سفير هولندا بمصر
سفير هولندا بمصر


سفير هولندا في مصر: تقرير الخارجية لن يؤثر على العلاقات بين البلدين | حوار

فاطمة بدوي

الأحد، 02 يناير 2022 - 10:32 م

- من حق مصر رفض تقرير وزارة الخارجية. وعلاقاتنا لن تتأثر بهذا الأمر 

- نتعاون مع مصر فى كافة المجالات ونسعى لتوسيع دائرة التعاون الاقتصادى والاستثمارى

- نساعد مصر فى قضايا المناخ ونتعاون فى مجالات الري والطاقة 

- نتوقع زيارات رسمية بين البلدين العام المقبل 

- سنضئ السفارة العام المقبل باللون البرتقالى لدعم إنهاء العنف ضد المرأة 

 

أكد هان ماورتس سخابفلد سفير هولندا بمصر، في حوار لـ"بوابة أخبار اليوم" أنه جاء لمصر في سبتمبر العام الماضي فى ظل ظروف كورونا وتمكنت من زيارة بعض الأشخاص والعمل بشكل جيد وأنا سعيد بإجراء هذه المقابلة حيث أن فى هولندا الآن لا يمكن إجراء مثل هذه المقابلات الصحفية.  

وأوضح أنه فيما يخص العلاقات السياسية بين البلدين؛ استطيع أن أقول أن العلاقات الثنائية بين مصر وهولندا جيدة جدا الآن وقد التقى رئيس الوزراء الهولندي مع  الرئيس السيسي على هامش مؤتمر تغير المناخ بجلاسكو والعلاقات بين البلدين وطيدة وقوية في كافة المجالات والأصعدة فالعلاقات السياسية بين البلدين متميزة كما قلت سابقا وهناك أيضا العلاقات على المستوى الاقتصادي والاستثماري كما لدينا خطة لتطوير العلاقات بين البلدين في المستقبل القريب وخاصة في التعاون التنموي فيما يخص النوع الاجتماعي ونحن نركز على العمل في دعم المرأة وحقوق النساء ودعمها فيما يخص الشمول المالي لها وأيضا ندعم قضايا محاربة الزواج المبكر وختان الإناث التي مازالت مصر حتى الآن.

 

 

وتابع: بصفتي سفير مبادرة الاتحاد الأوروبي "نحن من أجل هُنَّ" مع سفير الاتحاد الأوروبي نتعاون مع الحكومة المصرية في جهودها لمواجهة مثل هذا القضايا وخاصة القضايا الخاصة بحقوق المرأة ونحن نعمل جاهدين على دعم المرأة بشكل كبير في مشاريعها التنموية بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة ووزارة التضامن الاجتماعي وبعض الوزرات الأخرى فأنا أرى أن قضايا النوع الاجتماعي لابد من الاهتمام بها.

 

وذكر: "فيما يخص العلاقات السياسية بين البلدين، وزيرة الهجرة الهولندية زارت مؤخرا مصر لبحث سبل التعاون بين البلدين ومناقشة عدة أمور بين البلدين وأيضا كانت هناك زيارة لمساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأوروبية ووزارة الخارجية بهولندا لمناقشة وبحث عدة موضوعات مشتركة بين البلدين على الصعيد السياسي والاقتصادي والاستثماري، وقضايا مواجهة تغير المناخ أصبحت العامل الأساسي والهام الآن فى العالم كله وبالتالي فان قضية تغير المناخ تعتبر عنصر أساسي للعلاقات بين البلدين الآن وهى هامة لمصر ولنا أيضا. فنحن نضع في اعتبارنا أن هناك تغييرات مناخية شهدها العالم وسيشهدها العالم أكثر في المستقبل. وقد شهدت هولندا العام الماضي عقد قمة التكيف مع تغير المناخ وسنقدم الدعم الكامل لمصر في مواجهة قضية تغير المناخ. ونستطيع أن نقول أن قضية المناخ ستكون تحدى أساسي العام المقبل  للعالم كله ونحن سندعم مصر كثيرا لمواجهتها وخصوصا في ضوء استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة السابع و العشرون لتغير المناخ". 

 

 

 

وفيما يخص التعاون الاقتصادي بين البلدين؛ قال السفير الهولندى: "أى تعاون تجارى يكون قائم على الاستيراد والتصدير ونحن نسعى إلى أن تقوم الشركات الهولندية بالاستثمار في مصر والاستقرار هنا لأن هذا شيء هام جدا وهذا الشيء سيزيد من فرص العمل إعطاء دفعة كبيرة للناتج المحلى. وهناك شركات هولندية كبيرة بالفعل تستثمر في مصر ونحن نجد أن التوجه الاستثماري لهولندا في أفريقيا يبدأ من مصر. وهناك شركات هولندية تعمل في مصر وأفريقيا فنحن نتبع نهج التبادل التجاري أولا ثم الاستثمارات". 

 

ولفت الشفير الهولندي، إلى أن "ليس لهولندا شركات في منطقة قناة السويس الاقتصادية ولكن لدينا شركات ومصانع في الدلتا خاصة بأعلاف الأسماك لأنها قريبة من المصايد والسواحل وأيضا لدينا مصانع في القاهرة ولكلنا نعرف أن القاهرة هي سوق شرائية كبيرة ولكني أفكر جديا الآن في التحضير لزيارة منطقة قناة السويس الاقتصادية للوقوف على الأمور هناك بشكل أفضل. وفيما يخص القناة  كانت هناك مشاركة هولندية في عمليات حفر القنوات المائية كما قمنا مؤخرا ببيع جرافتين كبيرتين لمصر لاستخدامهم بأنفسهم، وأنتم تعلمون أن هولندا من أكثر دول العالم اهتماما بالمياه وبالمشروعات المائية". 

 

 

وفيما يخص التعاون فى  قطاع الطاقة؛ قال السفير الهولندي بالقاهرة، إن هناك تعاون بين البلدين في مجال الطاقة فنحن فى هولندا نهتم بمجالات الطاقة كثيرا فقد اعتدنا على استخدام الغاز إنما الآن نحن نعتمد أكثر على الطاقة المتجددة فلدينا الكثير من طاقات الرياح والأمواج في البحر ونستطيع أن نستفيد منها بشكل أفضل وأقوى، ومصر بها الكثير من الرياح والشمس ويمكن أيضا الاستفادة منها كثيرا ونقل الخبرات بشكل أفضل وأقوى.

وتابع: "نحن في هولندا نبحث أكثر في مجال الطاقة المتجددة وخصوصا الطاقة  الكهرومائية وهذا ما تبحث فيه مصر أيضا بالإضافة إلى التنقل الكهربائي، وفي هولندا لدينا أفضل مجموعة من محطات توليد الطاقة الكهربائية إذ أننا نعتمد على محطات الطاقة الكهربائية بشكل كبير فنحن نستخدم الطاقة الكهربائية في السيارات والدراجات الكهربائية وهذا شيء نسعى لعمله وتنفيذه ودعمه هنا في مصر، فيمكن على سبيل المثال تنفيذ هذا التوجه في ميناء الإسكندرية ثم التوجه لتنفيذه بمساعدة الشركات المصرية على نطاق أوسع. ولكن هذا شيء يتعين على الشركات القيام به لكننا سنعمل على مساعدة الشركات الهولندية لتعمل جنبا إلى جنب مع الشركات المصرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والتنموية للطرفين".

 

وتابع: "والجميع يعلم أن هولندا تتعاون مع مصر منذ أكثر من 40 عام في مجالات الري والمياه والبحث عن مصادر آخرى للري بخلاف نهر النيل ونحن نعمل مع وزارة الري المصرية بشكل كبير في هذا الامر. وكما تعلمون أن هولندا دولة تقع في نهاية نهر وهو نهر الراين مثل مصر فهي دولة مصب لدول نهر النيل. وتماما مثل مصر إذا حدثت مشكلة مع فرنسا على النهر فأننا سنعانى من المشكلة ذاتها مثل مصر".

وفيما يخص أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا؛ قال السفير الهولندى: "نحن لا نتدخل بشكل مباشر لحل أزمة سد النهضة لكننا تحدثنا مع مصر لإيجاد حلول معقولة وأيضا للخروج من هذا الأزمة بالبحث عن بدائل. كما تحدثنا أيضا مع السودان وإثيوبيا لأن لنا بها برامج تنموية ونعمل عليها أيضا هناك. والآن نعمل على العمل على الجانب البحثي مع الأساتذة الأكاديميين والطلاب بين هذه الدول لنرى كيف يمكنهم العمل معًا في المستقبل". 

 

وأضاف: "نحن بلد صغير طبعا مقارنة بمصر وإثيوبيا ولكننا خبراء في مجال المياه ونعمل من خلال المراكز البحثية للمياه في كل من مصر وإثيوبيا والسودان ونبدى رأينا الاستشاري فقط في أمور متعلقة بالمياه. نحن نعلم أن المياه مهمة جدا لمصر ونعرف أيضا أن الطاقة الكهربية مهمة لأثيوبيا والسودان ونجد أن الامور الفنية والتقنية عليها عامل كبير وإذا توصلوا لحل الجوانب الفنية والتقنية  فهناك أمل كبير في حل الجانب القانوني المتعلق بهذه المشكلة". 

 

واستطرد: "قد عرضت هولندا التدخل للتوصل لحل الجوانب الفنية والتقنية لحل هذا الأمر لكن هذا العرض قوبل بالرفض". 

 

فيما يخص التعاون التعليمي والأكاديمي بين البلدين؛ قال السفير الهولندى: "نحن ليس لدينا مدارس هولندية هنا في مصر لكن هناك الكثير من الطلاب المصريين يذهبون لهولندا للتعليم فيها. فهناك حوالى 400 طلاب مصريين كل عام يدرسون في مختلف المجالات في هولندا في مختلف الجامعات على نفقتهم. هذا بالإضافة إلى المنح الدراسية المختلفة الممولة من وزارة الخارجية الهولندية من أجل المصريين من القطاع العام والخاص في مختلف المجالات من بينها الزراعة والري والإدارة والاقتصاد ولدينا أيضا تعاون في التعليم العالي والتقني والتدريبي".

 

 

وفيما يخص القطاع السياحي، قال السفير الهولندى: "بدأت السياحة تتعافى مجددا الحمد لله ولكن بشكل بطئ.  فهناك رحالات الآن بين القاهرة وامستردام وهناك طيران لمصر للطيران وKLM  بين البلدين وبالفعل بدأت رحلات إلى الغردقة  وسوف يكون في القريب العاجل طيران إلى شرم الشيخ. وكورونا مشكلة كبيرة للناس كلها ونحن نخبر الناس من فضلك تعالى إلى مصر.. نعم هناك كورونا لكن الحياة لا تتوقف وهناك سياحة وسفر".

 

وأضاف: "كان عدد الهولنديين الذين يزورون مصر كل عام للسياحة حوالى 300 ألف شخص أما الآن لم نصل إلى هذا الرقم بسبب كورونا". 

 

 

وفيما يخص التعاون الثقافي بين البلدين؛ قال السفير الهولندى: "لدينا المعهد الهولندي الفلمنكي المتخصص في الدراسات الإسلامية والآثار المصرية وهناك تعاون آخر مع وزارة السياحة والآثار المصرية من خلال ترميم والحفاظ على بعض المواقع الأثرية الفرعونية وهذا يتم بشكل كبير مع وزارة السياحة المصرية. ونحن في بعض المتاحف والأماكن الآثرية الهولندية نبسط المعلومة للأطفال الزائرين من خلال توضيح القصص بالصور وليس الكتابة فقط وبالتعاون مع المسؤولين المصريين أيضا بوزارة السياحة نبحث معهم الرقص المسرحي وهذا يمنح الناس الفرصة للتعبير عن أنفسهم..عن حياتهم وأفراحهم وأمالهم". 

 

وعلق  السفير الهولندى على مجهودات مصر للحد من الهجرة غير الشرعية لأوروبا؛ قائلا: "عندما جاءت وزيرة الهجرة الهولندية لمصر عبرت عن شكرها للمجهودات العظيمة الذى تقوم بها مصر للحد من الهجرة غير الشرعية لأوروبا، ونحن نعلم ذلك جيدا، فمصر تقوم بمجهود كبير لمنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين لأوروبا وهذا سبب رئيسي في قيام هولندا بدعم بعض البرامج الخاصة بالمهاجرين هنا في مصر وبعض المهاجرين العائدين من هولندا وأيضا لدينا اتفاق بين وزارة الخارجية المصرية ووزارة الهجرة الهولندية للمضي قدما في منع تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا والعمل معا على توعية وتعليم الراغبين بالهجرة إلى أوروبا ليقومون بذلك بشكل قانوني بدلا من قيامهم بذلك بشكل غير قانوني مما يعرضهم للمخاطر، ونبحث عن كيفية تقديم الدورات اللازمة والتدريب اللازم للعمل وليس للهجرة غير الشرعية. 

 

وفيما يخص التقرير الذى أصدرته الخارجية الهولندية عن مصر؛ قال: "الحكومة الهولندية تقوم بهذا التقرير كل عامين عن كل بلد في العالم  وهو خاص بكل لاجئ أو مهاجر يعيش على أرض هولندا وهذا التقرير يتم رفعه إلى القضاة الهولنديين وهم من يحددون إمكانية عودة هذا اللاجئ أو المهاجر إلى بلده من عدمه  أي أن التقرير خاص بظروف كل بلد كانت سببا في قيام الأشخاص بمغادرتها والتفكير في الهجرة، ولكن هذه الظروف ليس من الضروري أن تكون سببا في بقائهم في هولندا. وهو تقرير حكومي خاص بوزارة الهجرة الهولندية وتستخدمه الدوائر القضائية المختلفة ووزارة العدل لكى تقرر هل بإمكان هذا اللاجئ أو المهاجر العودة لبلده ومغادرة هولندا أو لا، بمعنى آخر التقرير يحدد إذا ما كان اللاجئ أو المهاجر يحق له البقاء في هولندا أم مغادرتها. وأنا اؤكد ان هذا التقرير لا يشمل تقريرا عن مصر كلها ولكنه خاص بأسباب ترك اللاجئ أو المهاجر لبلده، فأنا أقوم كل عام بتقديم خطة سنوية في شكل تقرير تشمل أيضا النواحي الاقتصادية والتنموية والبنية التحتية والمزارع التي يتم إنشائها في مصر ومشروعات الطاقة الشمسية وكل ما تشمله خطة الدولة المصرية للنهوض. وأنا مقتنع تماما أن هذا التقرير لن يؤثر على العلاقة الثنائية الوطيدة بين مصر وهولندا مطلقا".. 

 

وأضاف: "كثير من الأمور والنقاط التي اشتمل عليها التقرير تم مناقشتها بالفعل مع وزير الخارجية المصري سامح شكري وكذلك مع وزارة الخارجية هنا. واعتقد أن مثل هذه الأمور لا تؤثر على علاقات البلدين فالحكومة المصرية تعي تماما أن مثل هذه التقارير لن تؤثر على العلاقات وليس مطلوب من الحكومة المصرية أن تقبل أو توافق على كل ما جاء بالتقرير فهذا التقرير سوف يتم استخدامه لهذا الأمر فقط وليس لشيء آخر".  

 

وعلق السفير الهولندى على ارتدائه لعلامة كف (يد) صغيرة لونه برتقالى؛ قائلا: "أنا ارتدى كف يد صغيرة ترمز إلى الرقم خمسة باللون البرتقالي وهو شعار لإنهاء العنف ضد المرأة في ضوء الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، ونحن ندعم هذا الشعار بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة في مصر والعام المقبل سوف نضئ السفارة كلها باللون البرتقالي لأنه أصبح لون عالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وأيضا نحن حريصون على أن نأخذ خطوات جادة في هذا القضية".

اقرأ أيضا| الإسكان الاجتماعي : 371 ألف مواطن تسلموا وحداتهم بمبادرة التمويل العقاري

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة