أحمد الإمام
أحمد الإمام


عصير القلم

حراس العدالة

أخبار الحوادث

الأحد، 02 يناير 2022 - 03:24 م

يزخر‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬بنماذج‭ ‬رائعة‭ ‬لقضاة‭ ‬حفروا‭ ‬اسماءهم‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬نور‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العدالة‭ ‬بنزاهتهم‭ ‬وانحيازهم‭ ‬للحق‭ ‬وعدم‭ ‬خضوعهم‭ ‬لأي‭ ‬ضغوط‭ ‬أو‭ ‬مساومات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تهديدات‭.‬

أسماء‭ ‬خالدة‭ ‬لقضاة‭ ‬ورجال‭ ‬نيابة‭ ‬أصروا‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الانحناء‭ ‬لريح‭ ‬عابرة‭ ‬أو‭ ‬نفوذ‭ ‬حاكم‭ ‬أو‭ ‬سطوة‭ ‬مسئول‭.‬

وخلال‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬حكم‭ ‬فيه‭ ‬الاخوان‭ ‬مصر‭ ‬ضرب‭ ‬حراس‭ ‬العدالة‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة‭ ‬في‭ ‬تمسكهم‭ ‬بالحق‭ ‬والعدل‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬هو‭ ‬تعرضهم‭ ‬لخسارة‭ ‬وظائفهم‭ ‬المرموقة‭ ‬أو‭ ‬تعرضهم‭ ‬للتنكيل‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬غاشمة‭ ‬لجماعة‭ ‬ارهابية‭ ‬ملعونة‭ ‬امتلكت‭ ‬زمام‭ ‬الامور‭ ‬وخرج‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬صفوفهم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬،‭ ‬وتولى‭ ‬احد‭ ‬رجالهم‭ ‬منصب‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ .‬

وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬هؤلاء‭ ‬القضاة‭ ‬الشرفاء‭ ‬المستشار‭ ‬خالد‭ ‬محجوب‭ ‬صاحب‭ ‬أول‭ ‬حكم‭ ‬قضائى‭ ‬وضع‭ ‬المسمار‭ ‬الأخير‭ ‬فى‭ ‬نعش‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية،‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬،‭ ‬رئيس‭ ‬محكمة‭ ‬جنح‭ ‬مستأنف‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬وقت‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬فى‭ ‬23‭ ‬يونيو‭ ‬2013،‭ ‬وكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬تورط‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬فى‭ ‬التعدى‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬المصرية‭ ‬وفتح‭ ‬السجن‭ ‬فى‭ ‬وادى‭ ‬النطرون،‭ ‬وهروب‭ ‬محمد‭ ‬مرسى‭ ‬إبان‭ ‬ثورة‭ ‬25‭ ‬يناير‭ ‬2011‭.‬

القضية‭ ‬بدأت‭ ‬فى‭ ‬28‭ ‬يناير‭ ‬2013‭ ‬وانتهت‭ ‬فى‭ ‬23‭ ‬يونيو‭ ‬2013،‭ ‬واستمعت‭ ‬المحكمة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬25‭ ‬شاهداً‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬نظرها‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬ورقة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬7‭ ‬آلاف‭ ‬ورقة‭ ‬بعد‭ ‬إتمام‭ ‬التحقيقات،‭ ‬وتعرضت‭ ‬المحكمة‭ ‬طوال‭ ‬نظر‭ ‬القضية‭ ‬لضغوط‭ ‬كثيرة‭ ‬ومحاولات‭ ‬للتدخل‭ ‬من‭ ‬قبَل‭ ‬التنظيم‭ ‬الدولى‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬منها‭ ‬محاولة‭ ‬غلق‭ ‬ملف‭ ‬القضية‭ ‬من‭ ‬قبَل‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الإخوانى‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يتولاه‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬المستشار‭ ‬طلعت‭ ‬عبدالله،‭ ‬الذى‭ ‬كلف‭ ‬نيابة‭ ‬الإسماعيلية‭ ‬بمخاطبة‭ ‬المحكمة‭ ‬لإرسال‭ ‬ملف‭ ‬القضية‭ ‬للأهمية،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬أبريل‭ ‬2013‭ ‬ولكن‭ ‬القاضي‭ ‬النزيه‭ ‬رفض‭. ‬

قبل‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬تعرضت‭ ‬هيئة‭ ‬المحكمة‭ ‬لهجوم‭ ‬من‭ ‬التنظيم‭ ‬الإخوانى‭ ‬وعناصره،‭ ‬لكن‭ ‬المحامين‭ ‬والمواطنين‭ ‬الشرفاء‭ ‬بالإسماعيلية‭ ‬حموا‭ ‬هيئة‭ ‬المحكمة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشكيلهم‭ ‬دروعاً‭ ‬بشرية‭.‬

وكان‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬المستشار‭ ‬ابراهيم‭ ‬صالح‭ ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬لنيابات‭ ‬شرق‭ ‬القاهرة‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أروع‭ ‬رجال‭ ‬القانون‭ ‬والعدالة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬اليه‭ ‬فهو‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬النيابة‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الاتحادية‭ .‬

محمد‭ ‬مرسي‭ ‬أعلن‭ ‬وقتها‭ ‬ان‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬حبست‭ ‬عشرات‭ ‬المتهمين‭ ‬الذين‭ ‬تلقوا‭ ‬تمويلات‭ ‬ومعهم‭ ‬أسلحة‭ ‬وما‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬النيابة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬التحقيق‭ ‬بعد‭ ‬،‭ ‬فدخل‭ ‬وكلاء‭ ‬النيابة‭ ‬الى‭ ‬المستشار‭ ‬ابراهيم‭ ‬صالح‭ ‬وقالوا‭ ‬له‭ ‬ان‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬أعلن‭ ‬ان‭ ‬النيابة‭ ‬حبست‭ ‬المتهمين‭ ‬رغم‭ ‬اننا‭ ‬لم‭ ‬نحقق‭ ‬معهم‭ ‬بعد‭ ‬،‭ ‬فقال‭ ‬لهم‭ ‬دعكم‭ ‬مما‭ ‬قاله‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬مارسوا‭ ‬العدالة‭ ‬على‭ ‬اعلى‭ ‬صورها‭.‬

‭ ‬وتعرض‭ ‬رجال‭ ‬النيابة‭ ‬لضغوط‭ ‬ضخمة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬طلعت‭ ‬عبدالله‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الاخواني‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وآخرين‭ ‬حتى‭ ‬يحبس‭ ‬ولو‭ ‬بعض‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتهمين‭ ‬الابرياء‭.‬

وأصدر‭ ‬رئيس‭ ‬النيابة‭ ‬الجرئ‭ ‬قراره‭ ‬بإخلاء‭ ‬سبيل‭ ‬المتهمين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كشفت‭  ‬التحقيقات‭ ‬انهم‭ ‬مجني‭ ‬عليهم‭ ‬وليسوا‭ ‬متهمين‭ ‬،‭ ‬وأصدر‭ ‬القرار‭ ‬وأسرع‭ ‬ابراهيم‭ ‬صالح‭ ‬وأعلن‭ ‬قرار‭ ‬الافراج‭ ‬حتى‭ ‬يقطع‭ ‬السبيل‭ ‬أمام‭ ‬طغمة‭ ‬الشر‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحكم‭ ‬مصر‭.‬

وهناك‭ ‬ايضا‭ ‬المستشار‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬محاميا‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬الاسكندرية‭ ‬وضرب‭ ‬اروع‭ ‬الامثلة‭ ‬في‭ ‬النزاهة‭ ‬وكذلك‭ ‬المستشار‭ ‬مصطفى‭ ‬سليمان‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬حاليا،‭ ‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬قضاة‭ ‬مصر‭ ‬العظماء‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يروا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الايام‭ ‬سوى‭ ‬العدالة‭ ‬فقط‭ ‬ومازالوا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬يقدمون‭ ‬الدليل‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬قضاء‭ ‬عظيم‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬نفخر‭ ‬به‭ ‬دائما‭.‬


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة