علاء عبد الهادى
علاء عبد الهادى


في يوم الشهيد

علاء عبدالهادي

السبت، 12 مارس 2022 - 12:45 م

هناك ثوابت في الشخصية المصرية، مهما اعتراها من متغيرات قد تكون حادة أحياناً، منها احترام الشهيد، وتقدير وتعظيم تضحيته بروحه من أجل أن نعيش آمنين، مطمئنين، ويصدق فينا قول الله عز وجل فى قرآنه الكريم «ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاء اللَّهُ آمِنِينَ» ولا أمان من غير تضحيات: من جهد وعرق، والأهم دماء زكية طاهرة تسيل دفاعا عن هذا الوطن ومقدراته.


أنا ابن قرية من ريف مصر تفتحت عيناى على سيرة الشهداء العطرة في كل بيت، من العدوان الثلاثي إلى حرب 67 ومروراً بحرب الاستنزاف، ثم نصر أكتوبر، وانتهاء بأشرس المعارك مع الظلاميين المتسترين بعباءة الدين الحنيف.

والتي دارت رحاها على أرض سيناء الطاهرة التي تشرفت بتجلي الذات الإلهية على ترابها المقدس.. يتفرد جيش مصر بأن أفراده من كل أبناء مصر ..من نجوعها وعزبها وقراها ومدنها، من أقصى شمالها الى أقصى الجنوب، مسلم بجوار مسيحي كل منهما يسأل الله الواحد الأحد في صلاته أن يحمى مصر، وتبقى رايتها خفاقة، أدركت قيمة أن تكون ابن شهيد يوم أن حدث خلاف بين اثنين من مدرسي مدرستى الإعدادية أيهما يعطي درسا مجانيا لابن شهيد كان ضعيفا في مادة الرياضيات، كلاهما يتنازع نيل هذا الشرف، وأيهما يكون وكيلاً لابنة الشهيد يوم عرسها.


أنا ابن بلد تطلق نساؤها الزغاريد يوم أن ينال أولادها الشهادة دفاعاً عن الوطن. 
أنا ابن مصر التي تدرك عظمة جيشها الوطني، وأنه - بجد- لكل المصريين، ولم يكن يوما جيشا فئويا، أرادوا كسره، وإلهاءه عن وظيفته المقدسة، ولكنه بفضل الله بقى صخرة صلبة تحطمت عليها كل الأراجيف .


زميلي وصديق عمري عصام عمران الكاتب الصحفي في الزميلة الجمهورية، ابن شهيد، في حرب 67، وأوقفت أمه حياتها حتى لقيت الله قبل عام وهى تربي ابنها على سيرة أبيه العطرة، وفي شارعي في شبين الكوم، حيث تربيت صبيا ثم شابا، أسر لثلاثة شهداء، نالوا شرف الشهادة في حرب أكتوبر المجيدة، أحدهم قبطي، وأولادهم أكملوا المسيرة من بعدهم، ودخلوا الجيش والشرطة، ومن بعدهم أحفادهم، والغريب أن أحد الأحفاد استشهد في سيناء، ولكن هذه المرة غدرا وخسة على يد تجار الدين!


9 مارس من كل عام هو يوم الشهيد، يوم ارتقى فيه الجنرال الذهبي الشهيد البطل عبد المنعم رياض رئيس أركان الجيش المصري إلى الجنة بعد استشهاده وسط جنوده على الجبهة في سيناء.. عقيدة الجندي المصري تدعو للفخر: إما الشهادة وإما النصر، لا يتولى يوم الزحف، ولا يرتعش، لأنه يرى مقعده من الجنة.


تتعجب عندما تسمع أسر الشهداء بعد أن ينزل الله رحماته على قلوبهم من لوعة الفراق، تتعجب على هذا الصبر والإصرار، واحتساب الابن أو الزوج أو الأخ شهيداً بنفس راضية مطمئنة بدون جزع، رغم لوعة الفراق، والحزن على فراق الأحباب.


فى الندوة التثقيفية التي أقامتها القوات المسلحة في يوم الشهيد الأربعاء الماضي وشرفها كعادته الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة.. تطهرت روحي، وشعرت أنني، مثل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أب لكل شهيد، وأخ لكل أم فقدت «ضناها» أو زوجة فقدت زوجها، الشهداء ذهبوا إلى حيث أراد الله «أحياء عند ربهم يرزقون» ولكن الأهم أن نحافظ على التراب الذي ضحوا بأرواحهم الطاهرة من أجله، وأن نحافظ على هذا البلد الذي أراده الله آمنا مطمئناً.


لا تشارك من يطلق رصاصة على أخيك على الجبهة، ولا تضغط على « زر» مفجر زرعه إرهابي في طريق قواتنا المسلحة التي تحمي تراب هذا البلد، لا تكن مع أعداء الوطن، قد تكون كذلك، بسلبيتك، أو بأن تكون أداة، دون أن تدري، في هدم البناء، بأن تشارك في نشر الأكاذيب، أو الترويج لبضاعة فاسدة هدفها زرع السوس داخل البنيان، قبل أن تضغط على علامة نشر فيديو مدسوس أو أكاذيب لا تعلم حقيقتها تأكد أنك تقف في جبهة واحدة مع أعداء بلدك.. وأنك قد ضيعت دماء آبائك وإخوتك هباء منثوراً.. والأخطر أنك ضيعت الأمانة.. أمانة الدفاع والحفاظ على نعمة الوطن.

[email protected]

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة