ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب


نحن والعالم

حقل ألغام

ريهاب عبدالوهاب

الجمعة، 18 فبراير 2022 - 05:55 م

يلعب الغرب وأمريكا مع روسيا لعبة «النفس الطويل».

فهم يمتنعون عن الاستجابة لمطالبها ويستخدمون العقوبات لردعها عن غزو أوكرانيا فيما يقدمون للأخيرة دعماً عسكرياً ولوجستياً، وذلك فى محاولة لتضييق مساحة المناورة على الرئيس بوتين الذين يرون انه بات محاصراً بين الرجوع المهين خاوى الوفاض أو المجازفة بعمل عسكرى يكلفه خسائر بشرية واقتصادية.

فى المقابل يستمتع الرئيس بوتين، الذى يملك منفرداً مفاتيح التصعيد والتهدئة، باللعب على أوتار الأمن الأوروبى ويوظف هذه القدرة لخدمة أهدافه بإستعادة أمجاد الماضى «السوفيتى» وتكريس دور روسيا كلاعب دولى.

فعلى مدار الأسابيع الماضية كانت روسيا محط الاهتمام الغربى.

وتلقى بوتين مكالمات من كبار الرؤساء وفى صدارتهم بايدن، كما استقبل الكرملين عشرات المسئولين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسى ماكرون. هذا التواصل المباشر منح موسكو الفرصة لطرح مطالبها على طاولة النقاش.

ورغم أن حفظ ماء الوجه سيمنع أوروبا من منح موسكو ما تريده من تعهد بعدم ضم أوكرانيا للناتو، لكن روسيا نجحت بالفعل فى توصيل رسالتها وتحديد خطوطها الحمراء و«تلغيم» القضية بشكل يجعل من غير المرجح أن يدرجها الناتو على أجندته، وهو ما يعنى انه حتى لو تراجع بوتين فلن يعود خالى اليدين.

مكسب روسى محتمل آخر من حالة التصعيد الحالية يتمثل فى مطالبة البرلمان الروسى بالاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، حيث يمكن لروسيا المساومة على ذلك مقابل الانسحاب لتكون حققت مزيدا من النفوذ فى الشرق الأوكرانى دون حرب. 


هذا يعنى أن حالة اللا سلم- لا حرب هذه ستستمر حتى تنقطع أنفاس أحد الأطراف، لكن استمرارها سيكون كاللغم القابل للانفجار فى أى وقت لأن بوتين سيظل يتلاعب بدرجة التوتر لإبقاء الضغط، فى الوقت الذى يمكن ان يؤدى فيه اى خطأ أو حادث صغير ناتج عن الضغط لتفجير الوضع، كما حدث عند إسقاط الطائرة الهولندية MH17 من قبل الانفصاليين المسلحين الروس فى شرق أوكرانيا عام 2014.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة