اللوحات للفنان: مصطفى الرزاز
اللوحات للفنان: مصطفى الرزاز


الأحلام ليس لها كفن

أخبار الأدب تنشر أحدث قصائد عبد المنعم رمضان ومنى حلمي

أخبار الأدب

السبت، 19 فبراير 2022 - 05:17 م

كتب : عبد المنعم رمضان

كان المحيط على مسافة إصبعين
 وكنت أرجو
              أن أرى شفتيك تحت الماء
كى أبتل بالكلمات والرؤيا 
وكانت خرقتي زرقاء مثل سماء 
                                 عائلتي
ومثل البهو
مثل حقيبتي الأولى
ومثل الروح
كانت كلها زرقاء
لا أدري متى ضاعت مزاميري
ولا أدري لماذا أيقظتني الريح
لا أدري هل ارتعشت
         وضاعت وحدها الخطوات
         وانفرطت
سألت الله عن اسمي
سألت الله عن أسماء أعضائي التي
                                     ضاعت
ولما راغت الطرقات
    لما أجبرتني الأرض
       أن أنسل من روحي
    زحمت فمي بماء الريق
واستعذبت أنفاسي
وصحت كأنني سأسيل نحو حديقتي 
                                   الأولى
         تعالي يافراشاتي
ولا تخجل من النسيان يا وطني. 

كتبت :  د . منى حلمى 

الأحلام ليس لها كفن 

اغزل لى كفنى 
وأنا ممددة على فراش الانتهاء 
قبل أن ألفظ أنفاسى الأخيرة 
وأودع أشيائى الحميمة 
لن أترك الا وصية واحدة 
عدنى ألا ترفضها 
وألا تناقشنى وتخذلنى 
أن تغزل أنت لى
من يديك الكفن 
اغزله بخيوط أشجانى 
اجعله باللون الأصفر
انقش عليه وجه أمى 
ضع بداخله صور أحبائى 
مقولات حكمتى وأجمل أشعارى 
هكذا أطمئن إلى رقدتى الأبدية 
هكذا يكون حسن الختام 
هناء النوم 
ونعم السكن. 

 


لماذا تحبنى؟ 
سؤال جداً يحيرنى 
وعليه بحق أجبنى 
لا تكذب.. لا تراوغنى
لماذا تحبنى؟ 
وأنا قد
حًرمت على قلبى العشق  
وأطفأت سجائره 
لم أجدد جواز سفرى 
إلى موانئ تحتفى بلهفة العشاق
ومدن عيدها القومى تحرر الأشواق 
برأت من أوهام الحب
وأسدلت ستائره 
لا أتجمل لا أتعطر 
لا أصبغ شعرى الأبيض 
يقطعون يدى إذا سرقت الفرح
يرجموننى علنا اذا اشتهيت رجلاً 
يقتلوننى لو ارتديت عن دينهم 
يجلدون جسد القصيدة 
لماذا تحبنى؟  
وأنا فى أى وقت 
مهددة بنوبة قلبية مفاجئة 
ولا أحد معى يسعفنى 
برشفة دواء ينقذنى 
لماذا تحبنى؟ 
وأنا المطاردة فى وطنى 
الملعونة المنبوذة الشريدة 
لماذا تحبنى؟ 
وأنا لا أختلى 
إلا بشيطان الشِعر 
يقظتى قلقة 
ونومى مؤرق 
هشة المزاج 
متقلبة الأهواء 
أقود بسرعة جنونية 
على الطرق الوعرة
لا أربط  حزام الأمان 
أسير عكس الاتجاه 
وأكسر الإشارات الحمراء 
أجبنى لماذا تحبنى؟ 
وأنا سئمت الدوران 
فى فلك التكرار 
قنبلة موقوتة أنا 
معقودة بأسلاك الفناء 
تشتهى ساعة الانفجار 
مسافرة وحدى
دون حقائب 
لا بطاقات هوية 
ليس معى تذاكر
لا أوراق نقدية 
بريبة ترمقنى النساء 
بشهوة يقترب الرجال 
منذ زمن لا زمن له 
أقف 
على رصيف الانتظار 
لا سفينة آتية فى الأفق 
 ولا صفارة نائية لقطار 
كن ابنى 
كن ابنى
لتشدو أمومتى الخرساء 
على أوتار نداءاتك 
وايقاع لفتاتك 
كن ابنى
لأزهو دوماً
بمذاق حب غير مشروط 
بطاعتى وإرضائى 
أتوق إلى حمايتك
تنتفض جوارحى لرعايتك 
كن ابنى 
ليطول عمرى 
لا تطلب عشق النساء 
هن نزوات 
إلى زوال 
تخدع الرجال 
أما أنا 
قلب الأم 
قلبى أنا 
خالد كالبحر 
صامد كالجبال 
كن ابنى 
سأشترى لك كل الأشياء 
أملأ الأجواء 
بعطر الوفاء 
كن ابنى 
طفلى الوحيد 
وريثى الوحيد 
من نفسى أنقذنى 
ونادنى: أمى 
حضورك 
لغيابك حضور 
يثير حيرة النساء 
يشعل غيرة الرجال 
رغم سطور النعى
المكتوبة فى الجريدة 
رغم القهوة المُرة 
فى سرادق العزاء 
رغم لحظات الحداد
وأشباح ترتدى السواد 
رغم بكاء القصيدة 
حاضر أنت 
حضور النقش على الحجر 
زرقة البحر فى الأفق 
وفاء السحاب بعهود المطر 
حاضر أنت 
كنزف الأم 
لو فقدت طفلها الوحيد 
مثل ارتعاش الشفاه 
عند القُبلة الأولى 
لحضورك جبروت 
منْ يحكم 
بالنار والحديد 
أنت موجود 
لم تفارق
حى يُرزق 
بعناية قلبى 
وتدابير حكمتى 
أنت من ضرورات الكون
عظة أنت للناس 
وعبرة مدى الزمن 
هيا بنا كعادتنا 
نشاهد معا الأفلام 
وعلى ضوء الشموع
نرقص ونتناول العشاء 
 لن أتلقى فيك العزاء 
فأنت حلم 
والأحلام ليس لها كفن.

اقرأ ايضا | منير عتيبة يكتب: أعمال تنشر لأول مرة لمحمد حافظ رجب

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة