وصية 28 سبتمبر وحجة الوداع بعد موت الرسول
وصية 28 سبتمبر وحجة الوداع بعد موت الرسول


ماذا تقول وصية «28 سبتمبر» و«حجة الوداع» بعد موت الرسول؟

نسمة علاء

السبت، 25 ديسمبر 2021 - 09:34 ص

«الدموع لا تصنع انتصارًا، والعمل وحده هو الطريق والخلاص، الدموع لغة العاجزين، الدموع تخفي الطريق عن عيون الصاعدين»، معنى تردد على المسرح القومي عام 1970 في مسرحيتين من فصل واحد.

كانت المسرحية الأولى باسم «28 سبتمبر الساعة الخامسة مساءً» تأليف ميخائيل رومان وإخراج كرم مطاوع، والمسرحية الثانية «حجة الوداع» من تأليف ظافر الصابوني وإخراج جلال الشرقاوي، بالإضافة إلى قصيدة الشاعر «أحمد عبدالمعطي حجازي» التي كتبها بعد وفاة البطل جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر الحزين، وجسد القصيدة وقدمها على المسرح المخرج سعد أردش.

وكان هذا العرض بفقراته الثلاثة تجسيدًا سريعًا لهذه الفترة الهامة من تاريخ مصر، وتحفيزًا للمصريين لمواجهة أشرس وأصعب الظروف، وتأكيدًا للإصرار على السير في نفس الطريق الذي شقه الزعيم القائد بعد وفاته.

وكانت مسرحية «28 سبتمبر الساعة الخامسة مساءً» لتأكيد هذه المباديء وحمايتها بالمزيد من العمل والصمود وللتوقف عن البكاء والحزن.

اقرأ أيضا:ناريمان والملك فاروق.. قصة حب حقيقية لرجل فقد عرشه

- هذه هي الوصية

 والعرض أكد من اللحظة الأولى أن عبدالناصر باق ما بقيت مبادئه وتعاليمه، وأن مصر باقية ما بقى فيها رجال يدافعون عن هذه المباديء ويهبون لها حياتهم، وتتأكد هذه الحقيقة مع ذلك النداء المدوي الذي يطلقه البطل مع لحظة إسدال الستار بقوله:

«أنا ما عملتش حاجة.. إنما شلت السد من قدام الطوفان.. الميه نزلت من الشلال بحر كاسر.. هزم العالم – كسر الدنيا – في 18 سنة عمل المعجزات.. اللي زارع غيط قمح لازم يسهر عليه.. اللي جامع كيس قطن ينام جنبه بالسلاح.. في أي لحظة يموت علشانه.. إلى كافة عموم أهل الوادي أجمعين.. اطردوا الذين دنسوا أرض سيناء.. هذه وصيتي.. اضربوا أعداء الإنسان في كل مكان.. هذه هي وصيتي». 

واشترك في تمثيل هذه العرض محسنة توفيق التي قامت بدور «جمالات» التعبير الرمزي عن مصر الأرض والوطن، وكرم مطاوع الذي أدى دور البطل، ومجموعة من شباب المسرح القومي.

 

- حجة الوداع

أما مسرحية «حجة الوداع» بدأت باللحظة التالية لموت الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث يتجمع المسلمون وهم لا يصدقون أن محمدًا قد مات، ووسط لحظات الحزن العميق الذي سيطر على الجميع، يرتفع صوت أسامة بن زيد مع لحظة إسدال الستار صوت يقول:

 «جيش أسامة.. يا أيها الجيش الذي درعه الرسول لكي يحرر أرض الأنبياء.. يا أيها الجيش الذي أطلقه الرسول كي يطهر القدس والخليل.. جيش أسامة.. أرفع راية الرسول وازحف.. هكذا يشيع.. بجيش يزحف يزحف.. براياته تخفق تخفق.. ارفعوا أيديكم وأزيلوا الدموع.. إن محمدًا أكبر من الدموع.. إن الدمع كفن إنسان.. يموت دون أن يترك على الأرض انطباع قدم.. ومحمد حفر الأرض ليزرع فيها إنسانًا مرفوع الرأس في السماء.. جيش أسامة تكلم.. كيف يا جيش تشيع محمدًا؟!».

وتشهر السيوف، ويتقدم الجيش وهو يهتف كالرعد: «أحد أحد.. أمت أمت.. أزحف أزحف»، وقام بأدوار البطولة في هذه المسرحية سناء جميل ورجاء حسين وسميرة عبدالعزيز وصلاح قابيل ومحمود حجازي، وقامت سناء جميل أيضًا بإلقاء القصيدة الشعرية للشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي.

وأساء بعض النقاد فهم المسرحية وفسروها على أنها ترمز بالنبي إلى الرئيس عبدالناصر، وقال المخرج جلال الشرقاوي: حاشا لله أن أفعل ذلك أو حتى أفكر به، والواقع أنني أردت أن أرمز بالظروف وحالة المسلمين النفسية التي أعقبت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الظروف وحالة العرب النفسية بعد وفاة عبدالناصر، فإذا كان رسول البشرية وخاتم المرسلين توفاه الله ومع ذلك سارت الحياة واستمرت وجفف المسلمون دمعهم وحاربوا أعداء الله وطهروا أرض الأنبياء، هكذا وقف فيهم أسامة بن زيد الفتي الذي تبناه الرسول.

 فما بال أمه العرب وقد توفي عبدالناصر قد وجمت وأصابها الذهول، وقد مات فرد والأمة باقية، فكان علينا أن نكف على الفور عن النواح وعلينا أن نستمر، هذا فقط ما قصدته ورميت إليه.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة