محمد عدوى
كيفك إنت ؟
الدراما .. قادرون باختلاف
الجمعة، 10 ديسمبر 2021 - 02:35 م
كان يوما مبهجا، لكنه ليس جديدا، كان يوم الاحتفال بأصحاب الهمم، «القادرون باختلاف» بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، من يتابع لقاءات أى رئيس سواء الجماهيرية أو الإعلامية يعرف جيدا أن هناك دائما بروتوكول ينظم مثل هذه اللقاءات، لكن كالعادة كان البروتوكول الوحيد هو بروتوكولات الإنسانية، حوار مفعم بالمحبة والتقدير، حوار يعرف الرئيس أنه استثنائى مع أولاده، سبق وأن حضره عشرات المرات، وفى كل مرة نفس الإحساس.
حوار يفيض ويُفيد، استمع الرئيس لهم وتحدث معهم، اهتم بمطالبهم وحقق أمنياتهم.. جابر الخواطر.. وجبر الخواطر عبادة، المشهد عظيم، الحالة والرسالة التى دائما ما يرسلها الرئيس فى غاية الأهمية، هم منا ونحن نعيش بدعواتهم..
يدرك الرئيس هذه الحقيقة ويؤكد عليها قولا وفعلا.. فى نهاية الاحتفالية التى استمرت لأكثر من أربع ساعات كان هناك توصيات مهمة.. كانت هناك رؤية حقيقية ودعم حقيقى.. أوصى الرئيس بتمكينهم وإدماجهم فى كل مناحى الحياة.. ودعا الى تجسيد بطولاتهم فنيا، الحقيقة أن ما دعا إليه الرئيس مهم للغاية، هم يحتاجوننا ونحن نحتاجهم، وجودهم على الشاشات لم يعد ترفا وجود نجوم الفن معهم لم يعد “حُلية” أو ديكور.
توصيات الرئيس بتجسيد بطولاتهم رسالة للجميع، الرسائل دائما مهمة والتنفيذ مهم.. تخيلت عملا عن البطل المصرى الذى أبهر العالم إبراهيم حمدتو.. دراما من نوع مختلف.. مؤخرا شاهدت فيلم zero to hero الصيني، عن قصة حياة البطل البارالمبى “ سو وا وى” محطم الأرقام القياسية، تجربة فنية وإنسانية نحتاجها، دراما الرسائل المغلفة بالحب والاصرار والعزيمة، دراما تبنى الوعى والروح والاصرار والعزيمة وأظن أن الرئيس عندما طالب بتجسيد بطولات أهلنا من أصحاب الهمم كان يعي ويدرك هذه الرسائل، كان يعرف إلى أى مدى يمكن أن تعطى هذه الأعمال أملا للجميع، الحقيقة أن وجود القادرين باختلاف على الشاشات لم يعد مطلبا فئويا من باب حقهم فى التواجد لكنه حقا إنسانيا مهما، حقا فنيا مهما.
الأمثلة كثيرة والنجوم التى يجب أن نرى قصص نجاحها كثيرة، النجوم التى نحتاج إلى أن نتعلم منها كثيرة.. دراما الوعى ليست فقط تلك التى تجسد بطولات عسكرية أو عن أبطال ضحوا بحياتهم من أجل هذا الوطن، وإن كانت تلك النوعية نحتاج إلى عشرات الأعمال عنها، وتاريخنا وحاضرنا به الكثير.. لكن الوعى أيضا يمكن أن يزيد بعمل فنى عن البطلة فاطمة عمر أو إبراهيم حمدتو أو شريف عثمان وغيرهم.. الذين أبهرونا وأبهروا العالم من أرضنا، ومروا بحياة صعبة وحققوا أهدافهم؛ يستحقون أن نرى هذه القصص وهذه التجارب على الشاشة ونحن نستحق أن نتعلم منهم ومن تجاربهم.
مؤمن تماما أن الدراما قادرة على التغيير.. مؤمن تماما أن الدقائق على الشاشات إذا أتقنا عملها وقدمناها بصورة فنية جيدة يمكن أن تصنع المستحيل، الدراما سلاح والملهمون كُثر.. والنتيجة مهمة.
محاربة التزييف والغث من الفن لا يجب إلا أن يكون بالفن.. الرسالة يجب أن تكون كذلك.. الفعل يجب أن يكون سريعا.. أتمنى أن يستجيب صناع الدراما لتوصيات المنطق، توصيات الرئيس.. هناك أعمال قدمت مشكلات وأزمات أصحاب الهمم لكنها لم تعد كافية، العبقرى الراحل أحمد زكى عندما قدم سيرة الكاتب الكبير طه حسين فى عمل درامى تعلمنا منه الكثير وأثر فى جيل بأكمله، لكن تلك الأيام لا أعرف لماذا اختفت.. تلك الأيام يجب أن تعود، يجب أن نرى القادرين باختلاف أبطالا على الشاشات، حياتهم ملهمة ونجاحهم عبرة.. الدراما العالمية تبحث دائما عنهم وتقدمهم وتستفيد منهم، والدور على الدراما المصرية والفن المصرى.
شكرا للرئيس على توصيات المؤتمر الثالث لأصحاب الهمم.. شكرا على وعيك وحرصك وفهمك لأهمية الفن ودوره، وما يمكن أن يفعله فى الأوطان والناس.. شكرا على رسائلك الدائمة والمهمة لأهل الفن - وكما يقولون - الكرة الآن فى ملعب أهل الفن، ونحن فى الانتظار ويقينى أن هناك خطوات الآن لتحقيق هذه التوصيات؛ وقريبا سوف نرى أبطالنا وحياتهم على الشاشات.