د. نهلة إمام
د. نهلة إمام


د. نهلة إمام تكتب: نحتاج لإدارة موحدة لـ «التراث المصري»

أخبار الأدب

الأحد، 27 فبراير 2022 - 05:00 م

فى الحقيقة نحن لا نمتلك أرشيف قوي، ولا نملك قاعدة بيانات منضبطة مثل الدول التي بدأت بعدنا، والتي تسجل بوسائل تكنولوجية حديثة

الدكتور نهلة إمام ممثلة مصر وخبيرة التراث الثقافي غير  المادى ، وعضوة لجنة التقييم الدولي بمنظمة اليونسكو تحدثت لأخبار الأدب عن وضع التراث غير المادى في مصر وقالت: «التراث غير  المادى  هو ما كنا نطلق عليه قديما اسم «التراث الشعبي»، إذ تم الاهتمام بالتراث الشعبي داخل مصر منذ مرحلة مبكرة جدا وتحديدا في سنة 1957، فقد أنشيء مركز لدراسة الفنون الشعبية، وهذا ينم عن تنبؤ مبكر جدا من جانب الدولة حول أهمية التراث، فهذا العلم بدأ في الخارج مع بداية الاهتمام بالقوميات الوطينة، فظهر تيار ينادي بالاعتزاز بالتراث، وبعد ثورة 1952حدث التفات لهذا التراث المصرى، وقد بدأ المركز عمله من خلال جمع العادات وكذلك أغاني الفلاحين، والمعتقدات، و»جمع» أرشيفه وفقا لأدوات عصره، واستمر الوضع إلى أن أنشأ الدكتور أحمد مرسي المعهد العالي للفنون الشعبية، فهذا المعهد أخرج باحثين مؤهلين كي يستكلموا المسيرة، ولمواكبة متطلبات العصر».


شتات التراث
وتضيف: ما حدث بعد ذلك أن مسألة الحفاظ على التراث تبنته الجمعيات الأهلية وكذلك مؤسسة مثل: أطلس التابعة لهيئة قصور الثقافة، فقد كات مبادرات متفرقة وليست تحت عباءة مظلة واحدة، وكان الأمر عبارة عن مبادرات فردية، فالمفترض أن دولة بحجم مصر لها تاريخ طويل في عمليات الجمع والتوثيق، أن يكون عندها أرشيف «قوي» لكن في الحقيقة نحن لا نمتلك أرشيف قوي.

ولا نملك قاعدة بيانات منضبطة مثل الدول التي بدأت بعدنا، والتي تسجل بوسائل تكنولوجية حديثة، فنحن نفتقد هذا الأمر خلال الوقت الحالي، والأمر مهم لأن دراسة التراث تمكن صناع القرار من حل مشكلات المجتمع المصري والتعرف على عاداته وتقاليده، فإذا ما أردنا عملية رفع لوعي هذا المجتمع فلا يجب أن نلجأ لحلول «مادية» فقط بل يجب أن نستفيد من مكتسباتنا «الغير مادية» التي نملكها والتي تمثل حجر أساس للمجتمع المصري.

أنجزت حول هؤلاء الناس لمعرفة عاداتهم وثقافتهم، كي لا يصطدموا بهم، فالدراسات الإنسانية لطالما مثلت مدخلا يجب أن نستثمره إذا ما أردنا تنمية حقيقية داخل المجتمع، فإغفاله هو أمر خطر، لذلك دائما ما ندعوا أن يكون لدى مصر أرشيف قوي مدعومًا بأحدث الوسائل.

ونحن لا ينقصنا شيء، إذ إننا نملك الباحثين وكذلك الأدوات، بجانب تراثنا الغني، فقد شكلت وزارة الثقافة بدورها لجنة عليا للتراث غير  المادى.

وقد اتخذنا قرارا بأن يكون عندنا أرشيف قوي للتراث، لكن قبل ذلك قررنا أن نتعرف على جميع الجهات والهيئات التي تملك في حوزتها تراثا كي نستطيع التوسع في العملية بشكل دقيق، فنحن لا نريد أن نبدأ من الصفر وقد وضعنا أمام اللجنة جميع الإمكانيات، لكننا ننتظر اتخاذ قرارًا بشأن البدء في المشروع من خلال وضع حجر الأساس لهذا الأرشيف الهام، والذي سيفيد البلد بالطبع، فهذا معين لا يمكن أن ينضب أبدا، فتراثنا غني ويمكن استدعائه بسهولة.

وبجانب ذلك فنحن ننادي بضرورة إنشاء إدارة موحدة للتراث تنشأها وزارة الثقافة، والتي سوف تجمع شتات التراث المصري المتفرق بين الجهات والهيئات المختلفة، وكذلك الأفراد.

وبسؤالنا حول الجهة المعنية في مصر لتسجيل التراث غير  المادى  داخل اليونسكو أوضحت الدكتورة نهلة إمام أن عملية التسجيل تتم وفقا لاتفاقية وضعها اليونسكو عام 2003 وهذه الاتفاقية تتيح للدولة.

ولمنظمات المجتمع المدني، وكذلك الجمعيات الأهلية، أن تدرج التراث غير  المادى  الذي تراه «مهم» بالنسبة إليها، وغالبا ما تقوم بالأمر الجمعيات الأهلية لكن في إطار حكومي، فالموافقة تتم من جانب وزارة الثقافة.

ويتم إدراجه ضمن ملف «مصر» في النهاية فاليونسكو هي منظمة تعمل مع الدول والحكومات، ونحن نشيطين في هذا المجال منذ عام 2016 وحتى الآن قمنا بتسجيل 6 عناصر، وحاليا نعمل على تسجيل الاحتفالات المصاحبة لرحلة العائلة المقدسة وهذا الملف تعده وزارة الآثار بالتعاون مع وزارة الثقافة، كما نعمل على تسجيل «النقش على المعادن»، وكذلك آلة السمسمية.

وبالطبع فإجراءات التسجيل تتأخر وذلك لأن الاتفاقية تنص على أن الدولة الواحدة لا تقدم بملف في كل عام، وإنما كل سنتين، لكننا خلال سنة «الصمت» نشارك مع دول أخرى في تسجيل صناعات مشتركة إذ إننا في مارس القادم سنقدم النقش على المعادن» بالاشتراك مع 10 دول أخرى، وتحت رعاية جمهورية العراق. 


دعم مادى
أما بخصوص الدعم  المادى  فمن حق الدول أن تأخذ دعم من اليونسكو، خاصة إذا ما كان هناك عنصر مهدد ونحتاج لرعايته، وهذا لم يحدث معنا في مصر، لكننا سنطالب بهذا الحق لأننا نحتاج دعم بعدما سجلنا «الأراجوز» على قائمة التراث، ونحتاج الدعم ننشيء مدرسة للأراجوز وذلك لنقله لأجيال قادمة من اللاعبين، فعدد اللاعبين «ينقرض» خلال الوقت الحالي، كذلك سنقدم بطلب لدعم النسيج اليدوي في صعيد مصر.

اقرأ ايضا | الدكتور نهلة إمام ممثلة مصر وخبيرة التراث الثقافي غير  المادى ، وعضوة لجنة التقييم الدولي بمنظمة اليونسكو تحدثت لأخبار الأدب عن وضع التراث غير المادى في مصر وقالت: «التراث غير  المادى  هو ما كنا نطلق عليه قديما اسم «التراث الشعبي»


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة