كان مكاناً مفضلاً للثوار يجتمع فيه الشيوخ والقسس الأقباط والأرمن ومعهم الأطباء والمحامون والأساتذة ومن أشهر الخطباء القس سرجيوس والسيدة الوحيدة التى خطبت فى الأزهر كانت سيدة يهودية. حتى لا يقول الانجليز إن هذه مظاهرات عنصرية حرص المسلمون والأقباط على أن يتواجدوا سوياً فى بيوت العبادة. وانتشرت فى مصر كلها مقولة القمص سرجيوس «لأننى خادم لله فإن واجبى هو أن أحضر حفلات الزواج وكذلك الجنازات وأنا فى انتظار أن أقوم بدفن السلطة البريطانية وأن أزوج مصر للحرية والاستقلال».

 

الصحافة أيام الثورة
بسبب قانون الطوارئ والرقابة على الصحف كانت معظم المواد محذوفة وتصدر الصحيفة وأجزاء كبيرة منها بيضاء بدون كتابة بسبب الرقابة
وكانت صحيفتا المقطم والوطن تؤيدا بريطانيا وضد التظاهر والثورة وكانت صحف الأهرام ومصر ووادى النيل والمحروسة والمسامير تؤيد الثورة ولكن بحذر.
وتحت ضغط زعماء الوفد أعلنت صحف مصر ووادى النيل والنظام وأخيراً بعد فترة تردد الأهرام تأييدها للثورة وأوقفت بريطانيا صحف مصر والمحروسة والأفكار .


وفى تقرير للمخابرات البريطانية كانت بعض الصحف تنشر دعاية للإنجليز مدفوعة الثمن ولكن بعد فترة أصبح ذلك مستحيلاً ورفضت الصحف المصرية نشرها.


المنشورات
بسبب الرقابة على الصحف انتشرت المنشورات والمطبوعات التى طبعت سرياً فى مطابع صغيرة أو فى مطابع بعض الصحف وفى أوائل مايو ١٩١٩ نشر الوفد الكتاب الأبيض وبه معلومات عن سعد زغلول وصور له وخطابات ومراسلات وتلغرافات أثناء الثورة وقال بديع خيرى وكان عضواً فى الجمعية السرية لطباعة المنشورات الثورية إنه كان يطبع المنشورات فى عزبة الأمير إسماعيل داود فى قرية محلة روح بجوار المحلة الكبرى.
وأشهر هذه المجموعة كانت صحيفة المسلة التى أصدرها بيرم التونسى وكان بها عدد كبير من الأزجال التى تهاجم الإنجليز والمتعاونين معهم وكانت تهاجم الملك فؤاد بشدة. وكانت الأغانى والأزجال التى يغنيها المصريون فى الشوارع أقوى سلاح أضر بالإنجليز وكان المكان المفضل لإلقاء الأزجال والأغانى ميدان الأوبرا أمام فندق الكونتننتال. 
صاغ بديع خيرى كلمات بسيطة يفهمها الفلاح والعامل ويعجب بها المثقف ولحنها سيد درويش وانطلق الريحانى فى الشوارع والجميع يغنى خلف موسيقى سيد درويش وكانت الأغنية التى ألهبت الشعب المصرى كله هو 
قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك
خد بنصرى نصرى دين واجب عليك
يوم ما سعدى راح هدر قدام عينيك
عد لى مجدى اللى ضيعته بأيديك
شوف جدودك فى قبورهم ليل نهار
من جمودك كل عضمة بتستجار
صون أثارك ياللى دنست الاثار
دول فاتولك مجد و أنت فوت عار
شوفت اى بلاد يا مصرى فى الجمال
تيجى زى بلادك اللى ترابها مال
نيلها جى السعد منه حلال زلال
كل حى يفوز برزقه عيشته عال
يوم مبارك تم لك فيه السعود
حب جارك قبل ما تحب الوجود
ايه نصارى و مسلمين قال ايه و يهود
دى العبارة نسل واحد مـ الجدود
ليه يا مصرى كل أحوالك عجب
تشكى فقرك و أنت ماشى فوق دهب
مصر جنة طول ما فيها أنت يا نيل
عمر أبنك لم يعيش أبدا ذليل
يوم مبارك تم لك فيه السعود
حب جارك قبل ما تحب الوجود
ايه نصارى و مسلمين قال ايه و يهود
دى العبارة نسل واحد مـ الجدود
وفى مايو أعاد الريحانى افتتاح مسرحه بمسرحية قولوا له ومن ضمن أغانيها قوم يا مصرى التى ألهبت الجماهير. وبالرغم من أن أغنية قوم يا مصرى كانت تنشد وحدة المصريين ضد الاحتلال إلا أن كلماتها تذكر بطريقة غير مباشرة اسم سعد زغلول وهو ما ألهب المشاعر.


الكتاب يوضح إن الشعب المصرى بدأ ينادى بالقومية المصرية منذ عام ١٨٧٠ وظهر ذلك أيام ما يسمى بهوجة عرابى، ثم قاوم الشعب الإنجليز بعد الاحتلال مباشرة بطرق مختلفة يذكرها الكتاب حتى انتهى الأمر بغضب الفلاحين عام ١٩١٨ ثم بثورة ١٩١٩ التى شارك فيها الجميع من فلاحين وعمال وطلبة وموظفين وملاك أراضى.


أقرا ايضا | خناقات بديعة مصابني ونجيب الريحاني تنتهي بالطلاق 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة