خيري الكمار
برامج أكل عيش
الجمعة، 11 فبراير 2022 - 02:13 م
ليلة الأثنين كشفت إستمرار مهزلة الإعلام الرياضي المصري والتي تتطلب بالفعل نظرة من القائمين على القنوات الفضائية التركيز في مقدمي البرامج الرياضية، لأنه عقب خسارة المنتخب لنهائي كأس إفريقيا وبمتابعة القنوات تجد أن مقدمي البرامج - بإعتبار أغلبهم لاعبين كرة قدم - تحولوا إلى مقدم ومشجع وناقد وضيف، ومنهم من يريد إقالة المدرب، والآخر متمسك به، وبعضهم زاد وطلب إيقاف بعد اللجان الإليكترونية التي تدعم فريق ضد المنتخب، والمهم أن كل المقدمين صوتهم مرتفع وكأنهم يريدون أن يتسابقون في الأعلى صوتا، وهذه الليلة أرى أنها إزدادت فيها الأنا عند كل مقدمي البرامج، وكأن كل واحد يريد أن يبعث برسالة مهمة وهي أنه الأفضل والأكثر تأثيرا، وبالتأكيد بحثا عن “التريند”، ومشاهدات أكثر، لكننا لو تحولنا إلى المنافس بلغة كرة القدم القناة التي تنقل المباراة حصري، وتجد أن مقدم البرنامج الرئيسي والذي أستمر ساعات يعرف حدوده يسأل وينتظر الإجابات، ولذلك المعلومات تظهر ويعطي الضيوف حقهم في الرد، لكن مقدمي البرامج عندنا يتحدثون معظم وقت الحلقة وأوقات كثيرة يتدخلون في إجابات الضيوف، وكأن كل واحد أمتلك عزبة خاصة، والأمر الأكثر إثارة أن كل المعلومات التي لديهم حصرية، وكأن الأخبار منقولة لكل واحد على حدة، لكن معظمها تجده في كل البرامج، وهو الأمر الذي حولها إلى برامج “أكل عيش”، لن تحدث أي تأثير علي الإطلاق، ولن يستفيد المشاهد منها أي شيء، وهو ما جعل الجمهور يركز مع القنوات العربية، ولا يشاهد هولاء، لأنهم لا يقدمون إعلام، بل برامج على هوى المقدم، بدءا من تحديد الضيوف، وحتى تدميره نفسيا بالسيطرة والهيمنة على الفقرة، وطبعا في النهاية الخاسر هو المشاهد.. وياليت المسئولين عن القنوات المصرية يطالبونهم بعدم الخروج عن النص.