سرطان عنق الرحم
سرطان عنق الرحم


سفاح النساء .. سرطان عنق الرحم يخطف حياة 300 ألف امرأة سنوياً

آخر ساعة

السبت، 05 فبراير 2022 - 01:58 م

آية فؤاد

يُعد سرطان عنق الرحم، أحد أكثر أنواع السرطانات إصابة للسيدات، وتُتوفى على إثره ما يقرب من 300 ألف امرأة سنويًا حول العالم، وذلك حسب الإحصائيات العالمية التى أشارت إليها وزارة الصحة بمصر، خلال حملاتها للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن المرض خلال الآونة الأخيرة، مؤكدة أن الكشف المبكر والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمى، أحد أهم أسباب الوقاية من المرض، إضافة إلى أهمية إدراك السيدات لمسبباته وأعراضه التى إذا شعرت السيدة بأى منها فعليها التوجه مباشرة إلى الطبيب.

 

يُصيب سرطان عنق الرحم، الإناث فى منطقة اعنق الرحمب، وهو العضو الذى يربط الرحم بالمهبل نتيجة لوجود نمو غير طبيعى للخلايا المكونة لهذا الجزء، وطبقًا لمؤشرات منظمة الصحة العالمية فى 2020، تم تشخيص 604.000 إصابة امرأة بسرطان عنق الرحم فى جميع أنحاء العالم، توفيت 342.000 منهن بسبب المرض، حيث إنه يعد السبب الثانى الأكثر شيوعًا للوفاة بالسرطان لدى النساء فى سن الإنجاب على مستوى العالم، كما أشارت النتائج إلى أن90% من الوفيات حدثت فى البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث يكون عبء سرطان عنق الرحم أكبر، لأن الوصول إلى خدمات الصحة العامة محدود، ولم يتم القيام بالفحص والعلاج على نطاق واسع.

 

ووضعت منظمة الصحة العالمية، بعض الأهداف للقضاء على سرطان عنق الرحم، وهى أن يتم تطعيم90% من الفتيات بشكل كامل ضد فيروس الورم الحليمى البشرى بمجرد بلوغهن 15 عامًا،توالتأكد من أن يتم فحص70% من النساء باستخدام اختبار عالى الأداء بحلول سن الـ35، ومرة أخرى فى الـ45، أما الهدف الثالث والأخير فهو تلقى90% من النساء المصابات بمرحلة ما قبل السرطان للعلاج، وإدارة حالة90% من النساء المصابات بالسرطان بشكل صحيح.

الدكتور جمال مصطفى، أستاذ جراحة الأورام بكلية الطب جامعة القاهرة، يؤكد أن سرطان عنق الرحم من أسبابه بعض الفيروسات، وأهمها فيروس الورم الحليمى الذى يتسبب فى التهابات مزمنة طويلة المدى، التى تؤدى بدورها لتغيير فى طبيعة الخلايا المبطنة لعنق الرحم فتتحول من خلايا طبيعية إلى خلايا سرطانية، ويلفت إلى أن سرطان عنق الرحم لا يقل شراسة عن غيره من الأمراض السرطانية حيث إن وجود المرض بعنق الرحم يسمح بانتشاره فى أعضاء كثيرة داخل الحوض مثل المثانة البولية، ومجرى البول، وقد يمتد للغشاء المبطن للرحم نفسه، وعدم الكشف المبكر عن المرض يستدعى علاجه بتدخل جراحى يسمى عملية افير تايمب قد يكلف السيدة استئصال الرحم والمبيضين وأنابيب قناة فالوب، إضافة لاستئصال الغدد الليمفاوية الموجودة بالحوض التى لها علاقة بعنق الرحم.

 

وأكد جمال، أن الكشف المُبكر هو السبيل الوحيد للشفاء التام وذلك من خلال عمل مسحة من عنق الرحم كل عام للاطمئنان، وخاصة بعد تخطى السيدة عامها الأربعين، لأن نتائج العملية مع الاكتشاف المُبكر أفضل بكثير من الحالات المُتأخرة التى يُقترن فيها التدخل الجراحى مع العلاج الإشعاعى من خلال نوع من المواد المُشعة التى يتم غرسها بعنق الرحم عن طريق المنظار المهبلى، مُشيرًا إلى أن العلاج فى هذه الحالات ليس بهدف الشفاء، ولكن بهدف السيطرة على المرض، كما أن التطعيم ليس أحد طرق العلاج، ولكنه للوقاية حيث إنه يستهدف فيروس الورم الحليمى لمنع تغيير الخلايا، موضحًا أن التطعيم حتى الآن يندرج تحت المناقشات العلمية لأن الأمراض السرطانية تتعلق بحياة المريض، لذلك يجب أن يكون كل ما يتعلق بها موثقا ومقررا علميًا ومعترفا به دوليًا.

 

وأشار إلى أهمية الكشف عند ملاحظة أى تغييرات مثل الألم فى منطقة الحوض، أو نزول إفرازات دموية، أو أى تغيير فى نمط الدورة الشهرية ومواعيدها أو حدوث نزيف، الشعور بآلام فى أسفل الظهر أو أعراض عامة بالنسبة للأورام لابد من الانتباه لها كفقد الوزن، وفقد الشهية، والحالة النفسية السيئة، وتغير المزاج العام.

من جانبها، كشفت راندا فخر الدين، أمين صندوق مؤسسة مصر للصحة والتنمية المستدامة، واستشارى النساء والتوليد، أن سرطان عنق الرحم يحدث نتيجة للالتهابات المُتكررة التى تحدث بعنق الرحم، بجانب عدة أسباب أخرى كحدوث العلاقة الجنسية فى سن مُبكرة، التى تزيد من احتمالات حدوث الإصابة، إضافة لفيروس الورم الحليمى الذى يتم محاربته بتطعيم مُخصص له يمكن للسيدة أن تتلقاه من عمر 15 عامًا، وله 3 جرعات بالتناوب كل 6 أشهر، ولكن حتى الآن لا يوجد وعى كافٍ من المجتمع بالمرض، ولم يتم إقراره كالتطعيمات الإجبارية.

ولفتت راندا، إلى أهمية حملات التوعية بالمرض للمساعدة فى تجنب السيدات الكثير من المشكلات، وتجنيب الدولة أعباء مادية كثيرة يمكن أن تتحملها فى المستقبل، كما أن الاكتشاف المبكر للمرض يشكل فارقًا كبيرًا فى العلاج، الذى يتم عن طريق وضع مادة معينة على الخلايا للتأكد من أنها طبيعية من عدمه، كما نلجأ فى البداية للكى بالتبريد عن طريق التخلص من الخلايا التى يوجد شك فى تحولها وهى أبسط طرق العلاج، مؤكدة أنه يجب أن تبدأ السيدة فى المتابعة الدورية بداية من الثلاثينيات للاكتشاف المبكر، حيث إن هناك نسبة كبيرة من السيدات تُعانى من الالتهابات المُزمنة، ويزيد ذلك مع السيدات المُختتنات لقلة قدرتهن على مقاومة هذه الالتهابات، كما أن عدم العلاج السليم للالتهاب يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم، حيث لا بد أن يتم علاج الالتهابات بطريقة صحيحة.

وأشارت إلى أن الوقاية تبدأ بالتطعيم ثم العلاج الأمثل للالتهابات سواء للفتيات أو المتزوجات بالشكل الصحيح وبالجرعات الصحيحة، وإذا كانت الالتهابات متكررة فلابد من إجراء مسحة لتحديد سببها وعلاجها بشكل صحيح، مُطالبة بإجراء فحص دورى لعنق الرحم للسيدات المتزوجات مثل حملات الكشف عن سرطان الثدى.

الدكتورة عزة نصر، أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومى للأورام، تقول إن أنواع سرطان عنق الرحم مُختلفة، فهناك سرطان الخلايا الحرشفية، التى تبدأ فى الخلايا الرفيعة التى تبطن الجزء الخارجى من عنق الرحم، وهو النوع الأكثر شيوعًاً، وهناك أيضًا سرطان الغدد، ويكون هذا النوع من سرطان عنق الرحم فى الخلايا الغدية التى تبطن قناة عنق الرحم، وهناك حالات تكون مختلطة بين النوعين، ولا يوجد نوع أشد خطرًا من الآخر، ولكن درجة الخطورة والعلاج يعتمد على مرحلة المرض عند اكتشافه، مُشيرة إلى أن فرص الكشف عن المرض أصبحت مرتفعة لانتشار وحدات الكشف عن صحة المرأة فى جميع المحافظات، التى يُمكن أن تتوجه لها السيدة عند الشعور بأى أعراض أو عند رغبتها فى الاطمئنان على صحتها، والانتباه إلى حملات التوعية التى تُخاطب السيدات حتى تكون كل سيدة لديها وعى بمسببات المرض وطرق الوقاية منه.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة