خاطر عبادة
خاطر عبادة


صيحة نسر

بوابة أخبار اليوم

الجمعة، 03 ديسمبر 2021 - 02:05 م

إذا لمح البصر ذات مرة نسرا يعبر بمهارة وشموخ وقوة فى السماء.. لراوده إحساس عظيم كما لو رأى شخصا عظيما ذا هيبة وجمال.. له صيحة تهز الجبال

عندما تهب العاصفة؛ تهرب كل الطيور وتبحث عن ملجأ آمن إلا النسور فلها أجنحة وعضلات قوية تمكنها من التحليق لأعلى فوق العاصفة وتجتازها رغم شدة الريح فهى تسمو بذلك فوق الخطر والأزمات.. فى أوقات التحديات يختبئ البعض من المشكلة أو يهرب لكن كن كالنسر يحتويها بشجاعة ويعلو فوقها بإصرار وثبات.. يستعرض قوته وجماله ويرفرف عاليا فى عزة وشموخ كلما لاح الخطر..

وتتجلى حنكة ومهارة النسور الحادة بفطرتها؛ حين تنقض على الثعبان أو الغزلان والقرود فلا تنازعها على الأرض فى ساحة معركة خارج نطاقه، بل ترفع الفريسة الثقيلة بقوة أرجلها وعضلاتها وحدة مخالبها عاليا فى السماء، فهى بذلك تغير ساحة المعركة فتأخذها إلى ساحتها ثم تلقيها جثة هامدة..  
ومن ذلك يمكن استخلاص عبرة فى الحياة واستراتيجية قتال، وهى أن كل منا يجيد السيطرة فى منطقته التى يملك فيها أساليب القوة والظفر، فلا يجب أن تترك العدو يقاتل فى ساحة يجد فيها المرونة والتحرك بحرية، لكن عندما تغير ساحة القتال فسرعان ما يفقد الاتزان والمقاومة والثبات. 

كما أن الإنسان منا كلما اعتمد على جانبه السامى والروحانى لمواجهة التحديات كان فى وضعية أقوى وأرقى للتغلب على المشكلات، فلا يمكن أن يقاوم بمفرده النزوات المادية ونزعات الخوف والكسل دون الاعتماد على قوة السماء.. يجب أن يترفع عن الأرض تماما كما فعل النسر.. حلق عاليا حتى ترى الصورة أوضح.. والنسور بأجنحتها القوية ترتقى فى قمم الجبال وفى عنان السماء أعلى من العواصف.. فلا يطولها النقد ولا يضرها أصوات الفئران، حيث لا يمكنها الوصول لمرتفعات الجبال..

نسر العروبة

والنسر هو رمز النصر والعزة والشجاعة والقوة عند الشعوب، تجده راقيا فى أعالى السماء يرفع رأسه عاليا فى القمة شامخا بين الجبال يناطح السحاب.. لا يمكن أن يقيد عدو حريته.. 

.. هو رمز قديم لقوة الدولة كان أول من اختاره شعارا لمصر هم الأيوبيون للتعبير عن القوة و الانتصارات العسكرية العربية والتضحية ودماء الشهداء بعد قهر الحملة الصليبية بقيادة جيش صلاح الدين.. وهو يرفع رأسه فى عزة وشموخ جهة اليمين.. مثل فارس ينطلق بقوة رافعا سلاحه ليحتوى ويقهر الأعداء وصيحة تخلع قلب المعتدى .

ثم أعاده الزعيم القومى جمال عبدالناصر، واختار النسر الذهبى المصرى من أقوى أنواع النسور.. كرمز للتوهج والقوة والمكانة العالية

كما كان للنسر دلالة هامة عند المصريون القدماء فهو يرمز لأول حروف اللغة الهيروغليفية القديمة وهو حرف الألف.

فذلك الطائر العربى الأصيل الذى يتوسط و يزين العلم المصرى، لم يكن مجرد شعار أو أسطورة قديمة من الأساطير.. لكنه يرمز لقوة مصر وجيشها العظيم أقوى جيوش الشرق الأوسط وأفريقيا.. كما أن مصر عامل الاستقرار الرئيسى لتلك المنطقة.. وقاهرة للغزاة على مر العصور.. وتمتلك واحدة من أقوى القوات الجوية فى العالم بشهادة خبراء دوليين.

تلك القوة هى أساس السلام إذ تجبر الآخر على الاحترام وتأسيس علاقات إقليمية ودولية متكافئة قائمة على التعاون والمصالح المتبادلة والاحترام

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة